الله يساعدهم على المجهول

نشر في 06-03-2018
آخر تحديث 06-03-2018 | 00:22
 حسن العيسى الشيخ ناصر صباح الأحمد حين كان وزيراً للديوان الأميري، أي قبل أن يصير النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع، صرح بأنه بعد أربع سنوات إيرادات الدولة المالية ستكفي فقط لسداد الرواتب، بمعنى أنه لن يكون هناك أي إنفاق آخر، مثل الإنفاق الرأسمالي، كمشاريع البنية التحتية، وغيرها من أبواب الميزانية العامة، أيضاً يمكن أن نستنتج أنه بعد خمس أو ست سنوات تقريباً لن يكفي إيراد الدولة لسداد رواتب جيوش الموظفين، وهو جيش مشكل من مئات آلاف الكتبة والإداريين، وجزء كبير منه غير منتج ومترهل، وهو ناتج مخرجات تعليم سيئ من "جامعات أي كلام"، أيضاً في هذا الجيش المناصب القيادية موزعة حسب قواعد أصول المعارف والمحسوبيات والقرابة والنسب، أي بكل أصول الفساد الإداري الذي يجري من الأعلى للأسفل.

مرت أربع سنوات من أزمة النفط، التي بالتأكيد ستكون دائمة، ولن يخرج جني يقول لهذه الإدارة السياسية ولشعبها "شبيك لبيك"، وصرح رئيس مجلس الوزراء في ذلك الوقت تقريباً بأن أيام الرفاهية ولت، وعلينا أن نشد الحزام، وأيضاً في أبريل من العام الماضي قال وزير المالية السابق أنس الصالح: "أنا قلق بشأن بلدي وبشأن الاحتياطيات والاستدامة في الكويت".

وزير المالية السابق أصبح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، ارتاح من صداع احتمال المساءلة السياسية وهموم المالية، والشيخ ناصر الصباح أصبح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، بمعنى أنه الآن في مركز أكثر قوة وسلطاناً، لكن الحديث الكبير عن الجزر وتطويرها وطريق الحرير كطوق نجاة للاقتصاد خفت بعض الشيء، فماذا حدث لهذا المشروع؟ وما هي تفاصيله؟ وهل هناك اقتناع وإرادة عمل لتحقيقه؟ وهل سيشكل عدد من الأعضاء في مجلس الأمة عائقاً أمامه، أم هناك غياب رؤية للتفاصيل في مجلس الوزراء ذاته؟!

مضت أربع سنوات من عمر الأزمة الاقتصادية، ومازالت السلطة في مكانها تراوح، غير الاقتراض أو الاقتطاع من الاحتياطي العام، لا توجد أي تصورات جدية لحلها، وأمور الفساد بكل أشكاله في معظم إدارات الدولة تنمو وتتضخم، تقابله لا مبالاة سياسية، يظهر أن ما يشغل الهم الحكومي هو إنتاج القمع التشريعي وليس الدمار المالي القادم حتماً إذا ظلت أمورها على حالها، والأمور في النهاية باقية، فالجماعة هم الجماعة لم يتغيروا، هم باقون على حالهم، هم لا يدرون أن الزمن يمضي، ماذا سيفعل أبناؤنا وبناتنا معهم ومع مستقبل مخيف لم يشاركوا في صنعه...؟ الله يساعدهم على المجهول.

back to top