روسيا والصين تعملان بدأب لتطوير أجهزة تشويش للأقمار الاصطناعية

نشر في 21-02-2018
آخر تحديث 21-02-2018 | 00:07
 ميليتاري ديفانس جورنال يشير تقرير استخباراتي جديد إلى أن أسلحة قادرة على تشويش الأقمار الاصطناعية العسكرية والتجارية الأميركية أو تدميرها ستبلغ قدرتها التشغيلية الأولية خلال السنوات القليلة المقبلة.

يذكر تقرير "تقييم التهديد العالمي" الصادر عن مدير الاستخبارات الوطنية دانيال كوتس أن حيز الفضاء سيصبح أكثر اكتظاظاً مع إطلاق لاعبين عدائيين أسلحة إلى مدارها.

يشير هذا التقرير الذي نُشر في 13 فبراير إلى أن "روسيا والصين كلتيهما تواصلان السعي لتطوير أسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية كوسيلة للحد من الفاعلية العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها".

يتابع هذا التقرير: "تهدف روسيا والصين إلى امتلاك أسلحة مواجهة فضائية مدمرة وغير مدمرة بغية استعمالها في أي صراع محتمل في المستقبل، فإذا وقع في المستقبل صراع يشمل روسيا والصين، تُظهر تقييماتنا أن هذين البلدين سيبرران الاعتداءات على الأقمار الاصطناعية الأميركية والحليفة باعتبارها خطوة ضرورية لإلغاء أي أفضلية عسكرية مفترضة تمتلكها الولايات المتحدة بفضل أنظمتها الفضائية العسكرية، المدنية، أو التجارية"، لكن الجيش الأميركي بدأ يخصص الأموال لتدعيم دفاعاته ضد اعتداءات مماثلة.

تلا هذا التقرير صدور طلب ميزانية الدفاع للعام المالي 2019، الذي تمنح فيه وزارة الدفاع الأميركية الأولوية للفضاء.

يطلب سلاح الجو، الذي يُعتبر الرائد في مجال الفضاء بين أسلحة الجيش الأميركي الأخرى، زيادة بنسبة 33% في ميزانيته للأبحاث، والتطوير، والاختبار، والتجارب المخصصة للفضاء.

كذلك سيخضع رجال الفضاء في سلاح الجو لأنظمة تدريب أكثر واقعية وتشدداً "فيما ننتقل إلى الفضاء كحيز لخوض الحروب"، حسبما ذكرت وزيرة سلاح الجو هيزر ويلسون قبل أيام.

أدلت ويلسون بملاحظتها هذه في تقرير ركّز على القوة الجوية والفضائية خلال فطور نظّمه في العاصمة واشنطن معهد ميتشل للدراسات الجوية والفضائية وجمعية سلاح الجو.

وأشارت أيضاً إلى أن طلب الميزانية الأخير ركّز على بناء أقمار اصطناعية لنظام التموضع العالمي تتمتع بقدرة أكبر على مقاومة التشويش، وتحسين إدراك الوضع في الفضاء، وتعزيز قدرة الأمة على الدفاع عن أهم أصولها في مداراتها في الفضاء.

وأضافت ويلسون أن سلاح الجو "يطوّر القدرة على الدفاع عن أصولنا الوطنية المهمة في حياتنا في مداراتها وصد أي اعتداء يُشنّ ضدها". وسيعمل هذا السلاح على حماية أنظمة الأقمار الاصطناعية الحالية المخصصة للتواصل، حسبما أكّدت.

وترافقت هذه الأحداث في الأسبوع عينه مع طلب سلاح الجو إجراء مباراة شاملة ومفتوحة لإنتاج 22 قمراً اصطناعياً جديداً لنظام التموضع العالمي من الجيل الثالث قادرة على مواجهة الاعتداءات الإلكترونية.

كانت ويلسون قد أشارت السنة الماضية إلى التحديات التي تمثلها روسيا والصين، اللتان قد تعوقان أي عمليات حربية على الأرض بتنفيذ مناورات هجومية أو دفاعية في الفضاء.

أعلنت ويلسون أيضاً في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في شهر أكتوبر: "ظل الفضاء حيزاً مسالماً منذ بدأنا العمل فيه، ولكن في عام 2007، تبدّل الوضع عندما أطلقت الصين سلاحاً مضاداً للأقمار الاصطناعية".

ودمّرت عملية إطلاق هذا الصاروخ أحد أقمار الصين الاصطناعية المخصصة للأحوال الجوية وأدت إلى انتشار آلاف قطع الحطام في المدار.

قالت ويلسون: "بدا جلياً أننا سنشهد منافسة في هذا الحيز. يدرك خصومنا مدى اعتماد الولايات المتحدة على أنظمتها الفضائية، وخصوصاً في مجالات الاتصالات، والإشارات والتحذير، والاستخبارات، والقدرة على مراقبة العالم: الموقع، والملاحة، والتوقيت".

يتوجه البعض إلى الفضاء لأهداف سلمية، بخلاف البعض الآخر، أما الولايات المتحدة "فعليها أن تفترض" أن في الفضاء "نوعَي اللاعبين هذين"، وفق ويلسون.

* أوريانا باوليك

* «ميليتاري ديفانس جورنال»

back to top