حزمة اتفاقات تخفف أزمة بغداد وأربيل والجمهور متحمس لانتعاش الاقتصاد

نشر في 03-02-2018
آخر تحديث 03-02-2018 | 00:04
No Image Caption
لم تفلح حزمة الاتفاقات الإيجابية المتسارعة بين الحكومة العراقية وكردستان في إيقاف الشكوك والاتهامات المتبادلة حول الخلافات بشأن إدارة الثروة النفطية، وصلاحيات الحكم وفق الدستور الفدرالي، لكن ذلك التشنج الناتج عن قرب إقرار الموازنة المالية ومحاولة بغداد اللعب على الانقسامات الكردية الداخلية لتحجيم سلطة أربيل، لم يمنع من شيوع مناخ تفاؤل شعبي انعكس على مجالات مهمة في مدن الإقليم.

وكان أول الغيث وصول مرتبات كاملة لقطاعي الصحة والتعليم في كردستان، تمثل أول دفعة مالية تفرج عنها بغداد منذ خلافات عام 2014، التي جعلت مليون موظف كردي يتسلمون ثلاثين في المئة من مرتباتهم فقط، طبقاً لنظام يُعرَف بالادخار الإجباري، لأن النفط الكردي لا يكفي لتغطية المستحقات بعد أن أوفقت بغداد حصة أربيل من الموازنة الاتحادية منذ ذلك التاريخ.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أبرم الطرفان اتفاقاً مهماً لتحويل الكوادر الأمنية والاستخبارية في مطارات كردستان ومعابرها الحدودية إلى الوزارات الاتحادية في بغداد لإنهاء مشاكل الإدارة، كما بدأ الإقليم تنفيذ مذكرات الاعتقال والإبعاد وغيرها، التي كانت تصدر في بغداد ضد مطلوبين ولا تصبح نافدة في شمال البلاد الكردي.

وإضافة إلى ذلك أبدت سلطات الإقليم مرونة أكبر بتعاون واسع في كركوك المتنازع على إدارتها كمركز مهم لصناعة النفط، إذ جرى تعيين المئات من ضباط الأمن الأكراد المتمرسين ضمن كوادر الشرطة الاتحادية التابعة لبغداد كشراكة ضرورية بين الطرفين، لمواجهة مخاطر تنظيم داعش الذي تنفذ بقاياه في الصحراء والأرياف غارات هنا وهناك.

ويلعب الوسيط الدولي دوراً كبيراً في إنجاح الحوارات بين الطرفين، مما ضمن حصول تهدئة سريعة لواحدة من أخطر الأزمات بين بغداد وأربيل، إثر تنظيم الأخيرة استفتاءً على الاستقلال في سبتمبر الماضي أثار اعتراضات إقليمية ودولية واسعة.

وينشغل العراقيون هذه الأيام برسم أحلام واسعة تتعلق بربط العراق بالخليج العربي وأسواق آسيا عبر شراكات استثمارية واعدة، خصوصاً مع الكويت والسعودية، ومشاريع سكك حديدية تشجعها استثمارات أوروبية وأميركية، وحصلت أربيل، كما يبدو، على حصتها من مشروع طموح من شأنه إحياء طريق الحرير التاريخي بين آسيا وأوروبا، فأبرمت مع بغداد اتفاقاً أولياً لتأهيل سكة قطار كردستان المهجورة التي يمكن أن تساهم بمد خط حيوي نحو تركيا والأسواق الأوروبية.

وانعكس كل ذلك على الأسواق الكردية التي سجلت تفاؤلاً كبيراً بالتقدم الحاصل في الحوارات مع بغداد والوساطات الدولية، وانشغل الشارع في أربيل والسليمانية أهم مدن كردستان، بارتفاع مفاجئ في سوق العقار تعدى 30 في المئة، بعد نحو أربعة أعوام من الركود القاسي، إلى درجة أن التصريحات المتشنجة والخلاف حول الموازنة المالية بين العرب والأكراد، لم يمنعا فناني الكاريكاتير من ترويج صورة فوتوشوب تظهر رئيس الحكومة المركزية حيدر العبادي وهو يرتدي ملابس مصنوعة من الدولارات، تفاؤلاً بتخفيف الانهيار المالي في المدن الكردية.

back to top