آمال : حرية الصحافة… مقفولة

نشر في 07-02-2018
آخر تحديث 07-02-2018 | 00:25
 محمد الوشيحي ماذا يعني الخبر الذي نشرته هذه الجريدة مصحوباً بصافرات الخطر: "رئيس حرس مجلس الأمة، اللواء خالد الوقيت، يعتدي على الزميل علي الصنيدح بالضرب خلال تأدية عمله في المجلس"؟ لمَ كل هذا التهويل؟ اليمن قبلنا تعرض فيه الصحافيون للضرب، وليبيا، قبل الثورة، تعرض أحد الصحافيين فيها للسحل، ومصر أيضاً لها سجل ناصع في سحق الصحافيين والتنكيل بهم، منذ أيام صلاح نصر وشمس بدران، في عهد عبدالناصر، إلى يوم يبعثون، وغيرها الكثير من الدول المعروفة باحترامها للصحافة، تنكل بالصحافيين… مسؤولو الكويت، أو بعضهم، يا سادة ليسوا أول من يعتدي على الصحافيين، ولن يكونوا آخرهم.

ثم إنه كان بإمكان الزميل علي الصنيدح، بدلاً من الخروج من القاعة خلف المتقاعدين المطرودين من الجلسة، لتدوين ردة فعلهم وتصريحاتهم كي ينشرها… كان بإمكانه انتظار "فاكس" من الجهات المسؤولة ينقل له ما حدث، قبل أن يعيد صياغة الخبر، ويضيف اسمه ويذيله بتوقيعه، كما تفعل الصحافة السورية في عهد البعث. أو كان بإمكانه البقاء في القاعة، ثم الحصول على تصريح من أحد المسؤولين، فيكتب: "خرج المتقاعدون من القاعة تعلو وجوههم ابتسامات الرضا، وتسكن قلوبهم سعادة غامرة، مرددين: الحمد لله على الأمن والأمان"، وبذلك يحظى الزميل بعطف المسؤولين وطبطبة أيديهم التشجيعية على كتفه.

لماذا يصر الزميل على مشاهدة الحدث بنفسه، ونقله كما يراه؟ ما هذا البطر الصحافي؟ هل يعتقد، قاتله الله، أنه في أوروبا؟

على أن الجميل في الموضوع هو أن سعادة اللواء، حفظه الله، رغم ما ارتكبه الزميل من أفعال قد تقوّض أركان الدولة، وتكشف عمالته لجهات أجنبية، وتفضح تنفيذه أجندات تخريبية تضمر الشر لهذا البلد المعطاء، عندما خرج خلف المتقاعدين لتدوين أقوالهم وردات أفعالهم، سعادته لم يصل في تعامله مع الزميل إلى مرحلة "بدك حرية ولااه"، مع إمكانية فعل ذلك، واكتفى بضرب الزميل على ظهره، ولم يركله، ولم يستخدم ضده حامض الأسيد، ولا هشّم رأسه بآلة حادة. بيّض الله وجهه.

back to top