مئوية عبدالناصر!

نشر في 20-01-2018
آخر تحديث 20-01-2018 | 00:19
 د.نجم عبدالكريم الاحتفال بذكرى مئوية ميلاد عبدالناصر لا يندرج ضمن الاحتفالات الرسمية لدولة ما، ولا حتى جمهورية مصر العربية ذاتها، إنما فكرة الاحتفال بهذه الذكرى انبثقت من وجدان أولئك الذين تضمهم منظمات ومؤسسات ومنتديات وروابط مدنية تمارس نشاطاتها الخدمية للمجتمع بجهد تطوعي، لإيمان أعضائها بدورهم حيال مجتمعاتهم، وبدون اتفاق أو تنسيق أو الدعوة لمؤتمر للتحضير لهذه المناسبة، التي تمت فيها الدعوات بتلقائية، لإحياء ذكرى مرور 100 سنة على ميلاد جمال عبدالناصر!

***

• لماذا فرضت هذه الذكرى نفسها، حيث تحتفل بها شريحة من العرب في أكثر من بلد عربي؟!

ببساطة: لأن عبدالناصر كان يسعى إلى تحقيق مشروع وحدة العرب، الذي تكالبت عليه كل قوى الشر مستخدمة كل إمكاناتها المدمرة لتحطيم مجرد التفكير في تحقيق مثل هذا المشروع!

وأُلصقت بعبدالناصر التهم التي لم تزل "مكنة" الإعلام الجهنمية ترددها بمنهجية، حتى تبنتها أجيال لم تعايش ذلك الوهج الصادق، الذي عمَّ الأمة العربية في الخمسينيات والستينيات، والتي كانت تطمح إلى وحدة العرب، رغم مرور نحو 4٨ عاماً على رحيل رمز ذلك المشروع.

***

• ولكن هل اندثر مشروع وحدة العرب، أم مات؟!... لا... لم يندثر، فإحياء مثل هذه الذكرى أسطع الأدلة على ما يعتلج في نفس الإنسان العربي المتعطش لوحدة أمته العربية.

***

• وبهذه المناسبة: لديّ اقتراح بسيط أتوجه به إلى هذه المؤسسات والمنظمات والمنتديات والروابط المدنية التي أحيت هذه الذكرى: يتلخص في الاستعداد للسنوات الثلاث المقبلة، حيث سيمر نصف قرن على ذكرى رحيل جمال عبدالناصر بالتواصل والتنسيق فيما بينها، ودراسة أفضل السبل -السلمية- لجعلها تحفل بتقديم صورة موثقة للحقبة الناصرية، ومقارنتها بالأوضاع التالية عليها، والتي أوصلتنا إلى ما نحن عليه!

على ألا تخلو مثل هذه الاحتفالية من تشخيص ونقد تلك الأخطاء التي مرت بها التجربة الناصرية!

***

• وليكن الاحتفال -المقترح- يقدم على مشروع جديد يلبي تطلعات الإنسان العربي الطموح لوحدة أمته بالشكل الذي يناسب إرادة شعوبه.

فحلم تحقيق وحدة العرب ليس قسراً على حقبة زمنية، أو قيادة بلد أو زعيم معين، إنما يقع بالدرجة الأولى تحقيقه على عاتق الشعوب العربية التي تسعى لأن تجمعها وحدة، أو اتحاد، أو أي شكل من أشكال التعاون، بعد أن ضاقت ويلات التشرذم والتمزق التي يشهدها عصرنا الراهن!

***

• إن المؤسسات والمنظمات والمنتديات والروابط المدنية هي الأقدر على إحداث وتنظيم مثل هذه الدعوة، ولعل بادرة كهذه تصدر من الجمعيات الكويتية كانت من أكثر الساحات نشاطاً في إحياء ذكرى مئوية الرمز العروبي (جمال عبدالناصر)!

back to top