«عمار يا الكويت»

نشر في 20-02-2018
آخر تحديث 20-02-2018 | 00:09
من رجال الكويت الذين سعدت بلقائهم خلال عملي الدبلوماسي الحاج عبداللطيف العومي، رحمه الله، وفضيلة الشيخ علي الجسار، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته وما عرف عنهما من عمل الخير.
 يوسف عبدالله العنيزي ونحن نحتفل بأعيادنا الوطنية وأعياد التحرير كم يكون رائعا أن نذكر بعض رجال هذا الوطن ممن ساهم في بنائه كل في مجال عمله، فكانت أدوارهم تكمل بعضها لبناء دانة الدانات الكويت الغالية.

في الأسابيع القليلة الماضية خطر على البال أن أتبادل المعلومات مع الإخوة والأصدقاء عبر التواصل الاجتماعي "الواتساب"، فقمت بتصوير دفتر الغوص الذي صدر عام "1938" الخاص بوالدي، رحمه الله وأسكنه جنات العلا من الفردوس، ولم يُنعم الله عليّ برؤيته والاستئناس برفقته وكسب الأجر في خدمته، فقد انتقل إلى جوار ربه ولم أتجاوز من العمر ثلاث سنوات، علما أن دفتر الغوص بلونه الأحمر وقد دون على الغلاف عبارة "حكومة الكويت- محاسبة الغواصين"، مذيل بتوقيع يوسف العدساني والد العم الفاضل عبدالعزيز العدساني، رحمهما الله، وعلى الصفحة الأولى دوّن الحساب المستحق للبحار عبدالله العنيزي، وعلى الصفحة المقابلة دوّن الحساب المستحق للنوخذة عبدالله الدويسان.

بعد إرسال النسخة لعدد من الأصدقاء سررت بهذا التفاعل والتعليقات التي تدل على حب وعشق لهذا الوطن، وتقدير للرعيل الأول الذي وضع أسسه، ولم يكتف بعض الأصدقاء، ومنهم بعض كبار المسؤولين السابقين والحاليين، بالرسائل النصية، بل قاموا جزاهم الله خيراً بالاتصال هاتفياً لإبداء تقديرهم للرعيل الأول الذي عشق هذا الوطن، فلم يهاجروا منه بل جابوا الدنيا وغاصوا أعماق البحار لجلب الخير لأرض الخير.

ومن رجال الكويت الذين سعدت بلقائهم الحاج عبداللطيف العومي، رحمه الله، مالك شركة مخزن التجهيزات سوني، وكان مقرها في "الشارع الجديد" في العاصمة، وما كنت لأذكر هذه الحادثة إلا بعد انتقاله إلى جوار ربه، كان رحمه الله كثير التردد على مدينة جدة لأداء مناسك العمرة، وكنت وقتها أعمل في سفارة دولة الكويت في مدينة جدة، وبناء عليه فقد كنت أسعد باستقباله في مكتبي، كما كنت أقوم بزيارته في مكتبه في الدور الأول في مخزن التجهيزات، وكان بجانب المكتب سلم يؤدي إلى الشارع العام، ومنه يدخل أصحاب الحاجة، فيقوم رحمه الله بالسؤال عن الاسم دون أن يرفع نظره لمن أمامه، ثم يقوم بتسليمه الظرف الذي يحتوي على ما جادت به يد الخير من أهل بلد الخير، رحمهم الله جميعا.

ومن رجال الكويت الذين سعدت بلقائهم أيضاً في حياتهم الطيبة فضيلة الشيخ علي الجسار، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، فقد كان كثير التردد على الأخ العزيز سليمان ماجد الشاهين، وزير الدولة للشؤون الخارجية السابق، نظراً لما يرتبط به من صداقة طيبة معه، وكنت في ذلك الوقت أعمل في معية الأخ "بوعمار"، وكان الشيخ علي، رحمه الله، بعد أن يخرج من مكتب "بوعمار" يأتي إلى مكتبي في نهاية الممر، وهو ينادي "العنيزي قهوتي زاهبة؟"، فأخرج لاستقباله ثم الاستئناس بحديثه الذي لا يُملّ، فكانت الكويت توءم روحه، وكم يعشق الحديث عنها وعن أهلها ومواقفهم الرائعة، رحم الله فضيلة الشيخ علي الجسار وأسكنه فسيح جناته، فقد كان موسوعة رائعة عن تاريخ الكويت وعائلاتها ومكوناتها الاجتماعية.

إن قائمة رجال الكويت طويلة لعلنا نغطي بعضها في مقالات قادمة، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

إلى جنان الخلد إن شاء الله

أخي وصديقي ورفيق دربي "ناجي أحمد المليفي" لقد عرفتك دمث الأخلاق عفيف اليد واللسان، وحظيت بمحبة وتقدير كل من عرفك، والآن وقد حل قضاء الله، لا نملك إلا أن نقول "لا حول ولا قوة إلا بالله، ولكل أجل كتاب، وندعو الله أن يمنّ عليك بواسع مغفرته ورضوانه، ويسكنك فسيح جناته، ويلهم العائلة الكريمة حُسن العزاء وجميل الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون".

back to top