البصرة تؤجل حربها على الميليشيات بسبب مباراة تاريخية مع السعودية

نشر في 28-02-2018
آخر تحديث 28-02-2018 | 00:10
No Image Caption
تترقب البصرة، منذ بضعة أسابيع، عملية أمنية تذكر المصادر أنها ستكون كبيرة وصعبة تستهدف تجريد بعض الأحزاب الموالية لإيران من سلاحها الثقيل الذي غنمته في معاركها السابقة ضد «داعش»، كما يفترض أن تضبط الحكومة نزاعات عشائرية شمال المحافظة التي تمثل مركز الصناعة والتجارة في العراق.

لكن العملية التي كثر الحديث عنها أُجِّلت مراراً، رغم أن الجيش استعرض دباباته، فيما يُعرَف بأحياء المهاجرين شمال غرب المدينة وبعض ضواحيها، أما آخر تأجيل تتحدث عنه الأوساط المقربة إلى الحكومة، فقد جاء بسبب مباراة كرة نادرة بين منتخبي العراق والسعودية ستنظم غداً في المدينة الرياضية التي تفتخر بها البصرة على بقية مدن البلاد، والمباراة حدث دبلوماسي ورياضي هو الأول من نوعه منذ أكثر من 30 عاماً، ويأتي بفضل تطبيع حكومة حيدر العبادي، في الآونة الأخيرة، علاقاتها مع المحيط الإقليمي، وخصوصاً الخليجي.

وتذكر المصادر الأمنية أن العملية المتوقعة تستهدف أسلحة الأحزاب والعشائر، إضافة إلى تجار مخدرات تمر من إيران نحو بلدان عدة، وعصابات بيع النساء والأطفال، ومصانع صغيرة للحبوب المخدرة، ومافيات في الموانئ والجمارك، وعدد من مهربي النفط الذين يتجاوزون على الأنابيب الناقلة بين الحين والآخر.

ويستعد العراق لانتخابات برلمانية في مايو المقبل قد تشهد تصعيداً في النزاعات بين جناح العبادي الموصوف بالاعتدال، وقوى سياسية ومسلحة موالية لإيران، ويبقى السلاح الكثير الذي غنمته الميليشيات من «داعش» ملفاً بالغ الحساسية في هذا الصراع، يجعل الحكومة حائرة بسبب مطالبات داخلية وخارجية بنزعه، ومخاوف من أن تؤدي عملية كبيرة وخاطفة في بغداد والبصرة إلى مواجهات تزعزع الأمن.

لكن العبادي الذي زار البصرة الأسبوع الماضي، أشار أيضاً إلى عامل آخر في انتشار السلاح، لافتاً إلى أن «استتباب الأمن في البصرة سيفتح الباب أمام استثمارات كبيرة متوقعة توفر فرص عمل، في ظل توجه أنظار العالم نحوها»، في تلميح إلى أن خصومه يحاولون إظهار أن المدينة غير آمنة لتأخير دخول الاستثمارات في قطاعات الطاقة والترانزيت التجاري والصناعات الثقيلة.

ورغم حوادث أمنية ونزاعات بين العشائر شمال المحافظة، تشهد البصرة للمرة الأولى منذ عقود، نهضة ثقافية واقتصادية واضحة، ومن المتوقع أن تشهد افتتاح أول فندق موفمبيك في العراق الصيف المقبل، إلى جانب سلسلة مشاريع كبرى في قطاع السياحة، يرافق ذلك انتعاش في دور الطبقة المدنية المناهضة للتشدد الديني، وعودة السينمات والمسارح والغناء إلى الحياة العامة.

وإلى جانب القنصلية الكويتية العاملة بالمدينة، تعتزم السعودية افتتاح قنصليتها قريباً، لتوسيع المساهمة الاستثمارية خصوصاً، ويتوقع أن يثير ذلك قلق الإيرانيين الذين فشلوا في بناء نفوذ داخل اقتصاد العراق مكافئ لنفوذهم العسكري والسياسي.

وتأتي مباراة المنتخبين العراقي والسعودي اليوم للعديد من العوامل السياسية والدبلوماسية، منها التنافس الإقليمي على النفوذ في العراق، وسعي الأخير لرفع الحظر المفروض من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على استضافته المباريات الدولية الرسمية، لاسيما بعد تحسّن الأوضاع الأمنية.

ويعول العراق أساساً على الدعم الخليجي، للدفع في اتجاه رفع كامل لحظر استضافة المباريات الدولية الرسمية، بعدما خفف «فيفا» العام الماضي هذا الحظر، وسمح بإقامة المباريات الودية الدولية فقط على 3 ملاعب في مدينتي كربلاء والبصرة الجنوبيتين، وأربيل مركز إقليم كردستان.

back to top