الطعام «المعالج بإفراط» يزيد خطر السرطان

نشر في 03-03-2018
آخر تحديث 03-03-2018 | 00:00
No Image Caption
تشير دراسة كبيرة إلى أن زيادة استهلاك الأطعمة المعالجة بإفراط، كالمشروبات الغازية والغنية بالسكر، والنودلز السريعة التحضير، والوجبات المعلبة، واللحوم المعاد تركيبها، ترتبط بارتفاع تناسبي في خطر السرطان. لكن العلماء، الذين أعدوا الدراسة من جامعات في باريس بفرنسا وساو باولو بالبرازيل، ينبهون في تقريرهم في المجلة الطبية البريطانية لواقع أن دراستهم تستند إلى المراقبة، وأن ثمة حاجة إلى المزيد من البحوث للتأكد من هذه الخلاصة.
حلّل الباحثون الحالة الصحية والنظام الغذائي لنحو 105 آلاف شخص في منتصف العمر شاركوا في دراسة NutriNet-Santé للأتراب، قدّموا معلومات عن استهلاكهم عموماً آلاف الأطعمة المختلفة.

اكتشف الباحثون أن كل زيادة بنسبة 10% في استهلاك الأطعمة المعالجة بإفراط تؤدي إلى ارتفاع خطر السرطان بنسبة 12%.

كذلك كشف التحليل الإضافي زيادة بنسبة 11% في خطر الإصابة بسرطان الثدي. إلا أن العلماء لم يتوصلوا إلى أي رابط مهم مع ارتفاع خطر الإصابة بسرطان البروستات أو سرطان القولون والمستقيم.

يذكر مارتن لايوس وأدريانا مونغ من المعهد الوطني للصحة العامة في المكسيك في مقال افتتاحي رافق تقرير الدراسة: «مع تنامي الاستهلاك العالمي للأطعمة المعالجة بإفراط، تحوّل فهم تأثير هذه الأطعمة الصحي إلى موضوع ملائم وملح».

وعن هذه الاكتشافات الجديدة، يقولان إنها تقدّم «معلومات أولية عن رابط محتمل بين الأطعمة المعالجة بإفراط والسرطان. إلا أننا ما زلنا بعيدين كثيراً عن فهم كامل انعكاسات معالجة الأطعمة على صحة الإنسان وخيره».

معدلات السرطان العالية

تشير التقديرات العالمية الأحدث إلى أن 14.1 مليون حالة جديدة من السرطان ظهرت في عام 2012، وأن من المتوقع أن يرتفع الرقم إلى 24 مليوناً في عام 2035.

في الدراسة الجديدة، عدد الباحثون أدلة تشير إلى أن دولاً كثيرة تتحوّل إلى استهلاك كميات أكبر من «الأطعمة المعالجة بإفراط» أو أطعمة خضعت «لعمليات فيزيائية، و/أو بيولوجية، و/أو كيماوية عدة».

يشدّد العلماء على ضرورة دراسة تداعيات هذا الميل الصحية لأن للأطعمة المعالجة بإفراط عدداً من الخصائص المسببة للمرض. على سبيل المثال، تحتوي هذه الأطعمة على كميات أكبر من السكر والملح المضافين، فضلاً عن إجمالي الدهون والدهون المشبعة. في المقابل، تفتقر إلى الألياف والفيتامينات.

يشكّل هذا النوع من الأطعمة مصدر قلق أيضاً لأن الأطعمة المعالجة بإفراط تصبح ملوثة بمواد مضرة نتيجة احتكاكها بمواد التوضيب.

علاوة على ذلك، تحتوي هذه الأطعمة على مواد مضافة قد تكون حاصلة على موافقة السلطات المعنية لاستعمالها في المنتجات الغذائية، إلا أنها تظل مثار جدل، لأن عدداً من الدراسات التي أُجريت على الحيوانات والخلايا أظهر أنها قد تسبب السرطان. تشمل هذه المواد المضافة نترات الصوديوم في اللحوم المعالجة وثاني أكسيد التيتانيوم في صباغ المأكولات الأبيض.

تُعتبر دراسة التأثيرات الصحية للأطعمة المعالجة بإفراط مجالاً جديداً نسبياً. إلا أن بعض الدراسات أثار احتمال ارتباطها بتنامي خطر السمنة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع معدل الكولسترول، مع أن الأدلة القوية «لا تزال قليلة».

تصنيف الأطعمة

حلّل الباحثون في دراستهم استبانات عدد من الأشخاص عن الأطعمة التي استهلكوها طوال الساعات الأربع والعشرين في مناسبتين على الأقل. سمحت لهم التفاصيل التي جمعوها بقياس معدل استهلاك 3300 نوع مختلف من الطعام.

أما الإصابة بالسرطان، فقيست على مدى خمس سنوات كمعدل. استمد الباحثون بياناتهم من معلومات أخذوها من تقارير المشاركين وقارنوها بالسجلات الطبية وقواعد البيانات الوطنية. كذلك وزّعوا الأطعمة على أربع مجموعات وفق «مدى عملية معالجة الطعام الصناعية وهدفها».

اعتبر نظام التصنيف في الدراسة أن الأطعمة المعالجة بإفراط هي تلك التي تخضع لأكبر عملية معالجة صناعية.

كذلك يقدّم تقرير الدراسة لائحة طويلة بالأطعمة المعالجة بإفراط، من بينها: ناغتس السمك، والوجبات الخفيفة المعلبة الحلوة والسائغة، وأنواع الخبز المعلبة، ومنتجات اللحوم التي أعيد تركيبها وتحتوي على النترات أو غيره من مواد حافظة غير الملح، والمأكولات «المعدة بمعظمها أو بالكامل من السكر، والزيوت، والدهون».

لا رابط بين السرطان والأطعمة الأقل معالجة

يشمل الجانب الآخر من طيف المنتجات هذا أطعمة أساسية، مثل: الفاكهة، والخضراوات، والبقول، والأرز، والمعكرونة، والبيض، واللحوم، التي لا تخضع لأي عملية معالجة أو تظل عملية معالجتها محدودة. وتكون هذه غالباً «طازجة أو مجففة، أو مطحونة، أو مبردة، أو مثلجة، أو مبسترة، أو مخمرة».

وبين جانبَي الطيف هذين تقع الأطعمة الأقل معالجة، التي تشمل «الخضراوات المعلبة المحفوظة بالملح المضاف، والفاكهة المجففة المغطاة بالسكر»، واللحوم التي «حُفظت بالملح فحسب»، فضلاً عن «الأجبان وأنواع الخبز الطازجة غير المغلفة».

لكن الدراسة لم تتوصل إلى أي رابط مهم بين السرطان واستهلاك الأطعمة الأقل معالجة. في المقابل، لاحظ الباحثون تراجع خطر الإصابة بالسرطان عموماً وسرطان الثدي خصوصاً مع استهلاك الأطعمة الطازجة والمأكولات التي تخضع لأقل قدر ممكن من المعالجة.

في الختام، يشير الباحثون إلى أن نظام تصنيف الطعام المعتمد في بحثهم «ربما يكون مفيداً لأغراض وصفية ولتكرار الدراسة»، إلا أنه قد لا يقدّم بالضرورة نوع التفاصيل المفيدة للمستهلكين وصانعي السياسات.

back to top