أطباء التخدير... جنود مجهولون وأفكار مغلوطة

نشر في 03-02-2018
آخر تحديث 03-02-2018 | 00:06
 خالد مقبل الماجدي التخدير قطع أشواطاً وشق طريقه نحو التقدم العلمي حتى اعتبر أفضل اكتشاف طبي أفاد البشرية وأحدث تطورات في مجال الطب.

غير أنه يمثل عالماً غريباً محاطاً بأفكار مغلوطة وخاطئة، وتجاه هذا العلم الذي شهد تطوراً مطرداً على مدار العقود الماضية إلى أن وصل إلى أرقى مستوياته وتقنياته وحقق أرفع درجات السلامة والأمان في وقتنا الحالي، أسهم بعض الأفراد في خلق تلك الصورة المغلوطة المتعلقة بالتخدير.

التخدير علم كبير يتم بطريقة فنية عالية تضمن للمريض نوما هادئا وصحوا لطيفا وتضمن استقرار الحالة العامة للجسم، الأمر الذي يخفف جدا من التغيرات أثناء العملية وبعدها. وله طرائق وأساليب متنوعة، فهناك التخدير الموضعي والتخدير العام والنصفي، وهناك الوريدي (الذي يعتمد على فعل الأدوية)، والتخدير الاستنشاقي (يعتمد على الغازات عن طريق الاستنشاق )، كما يتم خلال التخدير، تنظيم عمل القلب والأوعية الدموية بواسطة حقن سوائل طبية وريدية وإعطاء أدوية تساعد في تزويد أنسجة الجسم المختلفة بالدم بصورة منتظمة.

وفي الكويت أصبح التخدير اليوم علما متكاملا وفنا دقيقا لخدمة الإنجاز الطبي والجراحي ولرفع المعاناة والألم عن المرضى الذين يتعرضون لعمليات جراحية تحتاج إلى علم التخدير والإنعاش كأساس لنجاحها.

طبيب التخدير يقوم بدور حيوي وهام منذ التقائه المريض قبل العملية، حيث يتيح له معرفة جوانب متعددة من شخصية المريض من خلال التعرف على عاداته وأمراضه من حيث الصحة العامة والأدوية والعقاقير التي يتناولها، وإذا كان المريض الذي سيخضع للعملية مدخناً أم لا، وإذا أجريت له عمليات سابقة أم لا، وفي حالة إجراء أي عملية سابقة فكيف سيكون تأثير البنج عليه، وهي معلومات لها أهمية كبيرة لإجراء العملية، وقد تستوجب إجراء بعض الأمور المتعلقة بصحة المريض العامة من تأخير موعد العملية أو غير ذلك، وهو أمر ضروري لضمان شروط السلامة.

مدى تطور طب التخدير يصعب التكهن به، وذلك لما وصل إليه هذا العلم من تقدم، والمؤكد أنه سيأتي تطور في هذا المجال قد لا يخطر على بال أحد، والتخدير لا يحمل خطراً صحياً في الكثير من الحالات إذا كان المريض بصحة جيدة، ونؤكد على الثقة بالكادر الطبي المختص واتباع تعليماته وإزالة الخوف عند الخضوع لأحد أشكال التخدير.

وعلى المريض أن يكون متفائلاً قدر المستطاع ورؤية النصف الملآن من الكوب، حتى يتماثل للشفاء العاجل، لأنّ النفسيّة تلعب دوراً كبيراً، وكذلك الشخصية المتفائلة من أساسيّات تخطّي مختلف الأزمات والأمراض.

وفي هذا المقام أعرب عن شكري لرئيس مجـــلـس أقســـــام التخديــــر د. عبدالرحيم القطان لما يقوم به من عمل جبار، وكذلك زملائي رؤساء أقسام التخدير بالمستشفيات وأطباء التخدير، ولا ننسى فنيي التخدير.

back to top