المستثمر الناجح من يتملكه الخوف حين يقدم الآخرون والشجاعة عندما يفرون

نشر في 24-02-2018
آخر تحديث 24-02-2018 | 00:05
No Image Caption
يمكن لأسواق الأسهم أن تكون مكاناً خطراً، مع تحقيق الثروات وخسارتها بطرفة عين. وفيما يميل معظم المستثمرين الى المضاربة على صعود السوق بشكل إجماليم، ما يعني أنهم يتوقعون أن ترتفع الأسواق فإن أفضل المستثمرين وفي بيئات اقتصادية وسياسية يتصرفون بفزع. وعندما يشعر كبار المستثمرين بأن السوق سيهبط في المستقبل القريب فهذه هي الخطوات الخمس الشائعة التي قد يتخذونها:

تسييل المراكز الخطرة

عندما يشعر بعض المستثمرين بدنو خطر فإنهم يعمدون الى بيع استثماراتهم. ويبدأ المستثمرون البارعون ببيع المراكز التي تنطوي على خطورة، والتي تسهل رؤيتها عبر مؤشر «بيتا» المرتفع. ويعمد آخرون إلى بيع حتى البعض من أكثر شركاتهم استقراراً من أجل الحماية من الخسائر.

وعلى أي حال، لا يتبع المستثمرون من ذوي الخبرة شريحة المستثمرين القلقين الذين يندفعون الى بيع كل شيء والبقاء على الجانب. وإذا بعت كل شيء قد تفقد المكاسب الكبيرة اذا تعافى السوق. وبدلاً من بيع كل شيء يقوم كبار المستثمرين ببيع أسهم المخاطرة والمراكز الخطرة في محافظهم فيما يحتفظون بالشركات المستقرة والقيادية الناجحة.

ادخار المبالغ النقدية

يترك البعض من كبار المستثمرين محافظهم جانبا، ولكنهم يتوقفون عن إعادة الاستثمار. وإذا استثمر المستثمرون بشدة في أسهم تدر ربحية قد يتوقفون عن إعادة الاستثمار ويحتفظون بالنقد على شكل تحوط ضد خسائر المحافظ. وبعد كل شيء أنت تعلم أن مركزك النقدي لن يخسر قيمته إذا تم إيداعه في حساب مضمون لدى شركة وساطة مستقرة.

ويسمح ادخار النقد لك بتخطي العاصفة بصورة نسبية إذا ساءت أحوال السوق. وحتى في حال خسارة أسهمك الكثير من قيمتها يستطيع المستثمرون الذين يملكون كميات كبيرة من النقد انتظار اللحظة المثالية بعد تغير حالة الأسواق والبدء بالاستثمار من جديدوركوب الموجة الصاعدة التي تلت الانهيار الأخير. وادخار النقد ليس حلاً طويل الأجل طبعاً، لأن معدلات الفائدة المتدنية على الإيداع والتضخم ستعطيك معدلات عوائد سلبية على مدخراتك.

التوجه نحو استثمارات دخل محدود

يقوم البعض من المستثمرين الحذرين من الأسهم بنقل أموالهم إلى استثمارات دخل محدود عندما تبدو الأسواق غير مستقرة. وهذه الاستثمارات التي تعرف أيضاً باسم السندات تأتي بنكهات متعددة. وتميل أسعار السندات الى التحرك بصورة عكسية مع سوق الأسهم، وهكذا عندما تهبط أسعار الأسهم ترتفع أسعار السندات.

ويتكون سوق السندات من تشكيلة مختلفة من أسهم ديون بما في ذلك سندات الشركات والحكومة والبلديات. وسندات الشركات أدوات ديون تصدرها مؤسسات كبرى وتأتي سندات الحكومة في تشكيلات مختلفة، وتصدر سندات البلديات حكومات محلية وتأتي في أغلب الأحيان مع فائدة خاضعة للضريبة.

وعليك الحذر إذا كنت تراهن بشدة على استثمارات دخل محدد، لأنها ستفقد قيمتها إذا ارتفعت معدلات الفائدة. وفي بيئة الفائدة المرتفعة الحالية قد ترغب في تجنب الاستثمار بشدة في السندات. وفيما ستقدم لك دائماً تدفقات نقدية متوقعة ما دام المصدر لم يتخلف عن السداد فإن الأسعار ترتفع وتهبط في الأسواق الثانوية.

تشاطر المستثمر الشهير الحكمة التالية التي تقول «عليك أن تخاف عندما يشعر الآخرون بالشجاعة وأن تصبح شجاعاً عندما يخاف الآخرون»، وبالنسبة الى المستثمرين العاديين هذا يعني أنه عندما يرتفع السوق ويتباهى الناس بالأرباح يصبح الهبوط في أسعار السوق محتملاً في المستقبل القريب. وعندما يشعر المستثمرون بالقلق والهلع من تدهور السوق يحين وقت الشراء. وفيما يوجد خطر إزاء بلوغ القاع في المستقبل، فإن الاستثمار في سوق هابط يكون مجزياً جداً في أغلب الأحيان.

● إريك روزنبرغ

back to top