ياسر علي ماهر: زملائي لم يهنئوني بترشّحي لجائزة دولية

أهمية الشخصية وتأثيرها أهم عندي من مساحتها

نشر في 12-02-2018
آخر تحديث 12-02-2018 | 00:03
ياسر علي ماهر
ياسر علي ماهر
استطاع الفنان الكبير ياسر علي ماهر أن يجد لنفسه مكاناً بين كبار الفنانين بموهبته واختياره الجيد لأدواره. لا تشغله مساحة الشخصية ولا ترتيب اسمه على الشارة، بل أهمية الدور في العمل.
شارك أخيراً في الفيلم السويدي «حادثة النيل هيلتون» للمخرج طارق صالح (مصري الأصل سويدي الجنسية)، وهو العمل الذي حصل على جوائز عدة في المهرجان القومي للأفلام السويدية ومهرجان «سندانس» بالولايات المتحدة الأميركية.
عن تجربته في الفيلم والترشح لجائزة دولية، وقضايا فنية عدة كان لنا معه هذا الحوار.
كيف جاء الترشح لفيلم «حادثة النيل هيلتون»؟

من خلال أحد مكاتب «الكاستينغ». تقدمت وخضعت لاختبار الكاميرا على بعض الملامح وانفعالات الشخصية، ثم أُخبرت باختياري لدور لواء الشرطة. بدأنا التحضير للعمل، وحاول المخرج التصوير في مصر، لكن الداخلية رفضت التصريح له فاضطررنا إلى الانتقال إلى المغرب.

الفيلم من تأليف طارق صالح وإخراجه، وبطولة فارس فارس، وماري مالك، وسناء شافع، ومحمد يُسري، وهانيا عمار.

رغم النجومية والتاريخ، لكنك وافقت على اختبار الكاميرا. لماذا؟

لا أجد أية أزمة في الخضوع لاختبار كاميرا على مشاهد أو أدوار. المخرج يحتاج أحياناً إلى انفعالات مُحددة أو ملامح لدى الشخصية، وهي أمور ربما لا تكون واضحة في الصورة أو في أعمال سابقة للممثل. عموماً، كِبار نجوم العالم يقومون بهذا الأمر، وليس فيه إهانة للاسم أو التاريخ. في بدايتي رفضت الخضوع لاختبار دور في عمل للمخرجة الكبيرة أنعام محمد علي، ثم ندمت أشد الندم على الرفض.

رفض ومنع

ما سبب رفض السلطات المصرية تصوير العمل في مصر؟

في الوقت الذي كان مُقرراً فيه البدء في تصوير الفيلم، كانت الحالة الأمنية في شوارع القاهرة صعبة، خصوصاً وسط البلد، ما قد يشكِّل خطورة على فريق العمل. كنت في قمة الحزن وأنا أصور مشاهد القاهرة في شوارع المغرب، لكن الظروف اضطرتنا إلى ذلك.

لكن مُنع عرض الفيلم بعد ذلك أيضاً.

لا أعرف حقيقة هذا المنع. ربما رأى المسؤولون أن الوقت لا يسمح بعرض فيلم يكشف فساد الشرطة تزامناً مع قيامها بواجبها تجاه الوطن وتقديمها تضحيات كبيرة في محاربة الإرهاب. أتفهم هذا الأمر، لكن كل مهنة فيها الفاسد والشريف، ودور الفن إلقاء الضوء على السلبيات لعلاجها، وما عرضه الفيلم أمر واقع وكان سبباً في قيام ثورة، فضلاً عن أنه يضمّ رجل شرطة شريفاً إلى جانب هذا الفاسد، ولسنا في صدد مهاجمة مؤسسة أو تشويه جهة ما.

جائزة وأدوار

كيف كان الترشح للجائزة؟

شارك الفيلم في مهرجان «سندانس» في أميركا وحصل على جائزة لجنة التحكيم، كذلك في المهرجان القومي للسينما في السويد. عندها هاتفني المخرج طارق صالح وأخبرني أنني أنافس على جائزة أحسن ممثل مساعد مع 120 ممثلاً من مختلف الجنسيات واختيار ثلاثة ممثلين للمنافسة النهائية وأنا منهم، سافرت إلى ستوكهولم حيث استقبلت بشكل رائع، لأني الممثل العربي الوحيد الذي ترشح لمثل هذه الجائزة في المهرجان. كذلك حصل الفيلم على خمس جوائز: أفضل فيلم، وأفضل ممثل، وسينوغرافيا، وهندسة صوت، وتصميم ملابس، وجائزة الخُنفساء الذهبية التي تُمنح لصانعي السينما.

كيف كان التعامل مع الجائزة داخل مصر؟

للأسف، تجاهل الجميع الأمر. توقعت أن يحتفي بي المسرح القومي الذي أمضيت فيه نصف عُمري، ولكن لم يحدث ذلك، كذلك لم أنل اهتماماً إعلامياً. حتى أصدقاء العُمر والرحلة وزملاء المهنة لم أتلق منهم مكالمة أو رسالة تهنئة. لا أعرف كيف وصلت العلاقات الإنسانية إلى هذا المستوى، لماذا لا نهتم بنجاح زميل أو صديق؟!

كيف تختار أدوارك؟

أحاول جاهداً تقديم كل ما هو جيد ومتنوع. لا أهتم بمساحة الدور أو ترتيب اسمي على الشارة، المهم الدور وتأثيره في العمل ككل، ورد فعل الناس عليه. في «العراف» شاركت في ثماني حلقات من دون أية كلمة وكانت مؤثرة، وفي «لأعلى سعر» ظهرت في مشاهد قليلة وكانت أيضاً لافتة وناجحة. لا وجود لدور كبير أو صغير، بل ممثل كبير قادر على الظهور والإجادة حتى من خلال مشهد واحد.

نجومية ومشاريع

حول تأخر وصوله إلى النجومية يقول ياسر ماهر: «أسباب كثيرة كانت سببا في تأخر شهرتي، من بينها سنوات أمضيتها في الجيش، ومسؤولية الأسرة، وأعباء الحياة. كذلك انشغلت فترة كبيرة بالسياسة. ثمة أسباب أخرى متعلقة بالوقت الذي ظهرت فيه، إذ كان الجيل السابق لنا مثل محمود ياسين وعزت العلايلي وعادل إمام، مستمراً سنوات طويلة في تقديم أدوار الشباب، ما ظلم جيلنا».

وحول جديده في الفترة المقبلة يذكر: «لديَّ أكثر من عمل في السينما والدراما التلفزيونية، لكن لم يحن الوقت بعد للتصريح بتفاصيلها».

في بدايتي رفضت الخضوع لاختبار الكاميرا وندمت
back to top