هل من الممكن وقف الداء البطني؟

نشر في 10-03-2018
آخر تحديث 10-03-2018 | 00:00
No Image Caption
ربما توصّل باحثون في جامعة ستانفورد إلى «مفتاح» كيماوي قد يوقف الداء البطني (السيلياك) إذا شُغّل. نُشر الاكتشاف في مجلة الكيمياء البيولوجية.
الداء البطني اضطراب وراثي تظهر أعراضه جراء استهلاك الغلوتين، وهو بروتين يتوافر في القمح، والشعير، والشيلم، فضلاً عن عدد من الأدوية، والفيتامينات، ومنتجات التجميل، مثل مرطب الشفتين.

لا يتوافر راهناً أي علاج للداء البطني. لذلك تقوم المقاربة المتبعة بعد تشخيص هذا المرض على الاكتفاء بالالتزام بنظام غذائي خالٍ من الغلوتين. لكن بحثاً جديداً قرّبنا من التوصل إلى علاجات مماثلة. فقد نجح علماء بقيادة شيتان خوسلا، بروفسور من جامعة ستانفورد بكاليفورنيا، في تحديد «مفتاح» كيماوي.

دور TG2

يعرف العلماء أن الآلية وراء الداء البطني تشمل إنزيماً يُدعى ترانسغلوتاميناز 2 (TG2) يضبط الغلوتين داخل الأمعاء الدقيقة. يولّد هذا الإنزيم رد فعل مناعياً أو رد فعل لا يتعرف معه جهاز المناعة إلى بطانة الأمعاء الدقيقة فيهاجمها.

أولاً، افترض معد تقرير الدراسة مايكل يي، طالب دراسات عليا متخصص في الهندسة الكيماوية في جامعة ستانفورد، بالتعاون مع زملائه أن سوء فهم TG2 قد يكون السبب وراء عدم التوصّل بعد إلى علاج للداء البطني.

لذلك قرّر الباحثون تفحّص هذا الإنزيم عن كثب. أرادوا خصوصاً تحديد سلوك TG2 في حالة الأصحاء. لتحقيق هذا الهدف، ارتكزوا على دراسات قائمة تكشف أن من الممكن تنشيط TG2 وإيقافه باستخدام رابطة كيماوية معينة.

يوضح البروفسور خوسلا أن TG2 يتوافر بكثرة في الأمعاء الدقيقة السليمة، إلا أنه يظلّ غير نشيط.

يضيف البروفسور خوسلا: «عندما اتضح لنا أن البروتين يتوافر بكثرة إلا أن لا نشاط له في العضو السليم، نشأ السؤال: ماذا ينشّط هذا البروتين وماذا يطفئه؟».

في دراسة عام 2012، اكتشف باحثون بقيادة البروفسور خوسلا السبيل إلى تنشيط TG2. وفي الدراسة الجديدة، اكتشفوا كيفية إيقافه، ما قرّبهم من التوصل إلى علاج.

ما السبيل إلى إطفاء TG2؟

في الدراسة السابقة التي أجراها البروفسور خوسلا وفريقه، تبين أن كسر رابطة كيماوية تُدعى رابطة ثنائية السلفيد ينشّط TG2. الرابطة الثنائية السلفيد «رابطة تساهمية منفردة بين ذرات الكبريت وحمضين أمينيين».

في هذا التقرير الجديد، يكشف الدكتور خوسلا وفريقه أن إنزيماً آخر يتفاعل مع الرابطة الثنائية السلفيد، ما يؤدي إلى إيقاف نشاط TG2.

يساعد هذا الإنزيم، الذي يُدعى ERp57، البروتينات عادةً على «الطي» أو اكتساب بناها الوظيفية داخل الخلية.

لكن تجارب زراعة الخلايا التي أجراها البروفسور خوسلا وفريقه كشفت أن ERp57 يطفئ TG2 خارج الخلية، ما أثار أسئلة كثيرة، وفق الباحثين، عن كيفية عمل ERp57 في حالة الأشخاص الأصحاء.

يذكر البروفسور خوسلا: «لا أحد يعرف حقاً كيف يصل ERp57 إلى خارج الخلية. لكن العلماء يعتقدون عموماً أنه يُصدَّر من الخلية بكميات صغيرة. وتشير هذه الملاحظة بالتحديد إلى أنه يؤدي فعلاً دوراً بيولوجياً خارج الخلية».

بدأ الباحثون راهناً بتفحّص الأدوية التي قد تكون قادرة على استهداف هذا «المفتاح» المكتشف حديثاً.

تُظهر الدراسات السابقة أن الفئران التي تفتقر إلى TG2 لا تعاني تأثيرات جانبية. لذلك يأمل العلماء بأن تشكّل إعاقة عمله في حالة البشر سبيلاً مناسباً إلى علاج الداء البطني.

back to top