الكاتب الصحافي السيئ

نشر في 24-02-2018
آخر تحديث 24-02-2018 | 00:03
 جري سالم الجري الكتابة فن مثل الموسيقى والرسم، لها نغم وفيها قياسات، فإذا وجدت أن الأنغام متكررة بشكل ممل فستشعر أن العازف لا يريد سوى إمضاء الأمسية، وعندما ترى الرسام يُعقّد الرسمة إلى درجة إفساد فكرتها البسيطة فستعلم أنه لم يعد يحرص على استيعابك كمشاهد، كذلك الكُتاب الذين لا يريدون إلا تعبئة مقالتهم اليومية أو تحويلها إلى مذكراتهم الشخصية، فكيف تكتشفهم بسرعة؟ وما أهم علامة للكاتب الرائع؟

من منا وقعت عيناه على عناوين مقالات صحيفة ما، فتحمس للعنوان ليكون مصيره الإحباط والملل؟ بالتأكيد الجميع. أبشركم: لا ينبغي أن يؤنبنا ضميرنا، فالمشكلة قد تكون بسبب الكاتب للأسباب التالية:

1- إلزام الصحيفة له أن تكون عدد كلماته بكمية معينة حتى يسد مساحة الصفحة، لئلا يتهم المستهلكون الصحيفة بأنها مجرد حاوية إعلانات.

2- تقيد الصحيفة بنموذج متحنط للعربية بنسختها العثمانية غير الأصلية التي تنكر كلمات فصيحة من المعجم العربي مثل (أهلا بالطش والرش-زين -شين - يدوس - يشوف - هذي) مما ينفر القارئ صاحب السليقة الطبيعية.

3- تبخير حس الدعابة خوفاً من النقاد الأكاديميين، مما يستبعد الأغلبية، وهم القراء الفعليون غير الأكاديميين.

4- تكرير الأفكار.

5- الاتسام بروح مثالية زائفة في مواجهة مواضيع واقعية، بمعنى آخر معاناة الكاتب من داء خُيلاء الأدباء. تالله أجد "هذي" هي أخطر نقطة.

تلك النقاط هي التي تكشف لك الكاتب السيئ، أما العلامة الأهم للكاتب الرائع فهي عندما تراه لا يكتب حرفا إلا لك وكأنك تكون أول وآخر قارئ له.

back to top