غاز شرق المتوسط يثير توتراً ... بوارج وتهديدات وصفقات بالمليارات

«إيني» الإيطالية تحاول التنقيب قبالة قبرص... و5 سفن تركية تدفعها إلى التراجع

نشر في 24-02-2018
آخر تحديث 24-02-2018 | 00:02
No Image Caption
يُحيي التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط آمالا بتحول اقتصادي يمكن أن يقرِّب بين دول هذه المنطقة، لكنه يثير في الوقت نفسه توترا، ويبرز خلافات كامنة، فيما تتسابق هذه الدول للمطالبة بحصصها.

ويقول نيكوس تسافوس، الباحث لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "ما نراه، أن التوتر بين الدول ينتقل إلى مجال الطاقة".

بدا فبراير وكأنه يحمل أخبارا سارة لقبرص، فقد أعلنت مجموعتا "ايني" الإيطالية و"توتال" الفرنسية العثور على مخزون إضافي ضخم من الغاز قبالة السواحل الجنوبية للجزيرة العضو في الاتحاد الأوروبي.

لكن عندما توجهت سفينة تنقيب تابعة لـ"ايني" بعدها بأيام لاستكشاف منطقة متنازع عليها، اعترضتها بوارج حربية تركية، بحجة أن البوارج تقوم بمناورات حربية في المنطقة.

وليست هذه المواجهة سوى الأحدث في إطار التنقيب عن الغاز حول قبرص.

وبعد أن كان يُنظر إلى الغاز كحافز لإعادة توحيد هذه الجزيرة، بات عقبة كبرى أمام استئناف محادثات السلام المتوقفة منذ العام الماضي.

وأمس هددت خمس بوارج حربية تركية بمواجهة سفينة حفر إيطالية، حاولت كسر الحظر المفروض عليها والتقدم للتنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص، وفق ما أفاد مسؤولون قبارصة.

وقال نائب المتحدث باسم الحكومة القبرصية، فيكتوراس بابادوبولوس، إن سفينة الحفر التابعة لشركة إيني حاولت التقدم للتنقيب عن الغاز في منطقة «بلوك 3» قبالة الساحل الجنوبي للجزيرة المتوسطية، رغم الحصار الذي تفرضه السفن الحربية التركية على هذه المنطقة منذ 9 فبراير.

وأضاف بابادوبولوس لوكالة الأنباء القبرصية، أنه أثناء توجه سفينة شركة إيني للحفر نحو «بلوك 3»: «اعترضتها خمس بوارج حربية تركية، فاضطرت للتراجع، بعدما هددت البوارج باستخدام القوة ومواجهتها، رغم الشجاعة التي أظهرها قبطانها».

لكن رئيس مجموعة إيني، كلاوديو ديسكالزي، قلل من أهمية الخلاف المستمر منذ أسبوعين، حيث قال للصحافيين في إيطاليا إن شركته لن تتخلى عن عمليات التنقيب التي تجريها قبالة قبرص، لكنها ستنتظر التوصل إلى حل دبلوماسي لبدء عملياتها.

لكن وزير الطاقة القبرصي، جورج لاكوتريبيس، ذكر أن الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص فشلت حتى الآن في إنهاء الخلاف. وأمس الأول، قال الرئيس القبرصي، نيكوس إنستسيادس، إن قبرص ستواصل عمليات التنقيب، بغض النظر عن التهديدات التركية.

لكن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، حذر شركات الطاقة الأجنبية من التنقيب عن الغاز في المياه القبرصية.

أما مصر، التي تملك أكبر احتياطي للغاز في المنطقة، ووقعت اتفاق تطوير ضخم مع قبرص، فقد دخلت في مواجهة مع تركيا حول هذه المسألة.

يقول المحلل لدى "آي اتش اس ماركيت" اندرو نيف: "لا أعتقد أن تركيا تريد إثارة مواجهة، لكن لا يمكن في الوقت نفسه استبعاد ذلك نهائيا".

وتابع: "إذا توغلت إحدى سفن التنقيب بعيدا في إحدى المناطق البحرية المتنازع عليها، فربما تلجأ تركيا مجددا إلى دبلوماسية البوارج الحربية، دفاعا عن مصالحها".

أيضا في شرق المتوسط، كانت إسرائيل أول من عثر على مخزون للغاز في أعماق البحر عام 2009. وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في 19 الجاري، اتفاقا "تاريخيا" لتصدير الغاز إلى مصر بقيمة 15 مليار دولار.

وعوَّلت إسرائيل على الغاز لتحسين علاقاتها مع دول المنطقة، بعد الانفراج مع تركيا، وتوقيعها اتفاقات تصدير مع الأردن، ثم مع مصر.

لكن الوضع مختلف إلى الشمال من إسرائيل. فقد وقَّع لبنان في مطلع الشهر الجاري اتفاقه لأول للتنقيب عن الغاز مع كونسوريوم إيطالي وفرنسي وروسي. يشمل الاتفاق منطقة موضوع خلاف ضمن الحدود البحرية المتنازع عليها تصر إسرائيل على أنها تابعة لها.

ورغم إيفاد الولايات المتحدة مسؤولا كبيرا للقيام بوساطة، لكن الحرب الكلامية آخذة في التصعيد.

لكن رغم هذه التوترات، يرى بعض المحللين أن أياً من الجانبين ليس مستعدا لخوض حرب، نظرا لحاجة لبنان إلى مصادر الطاقة والاتفاقات التي وقعتها إسرائيل بمليارات الدولارات.

back to top