آمال : حنكة عرب

نشر في 06-03-2018
آخر تحديث 06-03-2018 | 00:23
 محمد الوشيحي دائماً في أحلك الظروف تبرز العقليات النادرة الفذة. والعرب هذه الأيام في أحلك الظروف (هم في أحلك الظروف منذ منتصف العهد العباسي حتى نهاية مباراة التضامن والصليبيخات، التي لا أعرف نتيجتها، وأظن أن أحداً لا يعرف نتيجتها، لكنها بالتأكيد لُعبت وانتهت!)، لذا برزت بعض العقليات التي تلاعبت بـ"أمنا الغولة" أميركا وابنتها إسرائيل.

والمتتبع للأخبار يشاهد كيف هي حال القيادتين في هاتين الدولتين... ففي واشنطن العاصمة، ها هو "أبو النسب" جاريد كوشنر، صهر الباشا، الذي تلاعب بعقل كل من صادفه في الطريق، بدءاً من الحسناء إيفانكا ابنة ترامب، التي بدّلت دينها من أجل سواد عينيه، أو زراقهما، وليس انتهاء بأبيها الذي عيّنه كبير مستشاري البيت الأبيض، أقول ها هو يجلس في "طرف الديوانية" يقضم أظافره، بعد أن كان يجلس في صدر المجلس، ويتناول فنجان قهوته قبل الجميع.

اليوم كوشنر لا يُسمح له بحضور "الإيجاز الأمني"، الذي يتلقاه "عمه" ترامب، وغداً قد تثبت صلته بتسهيل مهمة الروس للتلاعب بانتخابات الرئاسة الأميركية، خصوصاً بعد أن رصدت لجنة التحقيق بعض المكالمات المثبتة في هذا الخصوص، وبعد غدٍ قد يتصل بشركة "نقل عفش" قبل مغادرته هو وعمه البيت الأبيض.

وها هو وزوجته الحسناء إيفانكا يبدآن حديثهما مع المحقق بتدوين خانات الاسم والعمر والصفة في ورقة التحقيق. وتقول العرب "طار في الهوا شاشي وانت ما تدراشي"، وكوشنر ينفض جناحيه استعداداً للطيران باتجاه الشمس، أو خلفها.

وفي تل أبيب يجلس نتنياهو في منزله تحت التحقيق في قضايا فساد، بينما تذهب زوجته للتحقيق في القضايا ذاتها، وتدور أحاديث عن النية لعزله في حال تمت إدانته من قبل النائب العام.

ومن هاتين القضيتين، يتضح لك، عزيزي العربي الجميل، أن ما حدث من تزامن لا علاقة له بالمصادفة، بل هو من تدبير دهاة ما لم يظهروا في الصورة، والدهاة هنا، بالمنطق، هم الحكام العرب، حفظهم الله.

ومن هاتين القضيتين، اللتين يُهان فيهما قادة أميركا والكيان الصهيوني، في حين لم نسمع عن قضايا مثلهما في عالمنا العربي، يتضح لنا قرب انهيار أميركا والكيان الصهيوني، ويتضح لنا أيضاً نقاء الزعماء العرب، وأنهم سباع تدك القاع.

back to top