«أقفاص»... عندما تمتهن الآلة كرامة الإنسان وتسحق حياته

في ختام العروض الرسمية المتنافسة على جوائز مهرجان المسرح الأكاديمي

نشر في 14-02-2018
آخر تحديث 14-02-2018 | 00:05
اختتمت مسرحية "أقفاص" العروض الرسمية المتنافسة على جوائز الدورة الثامنة من مهرجان الكويت الدولي للمسرح الأكاديمي، الذي ينظمه المعهد العالي للفنون المسرحية، وتقام فعالياته على مسرح حمد الرجيب، بحضور كبير على مستوى طلاب المعهد، يتقدمهم عميد المعهد د. فهد الهاجري، ومدير المهرجان د. راجح المطيري.

مسرحية "أقفاص" عن نص "الآلة الحاسبة"، للكاتب لالمر رايس، ومن إعداد وإخراج فرح الحجلي، وبطولة: محمد أكبر، محمد الأنصاري، عدنان بلعيس، أريج العطار، محمد ملك، نورهان طالب، محمد المنصوري، إسماعيل كمال، علي المهيني، مهدي هيثم، علي سامر، وديكور عبدالله الشواف، وإضاءة حسين الحداد، وأزياء شهد الدخيل، وماكياج لين الأطرش.

ونص "الآلة الحاسبة"، للكاتب الأميركي رايس، يُعد عملا مسرحيا شديد الواقعية، وعلى الأقل من حيث الموضوع الذي تطرَّق له، وهو علاقة الآلة بالإنسان، والأزمان الحديثة التي ما فتئت تحول الإنسان نفسه إلى آلة. وكتب رايس هذا العمل عام ١٩٢٣، ويُعد جزءاً من نظرته السوداوية للعالم، وخاصة إلى أميركا، التي وُلد وتربَّى وعمل فيها، لكن الأمر انتهى به أخيراً إلى مبارحتها، حيث عاش آخر سنوات حياته، ومات في إنكلترا.

وتدور أحداث المسرحية حول مستر زيرو، الشخصية الرئيسة المحرِّكة للأحداث، والذي أفنى سنوات عمره في عمله، ملتزما بأداء واجبه على أكمل وجه، حتى فوجئنا برئيسه في العمل يفصله ويستبدله بآلة حاسبة حقيقية. وكان هذا القرار السبب الذي فجَّر غضبه، ودفعه إلى ارتكاب جريمة قتل مديره، دون أن تكون له أدنى قدرة على تغيير مصيره، فيقبع بالسجن عدد سنين، يطارد أحلاما أصبحت برسم المستحيل، ويستعيد ذكرياته مع زوجته، حتى يأتيه العفو، وقد انحنى ظهره وضاع عمره.

وبمقارنة بسيطة بين ما كتبه رايس، وما أعدَّته المخرجة فرح، نجد أنها تخلَّت عن الخط الذي سار عليه الكاتب الأميركي الذي استعرض حياة مستر زيرو، بالتوازي مع مرحلة ما بعد مماته، وهو في الحالين لا يقدم ككائن بشري، إنما كآلة رمز له الكاتب بالرقم صفر، للتعبير عن نظرة المجتمع الدونية له.

ونتعرَّف من خلال سير الأحداث كيف تسلب الآلة الإنسان كرامته وحياته، فيما اشتغلت فرح في نصها المُعد على خط زمني واحد، بدءا من صدامه مع مديره، مرورا بجريمة القتل، وصولا إلى مرحلة السجن، وهو المبرر الذي لجأت إليه المخرجة الشابة لتغيير اسم العمل إلى "أقفاص"، وهناك خلف القضبان الرمزية يتخلص مستر زيرو من حياته، ليتحول إلى آلة.

على المستوى الرؤية الإخراجية، نجحت فرح في الاشتغال على عنصر التمثيل، فجاء أداء الممثلين متزنا، وانسجم بطل العمل، محمد أكبر، مع شباب التعبير الأربعة، الذين أحاطوه طوال العرض، ليقدموا بأجسادهم وتحركاتهم تشكيلات موازية للديكور، فكانوا قضبان السجن، واستغلوا العصي التي بين أيديهم، لتصبح مكتبا تارة، وأداة للجلد أخرى، وكان لوجودهم طوال العرض الفضل في الحفاظ على الإيقاع وعدم الانزلاق إلى أتون الملل، في حين كانت الديكورات بسيطة، ما سهل حركة الممثلين على المسرح

الهاجري: حنيف كان مثالاً للإخلاص

استذكر عدد من أساتذة وطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية مآثر فني الإضاءة الراحل مجيد حنيف، الذي خدم لسنوات في رحاب هذا الصرح الأكاديمي، قبل أن يفارق الحياة قبل أيام.

وأكد د. فهد الهاجري، أن الراحل كان مثالا للإخلاص والتفاني في العمل، عبر مسيرة عطاء مشرفة، لافتا إلى أن الراحل كان متعلقا بالمعهد، ويقضي معظم يومه في مساعدة الطلاب.

وتناول الهاجري ما قدمه مجيد من عطاء في مجال الإضاءة، وغيرها من الأعمال التي صبَّت في خدمة المعهد المسرحي، قائلا: «هذه لمسة صدق ومحبة من الكويت لهذا الشخص المخلص الوفي، وهي رسالة المسرح والفن التي يقدمها المعهد»، لافتا إلى أن مجيد كان باكستاني الجنسية، محبا للكويت.

وأشار إلى أنه عرف مجيد من قبل ٢٠ عاما عندما كان طالبا في المعهد المسرحي عام ١٩٩٦، وكان مبتسما متفائلا، ويعمل بوفاء وصدق، وكان يعمل في الإضاءة، ويساعد في جوانب أخرى، لخدمة المعهد، وبذل الكثير من الجهود.

back to top