انتصار الصباح: «سرب الحمام» عمل سينمائي بجودة عالية

الفيلم يعرض في صالات سينسكيب بدءاً من اليوم تزامناً مع الأعياد الوطنية

نشر في 22-02-2018
آخر تحديث 22-02-2018 | 00:00
أُطلق الفيلم السينمائي «سرب الحمام» أمس الأول في قاعة السينما بمركز جابر الأحمد الثقافي، ليرفرف علم الكويت عالياً في العرض الأول للفيلم المستوحى من بطولات شهداء الكويت، لاسيما مجموعة المسيلة أو شهداء القرين، والتي روت دماؤهم تراب الوطن، فكانوا بسواعدهم يجابهون الموت والآلة العسكرية، وبعزيمة الرجال الأشداء يقاومون المحتل ويرفضون الخضوع، وهاماتهم لا تعرف الإطراق، ونفوسهم ظامئة إلى العزة والإباء يتوقون إلى الخلاص من احتلال يجثم على صدورهم.
ويركز الفيلم على بطولات الصامدين، الذين خلدهم التاريخ، فكان بيت القرين شاهداً على تضحياتهم، لأن كل فرد فيهم كان كالصقر يعيش شامخاً وقوياً، ويأبى أن يقبع في الأسر، ويدافع عن حياض الوطن ببسالة حتى آخر لحظة في حياته.
تزامنا مع ذكرى عيدي الاستقلال والتحرير، افتتح مركز جابر الأحمد الثقافي قاعته السينمائية، ولم يجد لهذا التدشين أفضل من عرض الفيلم الوطني "سرب الحمام"، برعاية وحضور رئيس ومؤسس شركة دار اللؤلؤة للإنتاج الفني والفرقة السينمائية الأولى الشيخة انتصار سالم العلي، وشهد العرض الأول للفيلم حضورا كثيفا من الشخصيات العامة والإعلاميين والفنانين.

وقبل عرض الفيلم، أعربت الشيخة انتصار عن سعادتها بتقديم أول فيلم كويتي طويل بعد 28 عاما من الغزو العراقي الغاشم للكويت، وقالت ضمن هذا السياق: "نشعر بكل الفخر والعزة والكرامة لدفاعنا المستميت عن الكويت وعن كل شبر من أرضها، وانتصارنا في عودتها إلينا قوية بفضل أبنائها الشجعان، وستشعرون بذلك في كل لحظة من وقت عرض الفيلم، وسترون مدى قوة سرب الحمام وقدرته على المقاومة دفاعا عن وطنه".

وعن مضمون العمل وطريقة تنفيذه، أضافت: "الفيلم يتناول نماذج كويتية قدمت التضحيات في سبيل الوطن، حرصنا على تنفيذ العمل بحرفية عالية، من خلال توجهات المخرج وطاقم العمل المميز، وأيضا بالاستعانة بطاقم تصوير فرنسي لتوثيق هذه البطولات الشبابية الكويتية عبر سياق درامي مشوق ورؤية بصرية عالية، حيث تدور أحداث الفيلم المستوحى من مشاهد متفرقة أثناء فترة الاحتلال العراقي الغاشم للكويت، حول مجموعة من شباب المقاومة الذين يخوضون معركة ملحمية مع جيش النظام المحتل، حيث ينتج عن ذلك الصراع مدى حجم التضحية فداء للوطن".

العمل الثالث

وأشارت الشيخة انتصار إلى أن "فيلم سرب الحمام ثالث عمل نقوم بصناعته بعد فيلمي حبيب الأرض والعتر، كما أنه ثاني فيلم تقدمه الفرقة السينمائية الأولى، وأيضا ثاني عمل حقق جوائز عالمية".

وعن السينما الكويتية، قالت: "اليوم نحن على يقين بأننا نسير في الطريق الصحيح لتحقيق الوعد الذي قطعناه على أنفسنا بأن تكون الكويت خلال الفترة المقبلة عاصمة لصناعة الأفلام في الخليج، وقد وضعنا أساسا قوي البنيان لنواة صناعة السينما الكويتية، من خلال شبابها المبدع، وورش العمل خير دليل".

وأشادت الصباح بأغنية الفيلم التي شدا بها الفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر، ولحنها بشار الشطي، وكتب كلماتها رمضان خسروه.

ملحمة وطنية

من جانبه، ذكر المخرج رمضان خسروه أنه بالتزامن مع احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية تشهد جميع دور العرض بسينسكيب اليوم عرض فيلم سرب الحمام، الذي جاء ثمرة لنتاج عمل شاق واجتهاد كل العاملين في الفيلم من فنانين وفنيين.

وأضاف خسروه: "لولا دعم الشيخة انتصار الصباح المتواصل لدفع عجلة السينما لما كان هذا الفيلم، الذي حصد جائزتين في مهرجان دلهي السينمائي، وأنا على يقين بأن ما قدمناه في هذا العمل يعتبر نقطة في بحر العطاء الذي أخذناه من الكويت الحبيبة".

وتابع: "أفتخر اليوم بأن هذا العمل الثالث، الذي يوثق ملحمة وطنية كتبت تفاصيلها أثناء الغزو العراقي الغاشم، لذا فإن سرب الحمام لا يذكرنا بالأحزان بل يوثق ويؤكد قوة التلاحم الكويتي في التصدي لأي محاولات تحاول المساس بأمن وأمان وطنهم الحبيب، ويظهر هذا في مقاومة الرجال والنساء والشباب بكل ما أوتوا من قوة لتحرير الكويت من براثن الاحتلال".

واستطرد: "هذه النوعية من الأفلام ما هي إلا رسائل ونصوص إنسانية نستلهمها من نهج قائد الإنسانية سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي على الدوام يدعو للسلام والمحبة وهذه الرسائل والتلاحم هو ما جعل من الكويت منبرا للحرية وعلما للديمقراطية على الدوام".

نخبة كبيرة

وعقب ذلك، عرض الفيلم الذي أجاد فيه فريق العمل، لاسيما أنه يضم نخبة كبيرة من النجوم كالفنان داود حسين، الذي استطاع تقديم أداء متقن وخصوصا من خلال نبرة الصوت والشموخ والعزة في آخر لحظة في حياته، الرجل الذي لا يحب القتل للقتل بل ينتصر لكرامته، كما أنه يفتك بالأعداء إن أرادوا المساس بوطنه أو بأهل ديرته.

كما استطاع الفنان بشار الشطي تقديم شخصية الشاب الكويتي البدوي، الذي يسامح ويصفح في أحلك الظروف، وإن كان الطرف الآخر عدوه الذي لن يتأخر في قتله، فهذه هي أخلاق أهل الكويت الصفح عند المقدرة.

وتمكن أحمد إيراج -الطبيب المعالج- من أن يداوي الجرحى، فهو يحرص على أبناء وطنه ويخشى عليهم، ليس خوفا بل حرصا على كيان الوطن المتمثل في لبناته وهم الأفراد، وأثبت الفنان عبدالناصر الزاير علو كعبه في العمل، إضافة إلى الفنان فهد العبدالمحسن الذي جسد شخصية مبارك.

ولم يقف هذا الاتقان إلى هذا الحد بل قدم الفنان حسن إبراهيم دورا جميلا، فكان حضوره مؤثرا، وجملة الرسول "وصى على سابع جار" كان لها وقع كبير في النفوس.

وحدة الصف

وفي أحد المشاهد المتقنة، يظهر أفراد المجموعة أثناء أداء الصلاة فيؤمهم سني، ويصلي خلفه السني والشيعي، في دلالة على وحدة الصف الكويتي وتعاضد النسيج الاجتماعي وتماسكه.

كما أن الفيلم يستعرض نماذج مختلفة من فئات الشعب الكويتي، فتجد الحضري والبدوي يسطرون أروع صورة للتكافل والتلاحم، فكل فرد يؤثر الآخر على نفسه، وفي الوقت ذاته، جلهم يبذلون الغالي والنفيس في سبيل الكويت.

وشهد الفيلم حضورا متميزا للفنان جمال الردهان ويوسف الحشاش ورازي الشطي ورسول الصغير وعبدالمحسن العمر وفاطمة الصفي، أما المخرج رمضان خسروه فاستطاع تقديم تجربة ثرية مليئة بالمؤثرات البصرية، وشهد عمله تطورا كبيرا يضاعف المسؤولية الملقاة على عاتقه في تقديم الأفضل.

فريق العمل

فيلم "سرب الحمام" رؤية وانتاج الشيخة انتصار سالم العلي،

وسيناريو لطيفة الحمود، ومهمة الإعداد والمساعدة في السيناريو للكاتب خالد الشطي وأمينة عبدال، والإشراف العام لأحمد الأميري، والمخرج المنفذ محمد السليم، أما فريق التصوير فكان من فرنسا وهم جون لوي، وتيبو.

بينما كان الديكور لحسين قمشة، ووحدة تصوير ثانية صادق السماج، ومكياج عبدالله وماني اسكندري، وموسيقى تصويرية طارق الناصر، ومصمم الصوت الموسيقار خالد حماد، وتصميم البوستر مشاري النجم، وتوزيع بدر كرم، ومكساج أحمد الحاتي.

ملحمة وطنية في تدشين قاعة السينما

أعربت مديرة إدارة المراكز الثقافية، التابعة للديوان الأميري، المهندسة سحر العقاب، عن سعادتها بعرض فيلم "سرب الحمام" في تدشين قاعة السينما، في قاعة المؤتمرات بمركز جابر الأحمد الثقافي، هذا الصرح المرتبط باسم أمير القلوب الذي تحررت الكويت من قوات الاحتلال في ظل قيادته الحكيمة.

واضافت العقاب أن هذا العرض يتزامن مع الاحتفالات الوطنية التي تعيشها البلاد، لاسيما أن الفيلم يجسد ملحمة وطنية لتضحيات المواطن، في سبيل تحرير وطنه، معتبرة أن هذا العمل يأتي امتدادا لتضحيات الآباء والأجداد الذين شقوا البحر وشدوا الرحال شرقاً وغرباً في سبيل إعلاء وطنهم.

back to top