الكويت تقود «هدنة الغوطة»... وضغوط على حلفاء دمشق

• الأكراد يطالبون بتدخل شامل للجيش السوري في عفرين
• موسكو وطهران لأنقرة: تواصلوا مع الأسد

نشر في 23-02-2018
آخر تحديث 23-02-2018 | 00:05
انتشال سورية فاقدة الوعي من تحت أنقاض منزلها في دوما أمس (رويترز)
انتشال سورية فاقدة الوعي من تحت أنقاض منزلها في دوما أمس (رويترز)
وسط مساع دولية كبيرة تقودها الكويت لإنهاء "الجحيم" في الغوطة الشرقية، انتشرت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد على الخطوط الأمامية لمواجهة الجيش التركي في عفرين، في وقت زادت روسيا وإيران الضغط على أنقرة للتفاوض مع دمشق.
مع استمرار سقوط القذائف الصاروخية على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق لليوم الخامس على التوالي من تصعيد أودى بحياة 368 مدنياً، وغداة وصف الأمم المتحدة ما يحدث بـ«الجحيم»، تعالت الدعوات لهدنة في الغوطة تجنب المدنيين الأهوال بالتزامن مع عرض الكويت والسويد مشروعهما المشترك لفرض هدنة مدتها 30 يوماً في سورية، للتصويت عليه بأسرع وقت، من أجل إفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والمصابين.

ويطالب النص برفع فوري للحصار المفروض على الغوطة الشرقية واليرموك والفوعة وكفريا، ويأمر جميع الأطراف بالتوقف عن حرمان المدنيين من الأدوية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة.

عرض روسي

واستبق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التصويت بتأكيد أن «نظام وقف النار لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يطبق على داعش وجبهة النصرة وغيرهما من المجموعات التي تتعاون معهما وتطلق القذائف على دمشق، معتبراً أن الغرب لا يرغب في إقصاء الإرهابيين، وهذه نقطة تثير التساؤلات.

وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره الصربي ايفيتسا داتشيتش، أعرب لافروف عن مخاوف من أن هدف مشروع قرار مجلس الأمن حول الهدنة اتهام دمشق بكل شيء، كاشفاً عن اقتراح روسي لتسوية تتضمن خروج مسلحي «النصرة» من الغوطة على غرار اتفاق حلب، لكن المعارضة رفضتها.

وعبر المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا عن أمله بأن يوافق مجلس الأمن على قرار ينهي العنف في الغوطة، مؤكدا أن هذه المهمة ستكون صعبة، ولا يوجد هناك أي بديل لوقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات.

دول الخليج

وبعد دعوة من الرياض لوقف العنف، وأخرى من الإمارات لهدنة و»حقن الدماء»، ومن البحرين لضمان إيصال جميع المساعدات، أصدرت وزارة وزارة الخارجية القطرية بياناً شديد اللهجة دان «المجازر» وحملات القصف الجوي للنظام، وطالبت فيه المجتمع الدولي بالتدخل.

وغداة مطالبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعلان «هدنة»، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس إلى «عمل كل شيء لوقف المجزرة الرهيبة» الجارية في الغوطة»، مشيرة إلى «معركة النظام ضد سكانه وجرائم قتل أطفال وتدمير مستشفيات».

وخلال عرضها مواقف برلين قبل قمة الاتحاد الأوروبي المقررة اليوم، أكدت ميركل ضرورة لعب دور أكبر ومواجهة المجازر بـ»لا» واضحة، «حلفاء نظام الأسد خصوصاً إيران وروسيا» للتحرك.

وأعلنت وحدات حماية الشعب الكردية السورية أمس انتشار مئات المقاتلين الموالين للرئيس بشار الأسد على الخطوط الأمامية في عفرين، للمساعدة في صد الهجوم التركي، مؤكدة أن عددهم ليس بالقدر الكافي لإيقافه.

ودعا المتحدث باسم الوحدات نوري محمود «الجيش السوري إلى دخول عفرين لتنفيذ واجباته وحماية حدود سورية من العدوان التركي»، نافياً وصول أي قوات أو جهات حكومية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب.

ووصلت مجموعة جديدة من القوات الشعبية إلى عفرين لدعم الأهالي في مواجهة القوات التركية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، موضحة أنها عبرت طريق حلب -نبل بعد نحو 24 ساعة من وصول الدفعة الأولى وانتشارها في النقاط والمراكز المحددة.

وفي أول لظهور له، قال قائد القوات الشعبية محمد الفرج، إن عدداً كبيراً من المقاتلين جاء إلى عفرين بتوجيه من الحكومة لصد الهجوم التركي، والوقوف إلى جانب سكان المدينة، مشيرا إلى أنه رغم القصف فإن القوات لم تتراجع وأخذت أماكنها في المدينة، ورفعت العلم السوري على الحدود.

أهداف وحوار

في المقابل، اعتبر نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة هاكان جاويش أوغلو أي قوات مؤيدة للنظام ستدعم الوحدات الكردية «أهدافاً» لعملية «غصن الزيتون»، مشيراً إلى اتصالات بين دمشق والأكراد لم تسفر عن تفاهم حتى الآن وفق المعلومات المتوافرة، وعدم وجود دليل مؤكد على دخول قوات لعفرين.

وقال بوزداج إن «روسيا ترغب بشدة في أن تجلس أنقرة على طاولة المفاوضات مع دمشق، كما ترغب إيران بشدة في ذلك أيضاً»، مؤكداً أن تركيا ليست على اتصال رسمي مع الأسد ولكنها تحتفظ بقنوات عبر استخباراتها عند الحاجة.

ولليوم الخامس على التوالي، واصل النظام التصعيد في الغوطة، التي يحاصر فيها نحو 400 ألف نسمة منذ 2013، ما تسبب أمس في مقتل نحو 20 مدنياً وإصابة 120 آخرين جراء قصفه مدينة دوما وبلدات أخرى بينها سقبا وجسرين وعربين بنحو 200 قذيفة صاروخية أرض- أرض قصيرة المدى، وفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، الذي أشار إلى ارتفاع عدد القتلى منذ يوم الأحد إلى أكثر من 368 مدنياً بينهم 76 طفلاً وإصابة أكثر من 1650.

ومع إعلان قائد قاعدة حميميم الجوية الروسية الجنرال يوري يفتوشينكو فشل محاولة لتسوية سلمية للوضع «الكارثي» المتزايد بسبب عدم استجابة الفصائل لنداء وقف إطلاق النار إلقاء السلاح، كشفت صحيفة «الوطن» المقربة من الأسد أمس عن وساطة برعاية مصرية يقودها رئيس «تيار الغد» أحمد الجربا، ورئيس المكتب السياسي لـ»جيش الإسلام» محمد علوش لإيقاف العملية العسكرية المتوقعة للجيش في الغوطة.

الجبهة والهيئة

وعلى جبهة أخرى، سجلت «جبهة تحرير سورية» المشكلة حديثاً تقدماً ملحوظاً على حساب «هيئة تحرير الشام» بقيادة جبهة النصرة سابقاً، وسط وجنوب محافظة إدلب بتمكنها من السيطرة على بلدات النقير، والمسطومة، وأورم الجوز، ومعرة النعمان، وأريحا، ووادي الضيف، ومنطقة عابدين، وحرش الهبيط، وترملا، والقصابية، وكفرومة، وعدة قرى في جبل الزاوية وجبل شحشبو.

في المقابل، استطاعت الهيئة الاستيلاء على بلدتي باتبو، وكفر ناصح، في ريف حلب الغربي، وحشد مسلحيها في محيط بلدات دارة عزة، وخان العسل، وتديل، تمهيداً لمعارك شرسة مع حركة «نور الدين الزنكي» المنتمية إلى الجبهة، بحسب المرصد.

«جبهة سورية» تتقدم في إدلب و«النصرة» تستعد لمهاجمة «زنكي»
back to top