نيويورك تقاضي أكبر 5 شركات نفطية بسبب التغير المناخي

نشر في 20-01-2018
آخر تحديث 20-01-2018 | 00:03
محتجو تغير المناخ في مدينة نيويورك
محتجو تغير المناخ في مدينة نيويورك
رفع رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو أخيراً حدود المواجهة في سياق التصدي لأزمة المناخ العالمية. وبناء على طلبه أقامت مدينة نيويورك دعوى قضائية تاريخية بعدة مليارات من الدولارات ضد أكبر خمس شركات في العالم منتجة للوقود الأحفوري وتحديدا النفط، وهي بريتيش بتروليوم، وشيفرون، وكونكوفيليبس، واكسون موبيل، ورويال داتش شل– تدعي نيويورك أنها (أي هذه الشركات) مسؤولة "نوعاً وكماً" عن التهديد الوجودي الواسع الذي يشكله تغير المناخ.

وتبحث المدينة أيضاً عن طرق تهدف الى الحصول على نحو خمسة مليارات دولار غرامة من شركات مرتبطة بالوقود الحفري، وقال رئيس البلدية في الأسبوع الماضي "سنتخذ إجراءات لحماية شعبنا". وهذه ليست أول حكومة محلية تقوم بهذا العمل، ففي كاليفورنيا قامت عدة حكومات بمقاضاة صناعة الوقود الحفري على أسس مماثلة. ولكن وضع نيويورك كعاصمة مالية للولايات المتحدة وموطن للرئيس ترامب يجعل هذه الدعوى أيقونية.

وفي ما يلي 9 حيثيات استندت إليها الدعوى القضائية الجديدة:

1 – استندت هذه الدعوى إلى المبدأ الأساسي الذي يقول إن الشركة التي تصنع منتجاً يسبب ضرراً شديداً عند استخدامه على النحو المحدد له يتعين عليها تحمل تكلفة الغاء ذلك الضرر.

2 –يستمر المدعى عليهم حتى اليوم في انتاج وتسويق وبيع كميات كبيرة من الوقود الحفري، ويخططون للاستمرار في هذا العمل لعقود طويلة في المستقبل، ويسبب تصرفهم هذا واستمراره تزايداً في الاحتباس الحراري العالمي بكل تأثيراته، بما فيها ارتفاع درجات الحرارة وموجات الحرارة الأطول والأكثر حدة وحوادث التكثيف الحاد، ورفع مستويات البحار والأضرار الشديدة الأخرى التي يتعذر إلغاؤها.

3 –المدعى عليهم مسؤولون بصورة جماعية من خلال إنتاجهم وتسويقهم وبيعهم للوقود الأحفوري عن 11 في المئة من كل ملوثات الكربون والميثان من المصادر الصناعية، التي تجمعت في الجو منذ فجر الثورة الصناعية.

4 – إنها مجرد أسطورة القول ان كل شخص مسؤول عن تغير المناخ، وبالتالي لا يحدد مسؤول عن ذلك.

5 – نظم المدعى عليهم حملة خداع وإنكار تتعلق بتغير المناخ، وعمدوا إلى رعاية حملات دعاية، مستخدمين مجموعات واجهة و"علماء " مأجورين –بمن فيهم البعض من العلماء أنفسهم الذين استخدمتهم صناعة التبغ للاقلال من أخطار التدخين– بغية اضعاف الثقة في الإجماع العلمي المتعلق بالاحتباس الحراري وتخفيف مخاطر تغير المناخ.

6 –المدعى عليهم لا يختلفون من الوجهة الكمية فقط عن المساهمين الآخرين في تغير المناخ نتيجة مستوياتهم الكبيرة والخطرة من إنتاج الوقود الحفري طوال سنين عديدة، فهم يختلفون أيضاً بصورة نوعية عن مساهمين آخرين في تغير المناخ بسبب مواردهم العلمية الداخلية، ومعرفتهم المسبقة بتأثيرات تغير المناخ وترويجهم التجاري للوقود الحفري على أنه مفيد، رغم معرفتهم بعكس ذلك، وجهودهم لحماية سوق الوقود الحفري من خلال الإقلال من أخطار تغير المناخ، وادوارهم القيادية في معهد البترول الأميركي والمنظمات الأخرى التي اتبعت استراتيجيات اتصالات لصناعة الوقود الحفري.

7 – تظهر دراسات أجرتها هيئة مدينة نيويورك حول تغير المناخ التي تضم أكثر من "دستة" من كبار علماء المناخ والمجتمع المستقلين أن الاحتباس الحراري سبب تعرض المدينة لزيادة في عدد الأيام الحارة وفيضانات في عدة مناطق، وزيادة في تآكل الشواطئ وأخطار أكبر نتيجة زيادة العواصف الكارثية بقدر يفوق الفيضانات التي نجمت عن الاعصار ساندي.

8 – يتعين على مدينة نيويورك اتخاذ إجراءات أكثر مرونة، لتوفير حماية أكبر للعامة وممتلكات وخدمات المدينة مع تقدم المناخ الى ولاية مرتفعة الحرارة وستكون –بحسب كل المعلومات العلمية– غير مسبوقة في تاريخ الحضارة البشرية.

9 – هذه الحالة من الأوضاع الرديئة جداً ليست مجرد مصادفة، وأعمال المدعى عليهم في إنتاج وتسويق وبيع الوقود الحفري طوال عقود من الزمن وعند مستويات أكثر خطورة فيما يعلمون الضرر المؤكد حدوثه يشكل مضايقة عامة وخاصة غير قانونية وتعدياً غير مشروع على ممتلكات مدينة نيويورك.

وكان متحدث باسم شركة شيفرون قد أبلغ صحيفة نيويورك تايمز أن الشركة تعتقد أن الدعوى القضائية "لن تفعل شيئاً لإصلاح القضية الخطيرة المتعلقة بتغير المناخ".

ولكن بياناً تصالحياً مفاجئاً من الرئيس ترامب حول اتفاقية باريس للمناخ في الأسبوع الماضي يشير إلى احتمال تراجعه، ويقال إنه نحدث في مؤتمر صحافي في النرويج قائلا "بصراحة، انها اتفاقية لا تمثل مشكلة بالنسبة إلي".

back to top