احتواء إيران يبدأ باستهداف «إمبراطورية خامنئي» الاقتصادية

• الجبير: لم نلقَ من طهران إلا الدمار
• رئيس «النواب» الأميركي: نشارك المملكة قلقها من الخطر الإيراني

نشر في 25-01-2018
آخر تحديث 25-01-2018 | 00:05
حفيد خميني حسن خميني خلال مراسم تكليف شرعي لآلاف الفتيات أمس (ارنا)
حفيد خميني حسن خميني خلال مراسم تكليف شرعي لآلاف الفتيات أمس (ارنا)
بات ما أطلق عليه «الإمبراطورية الاقتصادية» للمرشد علي خامنئي هدفاً محتملاً لعقوبات أميركية تأتي كمقدمة لضرب سياسات النظام الإيراني المزعزعة لاستقرار المنطقة، في وقت طرح موضوع إدخال تعديلات على الاتفاق النووي الإيراني خلال محادثات بمنتدى «دافوس»، إذ طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي برلين وباريس بضرورة اعتماد مقاربة واشنطن لإصلاحه.
حث تقرير أميركي إدارة الرئيس دونالد ترامب على ضرب ما وصفها بـ"الإمبراطورية الاقتصادية" للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي كخطوة أولى باتجاه مواجهة سياسات طهران المزعزعة لاستقرار المنطقة.

وكشف التقرير، الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أسماء 3 كيانات اقتصادية عملاقة تدر دخلاً بعشرات المليارات من الدولارات، يسيطر عليها خامنئي، ويستخدم إيرادها لخدمة توجهاته في المنطقة.

وأشار إلى "هيئة تنفيذ أوامر الإمام" أو اختصاراً "ستاد"، ومؤسسة "المستضعفين"، ومؤسسة "أستان قدس رضوي"، وهي هيئات لها أسهم في كل القطاعات الإيرانية تقريباً، تزيد قيمتها على 200 مليار دولار.

ودعت الصحيفة إدارة الرئيس الأميركي، إلى إعادة فرض عقوبات على هذه الجهات، بعد أن رفع سلفه باراك أوباما الكثير منها بموجب الاتفاق الذي أبرمته الولايات المتحدة، و5 دول أخرى مع إيران عام 2015، لكبح برنامجها النووي المثير للجدل والقلق.

واعتبرت أن فرض عقوبات جديدة على هذه المؤسسات من شأنه عزل "إمبراطورية خامنئي وتجميد أنشطته، ويعد دعماً للشعب الإيراني، الذي انتفض قبل أسابيع ضد النظام الحاكم، لكنه قوبل بالقمع من قبل سلطات الأمن".

واعتمدت الهيئات الثلاث في جمع جزء كبير من أصولها، على المصادرة الممنهجة للأصول والعقارات في أعقاب ثورة 1979 التي أطاحت حكم الشاه، وجميع تعاملاتها المادية معفاة من الضرائب وغير خاضعة للجهات الرقابية.

وتقول "وول ستريت جورنال"، إن الهيئات تستخدم علاقاتها القوية مع الجهات الحكومية في إيران للفوز بصفقات كبيرة وترسية عقود الأعمال عليها.

وكشف تحقيق لوكالة "رويترز" عام 2013، أن قيمة الحسابات السرية والأصول التابعة لمؤسسة "ستاد" تصل إلى 95 مليار دولار، وتمتلك المؤسسة، التي أنشئت عام 1989 العشرات من الشركات العاملة في مجالات مختلفة، مما يجعل من الصعب حصر أنشطتها.

استغلال إسرائيلي

وجاء ذلك في وقت شارك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في منتدى "دافوس" العالمي المنعقد بسويسرا، حيث ينوي حث المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على قبول الدفع باتجاه تعديل الاتفاق النووي مع إيران، كما يطالب الرئيس الأميركي.

والتقى نتنياهو ميركل وماكرون بشكل منفصل على هامش المنتدى الاقتصادي. وجاء لقاء نتنياهو مع ماكرون بعد بروز خلاف بشأن ضرورة التمسك بالاتفاق من جانب الأخير ومطالبة الأول له بضرورة العمل على لجم سياسات طهران في المنطقة للمحافظة على المعاهدة المبرمة في 2015.

يشار إلى أن لقاء نتنياهو مع ميركل يأتي بعد سنتين من آخر لقاء، كما أنه اللقاء الأول بعد قضية الغواصات. أما لقاؤه مع ماكرون، فهو الثالث خلال السنة الأخيرة منذ انتخابه رئيساً لفرنساً.

وكان نتنياهو، الذي يجتمع مع ترامب اليوم، قد دعا زعماء أوروبا، أخيراً، إلى أخذ تهديدات ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، بجدية، وحثهم على إجراء تعديلات جوهرية في الاتفاق.

في سياق منفصل، من المقرر أن يجتمع نتنياهو مع رئيس رواندا، بول كاغامي، على خلفية مطامع إسرائيل بالتوقيع على اتفاق معها لطرد طالبي اللجوء الأفارقة من إسرائيل إلى رواندا.

كما يتوقع أن يجتمع نتنياهو مع رئيس حكومة كندا جاستين ترودو، ورئيس أوكرانيا بترو بوروشينكو، ورئيس أذربيجان إيلهام علييف، ورئيس حكومة بلجيكا شار ميشل.

نفي إيراني

في المقابل، أكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي، أمس، أن بلاده لم ولن تسعى أبداً وراء امتلاك سلاح نووي.

وجاء النفي الإيراني رداً على تصريحات تعهد فيها نائب الرئيس الأميركي مايك بنس بمنع طهران من امتلاك السلاح النووي خلال زيارة اختتمها أمس الأول لإسرائيل.

واتهم قاسمي واشنطن بالسعي للتنصل من تعهداتها الدولية ومحاولة عرقلة الاتفاق النووي لـ"حرمان الشعب الإيراني من الامتيازات التي يكفلها له" بعد رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران بموجبه.

في هذه الأثناء، اختتمت أمس، القوات المسلحة الإيرانية مناورات انطلقت قبل 3 أيام بمياه خليج عمان وشهدت اختبارات عملية لعدد من الصواريخ وسط تصاعد للقلق الدولي بشأن برنامج التسلح الباليستي الإيراني.

انتقاد «حماس»

إلى ذلك، وللمرة الثانية بعد إعادة فتحها، نشرت صحيفة "قانون" التابعة لـ"صقور التيار الإصلاحي" في إيران، التي كانت مقفلة مدة بسبب نشرها تقارير ضد "الحرس الثوري"، مقالاً ينتقد أحد حلفاء طهران، مستهدفة هذه المرة حركة "حماس".

وبعد أن انتقدت في مقال سابق الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب تجاهله إيران في إعادة الإعمار، هاجمت الصحيفة بشدة "حماس"، ونعتتها بـ"الخائنة وغير الموثوقة وأداة مستعملة فقدت كفاءتها"، واتهمت الحركة الفلسطينية بـ"دعم المعارضة السورية المسلحة ضد النظام السوري"، مؤكدة أنها عادت إلى طهران "مطأطئة الرأس" بعد أن تخلى عنها الجميع.

وأشارت الصحيفة إلى رسالة بعث بها رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، إلى المرشد الإيراني "ليعبر عن ندمه على مواقفه السابقة". وبعد أن أشارت إلى تفاصيل تلك الرسالة، كتبت تقول "من جرب المجرب حلت به الندامة".

واتهمت "قانون" الحركة الفلسطينية بـ"السعي لمصارعة الجمهورية الإسلامية في اليمن والتواطؤ مع أعداء النظام الإيراني بشكل أو آخر هناك"، مشيرة إلى تأييد "حماس" لعملية "عاصفة الحزم" التي يشنها التحالف العربي بقيادة الرياض لدعم حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ضد الميليشيات الحوثية، واعتبرت ذلك "وصمة عار بجبين حماس". وبعد أن لفتت إلى علاقات الحركة بكل من قطر وتركيا وإيران ودول عربية، ختمت بتوجيه انتقاد ضمني لخامنئي بالقول، إنه "لا يجوز التصرف بطريقة تسمح لأي جماعة أن تدير ظهرها لإيران فترة ما، لكن تعود إليها من جديد عندما تصبح خالية الوفاض".

هاجم وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أمس، مساعي إيران الرامية إلى السيطرة على بعض دول المنطقة، وقال إن «الثورة الخمينية 1979 غيرت الشرق الأوسط إلى الأسوأ، وأطلقت أسلوبا طائفيا أدى إلى رد فعل سني تمثل في بروز بعض المتطرفين ردا عليها»، مضيفا أن «إيران تحاول استعادة الامبراطورية الفارسية، وهذا ما يدفعها إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، فلم تتردد في تشكيل جماعات إرهابية مثل حزب الله والحوثيين، فليس لهم حرج في مهاجمة السفارات واغتيال الممثلين الدبلوماسيين والأبرياء، وكذا القيام بأعمال إرهابية في كل من أوروبا وأميركا».

وتابع الجبير: «طوال 35 عاما حاولت السعودية التواصل مع إيران، لكنها لم تحصل سوى على الدمار من خلال ارتكاب طهران عمليات إرهابية واغتيالات وتجنيد مواطنين للقيام بعمليات إرهابية داخل المملكة وخارجها»، مشددا على ضرورة الرد على ذلك.

وأردف وزير الخارجية أنه «عندما تحاول الرياض إضعاف حزب الله اللبناني من أجل تقوية الدولة اللبنانية فذلك سلوك إيجابي»، أما في اليمن «فقد استجابت السعودية لنداء الحكومة المعترف بها دوليا، بغية دحر الانقلابيين الحوثيين» بالتعاون مع الحلفاء في الخليج، لافتا إلى أن السعودية تتعاون مع بقية دول العالم العربي من أجل «عزل إيران وقطع دابر توسعها الخبيث في المنطقة».

رايان

من ناحيته، أكد رئيس مجلس النواب الأمريكي، بول رايان، الذي يزور المملكة حاليا، أن واشنطن تشارك وجهة النظر السعودية حول خطر التدخلات الإيرانية في المنطقة، مشيرا إلى تفهم دور المملكة في توطيد الأمن والاستقرار في اليمن.

واستقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز رايان والوفد الأميركي. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، أن رئيس مجلس الشورى السعودي، عبدالله آل الشيخ، استقبل رايان، وتطرق الطرفان خلال اللقاء إلى الوضع في المنطقة والتهديدات التي تواجهها، مشيرا إلى «ما يقوم به النظام الإيراني من تدخل سافر في شؤون بعض الدول العربية وتاريخه الطويل في دعم الإرهاب وزعزعة الأمن في دول المنطقة من خلال دعم الميليشيات المسلحة الخارجة على القانون الدولي».

back to top