ختام « معرض القاهرة الدولي للكتاب» ... رواج الكتب الفكرية وكساد الرواية والقصة

نشر في 18-02-2018
آخر تحديث 18-02-2018 | 00:02
اختتمت فعاليات الدورة التاسعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب التي أقيمت بين 27 يناير الماضي و10 فبراير الجاري، بمشاركة 27 دولة عربية وأجنبية، وحملت شعار «القوى الناعمة كيف؟»، وحلت الجزائر ضيف شرف هذا العام.
شهد ختام الدورة التاسعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب تقديم عرض مسرحي، تخللته قراءات في أعمال الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي، الذي شغل شخصية المعرض هذا العام.

لاقت فعاليات المعرض إقبالاً جماهيرياً كبيراً وانحساراً ملحوظاً في حجم المبيعات، ذلك بسبب ارتفاع أسعار الكتب في دور النشر، الأمر الذي لم يسلم منه الأدباء والكتاب أنفسهم، فلجؤوا إلى سور الأزبكية الذي أصبح علامة مميزة في معرض القاهرة كل عام لانخفاض أسعاره.

يقول مسؤول في إحدى دور النشر إن نسبة مبيعات الكتب انخفضت هذه السنة، ذلك بسبب الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، ورغم أن الدار التي يديرها تقدم خصومات تصل إلى 30 و%50، فإن حركة البيع كانت بطيئة، مشيراً إلى أن الجناح ضمّ روايات عدة سعرها 180 جنيهاً، لكنه كان يبيعها بتسعة جنيهات للزوار، ومع ذلك لم يجد إقبالاً عليها. حتى إن نسبة مبيعات الروايات كانت صفراً، كما ذكر.

شكوى الكتاب

يرى الشاعر السوري مروان علي أن أسعار الكتب أدت إلى العزوف عن زيارة المعرض مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى ظاهرة قرصنة الكتب المتفشية هذا العام. وأضاف لـ{الجريدة»: «لم يراعِ أصحاب دور النشر أوضاع القارئ الاقتصادية»، مشيراً إلى أن القراءة حق لأي شخص، فمنعي من شراء كتاب أهتم بمتابعته بسبب سعره يعد اعتداء صارخاً على حقي في القراءة»، مشدداً على أن عدداً كبيراً من الكتاب لجأ إلى الإنترنت لنشر أعماله، ما صنع مكتبات إلكترونية حول العالم. وطالب دور النشر بتخفيض أسعار الكتب كي تتسنى للقارئ المصري مطالعة الكتب والروايات والأشعار وغيرها من أعمال ثقافية مختلفة.

وقال الروائي المصري طارق إمام: «دور النشر العربية في المعرض أسعارها غالية بشكل غريب»، مشيراً إلى أن أسعار الكتب في الدور المصرية أقل منها نسبياً.

وأشار إمام لـ« الجريدة» إلى أن «ارتفاع الأسعار أدى إلى لجوء القارئ إلى شراء نسخ مزورة ورديئة، أو الحصول على الكتاب من نسخ مسربة على الإنترنت، ما تسبب بخسائر كبيرة لدور النشر وانخفاض نسب المبيعات، مشدداً على أن دور النشر عليها اللجوء إلى تخفيض أسعار الكتب في بعض البلدان الفقيرة، ورفعها في بلدان أخرى غنية كوسيلة لتعويض الربح، كي يتسنى للقارئ المتابعة والاستمرار في القراءة».

ويرى كاتب القصة المغربي أنيس الرافعي، أنه يجب أن تتوافر سياسة عربية لتقريب الكتاب من القارئ، لأن الأخير أصبح يشعر بأنه غير محمي من جشع التجار والناشرين.

وشدد الرافعي في تصريحات لـ{الجريدة» على أهمية عدم خضوع الكتاب في المعرض لسياسة السوق، لأن القراءة حق لكل قارئ، مؤكداً أن دور النشر العربية وضعت أسعاراً عالية للكتب بشكل أدى إلى ابتعاد القارئ المصري عن متابعة الثقافة العربية، وهو ما تسبب في ركود كبير لعملية البيع.

الأغلى سعراً

شهد بعض دور النشر في المعرض ارتفاعاً جنونياً في أسعار الكتب، خصوصاً دور النشر العربية والدينية. واحتل «بحار الأنوار، للإمام المجلسي» في 110 مجلدات، بإحدى الدور العربية، المرتبة الأولى في الأغلى سعراً، إذ بيع مقابل 9 آلاف جنيه أي نحو 500 دولار، فيما احتل المرتبة الثانية كتاب «مسند أحمد بن حنبل»، في 52 مجلداً، بإحدى المكتبات الدينية بسعر 6300 جنيه بعد الخصم (350 دولاراً).

أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب كتاب «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والإعلام لابن كثير الدمشقي» بسعر 4500 جنيه (250 دولاراً)، بينما حل «مجمع الزوائد ونبع الفوائد لابن حجر الهيثمي» بسعر 3500 (200 دولار) في المرتبة الرابعة.

back to top