300 قتيل في الغوطة... وتحذير أممي من «حلب ثانية»

ميليشيات إيرانية - سورية تدخل عفرين... وموسكو تدعو أنقرة ودمشق إلى حوار مباشر

نشر في 21-02-2018
آخر تحديث 21-02-2018 | 00:04
الدخان يتصاعد فوق قرية مسرابا في الغوطة أمس الأول  (أ ف ب)
الدخان يتصاعد فوق قرية مسرابا في الغوطة أمس الأول (أ ف ب)
غداة يوم دموي سقط فيه نحو 150 شخصاً في حصيلة هي الأعلى خلال يوم واحد منذ ثلاث سنوات، قتل 77 مدنياً على الأقل أمس، من جراء غارات لقوات النظام السوري على مناطق عدة في غوطة دمشق، ليرتفع عدد الضحايا إلى نحو 300 قتيل خلال الـ36 ساعة الماضية.
وسط ترقب لعملية كبرى لاستئصال المعارضة السورية من آخر جيوبها في دمشق، واصلت قوات الرئيس بشار الأسد القصف الجوي والصاروخي المكثف والعنيف على الغوطة الشرقية، ليرتفع عدد القتلى خلال الـ 36 ساعة الماضية إلى نحو ٣٠٠ مدنيا أغلبهم نساء وأطفال، إضافة إلى أكثر من 600 مصاب.

وعلى وقع استقدام قوات النظام تعزيزات عسكرية تنذر بهجوم وشيك على معقل فصائل المعارضة الأخير في ريف دمشق، حذر مبعوث الأمم المتحدة من تكرار ما حدث في حلب الشرقية بالغوطة المحاصرة بشكل محكم منذ عام 2013.

ووسط حالة من الرعب والخوف دفعت الأهالي إلى التجمع في الأقبية والطوابق السفلية، قصفت قوات النظام بالطائرات والمدفعية والصواريخ بكثافة أمس وأمس الأول.

وأمضت العائلات معظم وقتها تحت الغارات والقذائف تبحث عن أفرادها تحت الركام واكتظت المستشفيات، التي تفتقر لكثير من الأدوية والعلاجات والمستلزمات الطبية والتجهيزات، بجثث القتلى والمصابين، وبينهم عدد كبير من الأطفال.

فشل المفاوضات

وترافق التصعيد مع تعزيزات عسكرية لقوات النظام الى محيط الغوطة الشرقية، في خطوة أوضح المرصد أنها تأتي بعد فشل مفاوضات بين دمشق والفصائل لتسوية في المنطقة، مشيرا إلى تصدى «جيش الإسلام»، أبرز فصائل الغوطة، أمس، لمحاولة تقدم قامت بها قوات النظام في منطقة المرج الواقعة جنوب دوما.

ودعت الأمم المتحدة ليل الاثنين - الثلاثاء إلى وقف فوري لإطلاق النار في المنطقة وتجنب استهداف المدنيين حالا، محذرة من أن الوضع «يخرج عن نطاق السيطرة»، بعد «التصعيد البالغ في الأعمال القتالية».

ووفق اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، وهو تحالف لوكالات دولية يمول مستشفيات في سورية، فإن قنابل أصابت 5 مستشفيات في الغوطة الشرقية أمس.

وصف وتصعيد

وفي جنيف، أصدرت منظمة الطفولة (يونيسيف) «بيانا» يخلو من الكلمات أمس، تعبيراً عن غضبها لسقوط قتلى من الأطفال السوريين، قائلة إنها لم تعد لديها كلمات تكفي لوصف الوضع.

والعنف في الغوطة الشرقية جزء من تصعيد أوسع على عدة جبهات في سورية خلال الأشهر القليلة الماضية، في وقت يسعى فيه الأسد إلى إنهاء الصراع المستمر منذ سبع سنوات، والذي بدأ باحتجاجات حاشدة على حكمه.

وندد ائتلاف المعارضة بغياب أي ردود فعل في العالم على ما يحصل، معتبرا أن «حرب الإبادة الجماعية ولا الاعتداء الهمجي لم يكونا ليقعان على أهالي الغوطة، لولا الصمت الدولي المطبق».

واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن استهداف مناطق آهلة بالسكان وبنية أساسية مدنية عن عمد، بما في ذلك منشآت طبية، انتهاك جسيم للقانون الإنساني الدولي يتحمله نظام الأسد وكذلك وحلفاؤه في روسيا وإيران، ودعت إلى هدنة إنسانية.

معركة عفرين

على جبهة أخرى، أعلن «حزب الله» اللبناني دخول الميلشيات الموالية للأسد مدينة عفرين أمس، موضحا أن «القوات الشعبية» عبرت آخر حاجز للحكومة، ودخلت حاجز «الزيارة» التابع للمدينة، التي تشهد عملية تركية واسعة، قادمة من منطقتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب.

ونقل موقع «روسيا اليوم»، أمس، عن مصدر دبلوماسي روسي رفيع المستوى أن العناصر الموالية للنظام موجودة في عفرين منذ 7 أيام، بغضّ النظر عن توصل دمشق والأكراد إلى اتفاق أو لا.

ولم يستبعد الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، وجود «مساومات سرية وقذرة» بين دمشق وأكراد عفرين، مؤكدا عزم أنقرة على مواصلة «غصن الزيتون» العسكرية وفق الخطة المرسومة حتى تحقيق أهدافها.

حصار عفرين

وبعد يوم من حديثه مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني، كشف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، عن نجاحه في إيقاف انتشار قوات الأسد في عفرين، مشيرا إلى أنه خلال أيام سيطبق الجيش التركي حصاره لوحدات حماية الشعب الكردية في مركز المدينة، وسيمنع عنها إمدادات الأسلحة، وسيحرمها من فرصة مواصلة المفاوضات مع أي طرف.

ومع دخول عملية «غصن الزيتون» شهرها الثاني من دون أن تتمكن قواته حتى الآن من تحقيق تقدم واضح، اتهم إردوغان، عقب إلقائه كلمة في البرلمان بأنقرة، الولايات المتحدة بتسليم 5 آلاف شحنة أسلحة إلى «الإرهابيين» في شمال سورية.

ودافع إردوغان عن التقدم البطيء للقوات التركية وفصائل المعارضة المدعومة منها، بإشارته إلى أن سبب ذلك هو سعيه إلى تجنب تعريض حياة جنوده والمدنيين «للخطر»، وتأكيده أنه «لم يذهب إلى هناك لإحراق» عفرين، وهدفه «خلق بيئة آمنة وقابلة لعيش اللاجئين» السوريين.

دخول ومفاوضات

وأفاد الناطق باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، بأن بوتين بحث مع أعضاء مجلس الأمن الروسي الوضع في سورية بشكل مفصل، بما في ذلك الأحداث في عفرين.

وأكد وزير الخارجية سيرغي لافروف، في لقاء مع نظيره الباكستاني خواجة آصف، أن حل مشكلة عفرين يكمن في الحوار المباشر بين أنقرة ودمشق.

وفي عمان، استعرض العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس أركان الجيش التركي خلوصي آكار، أمس، آخر التطورات في سورية والعراق، وسبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وفق وكالة الأنباء الرسمية «بترا».

ضربة دير الزور

وفي تطور لافت، أقرت وزارة الخارجية الروسية، أمس، ولأول مرة، بمقتل العشرات من المرتزقة الروس ومواطني الجمهوريات السوفيتية السابقة في الاشتباكات مع القوات الأميركية وحليفتها سورية الديمقراطية (قسد) في دير الزور ليلة 7 فبراير، موضحة أن المصابين يتلقون العلاج داخل مستشفيات في روسيا.

وشددت الوزارة على أن أفراد من القوات المسلحة لم يشاركوا في المواجهة المذكورة، ولم تستخدم أي معدات عسكرية وتقنية روسية خلالها.

موسكو تقر بمقتل عشرات المرتزقة في الضربة الأميركية
back to top