6/6 : رسائل سيلفي الوزير

نشر في 19-01-2018
آخر تحديث 19-01-2018 | 00:25
 يوسف الجاسم لو أُتيحت لي فرصة اختيار الصورة الأفضل خلال الشهر الأول من ٢٠١٨، لاخترت السيلفي الذي التقطه لنفسه الوزير الشاب الجراح د. باسل الصباح مع ست من الممرضات الهنديات اللاتي ساعدنه في العملية الدقيقة لزرع قوقعة في أذن طفلة عمرها ٦ سنوات، مكَّنتها من استعادة نعمة سمعها، لتعيش حياتها متمتعة بحاسة أساسية من حواس خلق الله، وهذا شأن الرسالة السامية للطب والأطباء.

الصورة التي تم نشرها الثلاثاء الماضي بالصحف، هي في نظري تحمل مضامين ورسائل ودلالات حضارية ومهنية واجتماعية وسياسية، يعكسها اعتداد الجرَّاح الماهر بالطاقم التمريضي الذي يعاونه في جراحاته الناجحة، ولم يمنعه من ذلك كونه وزيراً، ولا كونه شيخاً، ولا كون الطاقم ليس كويتياً، بل هو يؤكد اعتداد الكويت بالكفاءات الوافدة، وخاصة في المهن الحيوية والمهمة والمتصلة بصحة البشر، كمهنة التمريض، ذات المكانة الرفيعة في ميدان الطب عموماً، وفرع الجراحة خصوصاً.

إن صورة الوزير والممرضات الهنديات تؤكد تماهي أبناء الكويت مع القطاعات المهمة من الوافدين، الذين هم بيننا يمارسون أشرف المهن، ويؤدونها بكفاءة واقتدار، فيخففون من آلامنا، ويساهمون في تدعيم سوية صحتنا العامة، وتعليمنا، وتشييد منازلنا، ورصف طرقنا، بل نقل قماماتنا، وعلينا والبعض منا خاصة أن نحترمهم ونقدِّرهم، ونحفظ لهم كراماتهم، دون أن يخلَّ في ذلك حقنا بتنظيم تقديم الخدمات المؤداة لهم، وقطع الطريق على مَن يتمادون بتفضيل الوافد على المواطن، ومنع تمكينه من الحصول على خدمات تفوق ما يحصل عليها المواطن، وكذلك حق الدولة بتقاضي رسوم على عدد من الخدمات المؤداة للوافدين، وتقاسم أعبائها بينهم وبين أرباب أعمالهم. وكذلك لا يبخس حقنا بالمطالبة بوقف الاتجار بالبشر، وتكديس العمالة الهامشية في شوارعنا، من أجل تكديس عوائد إقاماتهم بجيوب تجار الإقامات من المتنفذين والقطط السمان.

الجانب الآخر من صورة الشيخ باسل مع ممرضاته يعكس أخلاق المهنة، التي يحاول الوزير إيصالها للجهاز العامل بالخدمات الطبية، وهي التواضع والإحساس بالتكامل بين منظومة الخدمة الطبية بشتى فروعها واختصاصاتها.

"برافو" د. الشيخ باسل، وشكراً للسيلفي والفكرة، ونهنئ أهل الطفلة بنجاح عملية أذنها، ونقول للوافدين عموماً، وللممرضات الوافدات خصوصاً؛ شكراً لخدماتكن، دون نقصان ببناتنا وأبنائنا الممرضات الكويتيات والممرضين الكويتيين.

***

همسة:

غرَّد الأخ د. فهد العرابي الحارثي بعد مغادرته الكويت للسعودية عقب مشاركة ثقافية خاطفة، ونهدي تغريدته لسلطات المطار ومسؤولي "الكويتية":

#الخطوط_الكويتية

ليش كذا؟!

سيئة جداً!... قديمة، مهكعة، خدمات أرضية وجوية نص كم، تأخير.

أما الأوتوبيس القرنبع الذي أخذنا في رحلة مديدة إلى الطائرة فحدِّث ولا حرج.

المطار؟ قصة دامعة أخرى!

أحب # الكويت بس السفر إليها صعب!

سأتذكر الرحلة 775 إلى الرياض.

back to top