كلنا شركاء في الدم السوري

نشر في 11-02-2018
آخر تحديث 11-02-2018 | 00:19
 عبدالمحسن جمعة عندما يصحو يوماً ضمير الإنسانية سينتحب لسنوات وسنوات على كل قصة من قصص القتل والدمار والظلم التي يشهدها الشعب السوري من مجرمي العصر؛ بشار الأسد وشركائه في موسكو وطهران وبيروت والمتحالفين معهم من أفغانستان حتى بغداد. هذا الشعب الذي يُقصف بالأسلحة الكيماوية منذ خمس سنوات، وصنع مجرمو العالم واستخباراتهم ما سُمي بتنظيم داعش بحماقات التنظيمات الإسلامية السياسية، ليبرروا قتل الإنسان في سورية، والتعتيم على الفظائع التي تحدث على أرضها.

كلنا شركاء في جريمة العصر؛ حكاماً وشعوباً، فمأساة سورية لا تضاهيها مأساة، حتى ما حدث في فلسطين من قتل واحتلال لا يمثل ربع ما شهده السوريون من مآسٍ في 6 سنوات فقط، لذا لا يمكن أن يقبل رئيس دولة أو سياسي أو أي كان أن يقول اليوم إن قضية العرب والمسلمين الأولى هي فلسطين. لا وعزة جلالة الله، فقضية كل إنسان الأولى هي المذابح التي يعيشها الشعب السوري، ولا يمكن أن تكون حجارة المسجد الأقصى أغلى من دماء الأطفال والنساء والرجال التي تُسفك في سورية، إذ يقول رسول الله: "أن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من أن يُراق دم امرئ مسلم".

هذا المجتمع الدولي الكاذب والمنافق الذي يشهد قصف بشار بالأسلحة الكيماوية للغوطة وإدلب، وكذلك جثث الأطفال والنساء الذين تنحشر رؤوسهم بين أعمدة الأسمنت، لا يمكنه أن يتحدث عن الإنسانية، وهو أيضاً الذي ينافق فلاديمير بوتين، ويستقبله في منتدياته، وكل خلية في جسد بوتين ملطخة بدماء السوريين. أما الزعماء العرب، فإنني أخجل أن أستعرض مواقفهم تجاه الشعب السوري، وما تسببوا فيه له، بسبب مواقفهم المتخاذلة، ورفرفة العلم الروسي في عواصمهم، وصفقاتهم مع موسكو.

سيقف العالم يوماً في المستقبل لينتحب ويجلد نفسه عند ذكر آلاف قصص "الهولوكست السوري"، ولن يكفي إنشاء نصب في كل ميدان بموسكو وواشنطن وباريس واللاذقية لـ"المحرقة السورية" التي يديرها بشار وبوتين وخامنئي، للمغفرة من ذنوب وخطايا العالم تجاه السوريين، الذين طلبوا حقهم في الحرية والخلاص من حُكم عائلة من المعتوهين والمجرمين الذين سينتهي حكمهم؛ عاجلاً أو آجلاً، وسيلقى بشار الأسد وزمرته جزاءهم، كما أسلافهم من مجرمي الحرب.

المحرقة السورية ستلاحق كل مَن تسبب بها ومَن تخاذل عن مواجهتها لتقتص منه، ومهما فعل المتسببون في المأساة السورية ومَن تلاعب في هذه القضية وباع واشترى فيها، فإنهم لن يضمنوا أمن إسرائيل، ولن يمنعوا الشعب العربي من أن يجد خلاصه ويحقق دولهُ الحُرة الديمقراطية، ولابد أيضاً أن تزاح يوماً عن صدر الشعب الفارسي غمة الدولة الدينية الاستبدادية التي صنعتها وصدَّرتها لهم بعض الدول الغربية.

***

إسقاط الطائرة الإسرائيلية، أمس، بأيادٍ سورية إيرانية هو رد موسكو على إسقاط طائرتها في إدلب، ولتذكير واشنطن بقواعد اللعبة المتفق عليها في سورية لتدميرها وتقسيمها.

back to top