الله وكيلكم

نشر في 25-02-2018
آخر تحديث 25-02-2018 | 00:20
 محمد الوشيحي هذه الفترة، أحاول الابتعاد عن الحديث عن الشأن السياسي والفساد، وهي محاولة أشبه بمحاولة الحوت الابتعاد عن البحر قليلاً. فلا هو يقوى على التنفس، ولا أنا أقوى على الاتزان. كلانا سيتم العثور عليه، خلال فترة وجيزة، بلا حراك.

أحاول، بكل ما أوتيت من حيلة، إلهاء نفسي وعقلي عن الانشغال بالأحداث اليومية وفساد الحكومة وعبثها. أحاول الابتعاد عن قراءة الصحف، والانصراف عن "تويتر" وبلاويه وكآبته، وإغلاق التلفزيون إلا في أوقات بث المباريات.

يمر بي خبر "منحة البيض"، فأقرأه بربع عين، وأرد عليه السلام من دون أن ألتفت إليه. ويعبُر خبر "قذارة السجون" فيتزاحم حوله أهل المدينة، فأكلفهم بنقل تحياتي إليه. يخطر من أمامي عدم اكتمال نصاب لجان البرلمان فأتمتم: وما الفرق، اجتمعوا أم لم يجتمعوا؟، يتحدث أحدهم عن استحواذ السياسة على الفن، مدللاً بما حدث للفنان فيصل الراشد، "فأشوّح" بيدي وأغمغم: قبله الرياضة، والشعر، والرسم، ووو، فما الذي يعصم الفن؟ وماذا يميزه عن غيره؟

هي، باختصار، محاولة حوت للخروج من قيعان المحيطات إلى البساتين. هي محاولة حوت لتغيير عنوان بيته، وها هو ينقل عفشه، و"يدوكر" منزله الجديد بالقرب من نبتة الخزامى، فهل يستطيع؟ ربه وربك أعلم. ولن أحدثكم عن صعوبة تنفس الحوت. الله وكيلكم يموت مع كل نفس، لكنه يحاول، بعد أن أيقن أن المحيط ملوث، وأنه مهما فعل لن يستطيع تنظيفه.

back to top