ميرنا مكرزل: يطلبونني للأدوار الصعبة

• عندما يصدّق الممثل نفسه يؤثر في الجمهور

نشر في 25-02-2018
آخر تحديث 25-02-2018 | 00:09
ميرنا مكرزل
ميرنا مكرزل
تشارك الممثلة ميرنا مكرزل في بطولة مسلسل «50 ألف» الذي يُعرض عبر شاشة MTV اللبنانية بدور كوميدي نافر. وكانت أطلّت أخيراً في الفيلم السينمائي «بالغلط» حيث قدّمت ثلاث شخصيات كوميدية مختلفة. إلى ذلك تلّقت عروضاً سينمائية ومسرحية لا تزال قيد المتابعة.
عن شخصياتها وأدائها تحدثّت مكرزل إلى «الجريدة». وفيما يلي التفاصيل:
كيف صوّرت شخصية «نورما» في «50 ألف»؟

عندما قرأت النص ارتأيت أنه لا يمكن لعمّة مهما كانت الظروف والمصلحة أن تؤذي ابن شقيقها، لذا بنيت هذه الشخصية متوازنة بين الشرّ والخير بطريقة لعوبة وخفيفة الظلّ، علماً بأنه كان يمكن الذهاب بها إلى أبعد حدود الشر.

تلاعبت بشخصيات المسلسل لتحققي هدفك. كيف تصفين العلاقة بينك وبينها؟

ثمة من يحبّ «نورما» ويحقق لها ما تريد، وثمة من يخضع لشخصيتها القويّة، وثمة من يكرهها. ولكل من هذه الشخصيات دورها في المسلسل.

رغم أجواء التآمر فثمة جانب طيّب ووفي تجاه من تحبّين.

لا وجود لإنسان شرير في المطلق أو خيّر في المطلق لكلّ منا وجهان، علماً بأن الشرّ يأتي نتيجة لظروف معيّنة تدفع الإنسان إلى الأذية ولا تولد معه.

نجحت «نورما» بكسب محبّة الجمهور رغم جانبها الشرير.

يتعاطف الجمهور عادة مع الشخصيات الواقعية التي تشبه أناساً من المجتمع. لذا عندما نمنح الدور الذي نؤديه إنسانية كاملة لا بد من أن يكسب محبّة الجهور.

أديّت الجانب التراجيدي من هذه الشخصية بإتقان أيضاً. هل تعزين ذلك إلى سنين الخبرة أم إلى الاكتساب الأكاديمي؟

أعزو ذلك إلى عمل الممثل على تطوير ذاته أكاديمياً وإلى اكتسابه الخبرة في كيفية بنائه دوره على أكمل وجه. وإلى كيفية قراءته دوره ورسم الحدود للشخصية من ضمن سياق المسلسل.

هل هذه المعايير تمنح أدوارك خصوصية معيّنة؟

طبعاً، بالإضافة إلى قراءة النص مراراً والتعمّق فيه لأقرر كيفية بناء الشخصية.

ثمة من يرى بعضاً من المبالغة في تصرفاتك؟

أديّت بعفوية تامة ولم يكن شيئاً مدروساً على صعيد تعابير الوجه أو طريقة المشي والكلام.

كان لافتاً الثنائية مع الممثل عماد فغالي الذي فوجئنا بأدائه؟

بصراحة، كنا نعمل بجديّة تامة في أثناء التصوير ولم نلحظ كم كان أداؤنا الكوميدي متناغماً حتّى شاهدنا المسلسل. على كلٍ ثمة كيمياء لافتة بيننا على الشاشة، ذلك أننا متشابهان إن على صعيد الخبرة الأكاديمية والتمثيلية أو على صعيد كيفية قراءة النص بعمق لبناء الشخصية.

ثمة نسخة تركية للمسلسل تُعرض راهناً، هل يزيد ذلك من تحدّي المقارنة ما بين النسختين؟

العمل أساساً «فورما» كوري نفّذ في أكثر من 25 بلداً. علمت بأنه يُعرض بالنسخة التركية راهناً لكنني لم أتابعه لئلا أتأثر باللاوعي بالشخصية التي أؤديها. يُقال إنني بنيت شخصية مختلفة جداً عن النسخة التركية وهذا أمر جيّد بالنسبة إليّ لأن ما يهمني أدائي وردّ فعل الجمهور تجاهي.

سينما

لاقى فيلم «بالحلال» ردّ فعل إيجابياً جداً في الخارج لكنه لم يحظَ بجماهيرية هنا، ما السبب؟

يجب أن نوجِّه السؤال إلى القيمين على العمل ومسوّقيه. موزعو الفيلم خارج لبنان عملوا على بيعه وتغطيته إعلامياً وجذب الجمهور لحضوره، ولكن لا أعلم لم التقصير في هذا الإطار في لبنان.

أديّت ثلاث شخصيات نافرة في فيلم «بالغلط»، هل تميلين إلى تقديم أدوار صادمة؟

أبداً. شكّل هذا العمل تحدياً بالنسبة إليّ على صعيد تقديم ثلاث شخصيات مختلفة تتحاور مع بعضها بعضاً من دون المبالغة في الماكياج إلا في شخصية الجدّة حيث أضفنا التجاعيد إلى وجهها. عموماً، أميل إلى تقديم أدوار تترك بصمة لدى الجمهور.

تبتكرين الشخصية ولا تقدمينها كما هي مصوّرة في النص. هل هذا دليل على ثقة المنتج والمخرج والكاتب في أدائك؟

أطلب إعطائي المساحة لأعمل وفق تطلعاتي نحو الشخصية، وحتى الآن نجحت في إقناعهم بما أقدّم.

لكل مخرج ومنتج فريق عمله الخاص، هل حالت حريّتك دون توافرك دائماً على الشاشة؟

طبعاً، فهم يطلبونني للأدوار الصعبة حين لا يجدون ممثلا قادراً على أداء الشخصية كما يجب.

أليس هذا أمراً إيجابياً؟

إنه سيف ذو حديّن. من الجميل أن نقدّم عملاً أو اثنين سنوياً وعدم الغياب سنوات عن الشاشة.

كوميديا

العودة بعد غياب تترافق مع تغييرات في الوسط الفني، فأي تغيير لاحظت؟

أرى أن الظروف الإنتاجية أسوأ من السابق فيما ثمة عناصر تمثيلية جديدة جيّدة.

ألا ترين أن عدد الممثلات الكوميديات قليل؟

أبداً، إنما لا نصوص كوميدية متوافرة لنا، إذ إن غالبية الأدوار الكوميدية مكتوبة للذكور.

هل تميلين إلى الأدوار الكوميدية لأنها أقرب إلى طبيعتك المرحة، من ثم تتسلين في أدائها؟

أبداً. أتسلى بأداء دور الشرّ! على كلٍ أي شخصية أصقلها وأعمل على بنائها حتى تصبح أداة متعة بالنسبة إليّ.

ثمة خيط رفيع بين التهريج والأداء الكوميدي العفوي. هل المعرفة هي الحد الفاصل بينهما؟

طبعاً، إنما الأهم من ذلك أن يعمل الممثل بجديّة ويقتنع بدوره، أي ألا يفكّر بأنه يقوم بذلك فقط لإضحاك الجمهور. عندما يصدّق الممثل نفسه بالدور عندها يؤثر في الجمهور فإما يضحكه في الكوميديا أو يبكيّه في التراجيديا.

مسرح وعروض

حول الحركة المسرحية اللافتة في لبنان تقول ميرنا مكرزل: «اشتقت إلى المسرح، لذا أتمنى تقديم عمل قريب. لا تتسنى لي متابعة كل ما يُعرض لظروف خاصة، إنما شاهدت مسرحية «أبو الغضب» لجو قديح وأنا فخورة جداً به لأننا لم نملّ لحظة من المشاهدة فتمتّعنا كثيراً».

تتابع: «أرغب في مشاهدة مسرحية ندى بو فرحات وباتريسيا نموّر وأنجو ريحان.

أما بالنسبة إلى أية عروض جديدة على الصعيد العربي، فتذكر مكرزل: «أتمنى ذلك إن توافرت شروط عدم غيابي طويلاً عن المنزل».

أتسلى بأداء دور الشرّ

أحوّل أي دور إلى أداة متعة
back to top