الرواية والتاريخ

نشر في 31-01-2018
آخر تحديث 31-01-2018 | 00:09
أجمع أغلب المؤرخين على الصورة الأساسية للكويت التي تصف مجموعة من البشر ارتبطت برابط اجتماعي وسياسي متميز مدعم بمفاهيم وقيم ومبادئ، استطاع المجتمع من خلالها أن يحقق الاستقلال والاعتماد على الذات، كما وصفه المؤرخون البريطانيون.
 د. ندى سليمان المطوع الكتابات التاريخية ترتبط بالمؤرخين، ولمَ لا؟ فهم من قاموا برصدها ورسموا تصوراتهم حولها، ونحن كقراء ومتذوقين للتاريخ نحاول أن نستشف مدى تدخل المؤرخ في رصد وتحليل الأحداث، فنجده معالجا لها أحيانا ومستحضراً لها أحيانا أخرى، وقد يصل المؤرخ أحيانا إلى الرابط الذي يجمع بين الماضي والحاضر.

وللمؤرخين وأساتذة التاريخ أيضا أدوات تحليلية لربط الظواهر بكل أنماطها في التاريخ، فنجد زميلنا الدكتور عبدالله الهاجري قد ربط بين التاريخ والهوية، وآخرون قد حرصوا على توظيف التاريخ للبحث والتنقيب عن الجذور.

ويذكر كتاب التاريخ ومنهم د. الهاجري أبرز المؤرخين الذين اختصوا برصد تاريخ الكويت المحلي، ومنهم المؤرخ بدر خالد البدر، الذي ألف كتابا بعنوان "رحلة مع قافلة الحياة"، ولم يغفل عن التحذير من الكتابات التاريخية الهشة التي يقبل عليها البعض بهدف المكسب المادي.

أما الأديب والمؤرخ عبدالعزيز الرشيد فقد صنف كمؤرخ الكويت الأول، فكتب تاريخ الكويت عام 1926 تحت عنوان "التاريخ والتطور السياسي" للإمارة، معتمدا على الرواية الشفوية من خلال الدواوين والمجالس، ويعتبر أول من كتب كتابا محليا حول إمارة الكويت، كتاب "تاريخ الكويت" أول كتاب وأول تدوين لتاريخ الإمارة، ونقل التاريخ من الأحاديث الشفهية، وهو من أشهر كتبه رغم منعه لأكثر من عشرة أعوام، ويتناول الكتاب تاريخ الكويت الاجتماعي والاقتصادي وحكام الكويت وعلاقاتهم بالدول.

وأذكر أيضا الشيخ يوسف بن عيسى القناعي الذي اشتهر بكتابه الذي يحمل عنوان "صفحات من تاريخ الكويت" عام 1946 آخذا بعين الاعتبار ما شاهده وما تناقله الآباء عن أسلافهم، وحرص الشيخ يوسف على التميز عن مؤرخي زمانه، وذلك بتناوله النواحي الجغرافية كمناخ الكويت والزراعة والتجارة والصناعة، بالإضافة إلى صفحاته المتميزة التي وصف من خلالها تاريخ الحكم.

ولن ننسى المؤرخ سيف مرزوق الشملان وكتابه "من تاريخ الكويت" عام 1959، يتناول التاريخ عبر فترات من الزمن راصداً الأحداث التاريخية، معتمداً على المصادر الشفهية والمكتوبة، وقد أجمع أغلب المؤرخين على الصورة الأساسية للكويت التي تصف مجموعة من البشر ارتبطت برابط اجتماعي وسياسي متميز مدعم بمفاهيم وقيم ومبادئ، استطاع المجتمع من خلالها أن يحقق الاستقلال والاعتماد على الذات، كما وصفه المؤرخون البريطانيون.

ورغم العقبات التي واجهت الكويت فور تكوينها واستقلالها فإنها سرعان ما أصبحت منظومة متماسكة واتخذت من الأزمات قوة.

وللحديث بقية.

back to top