أقلامهم صاجات

نشر في 18-01-2018
آخر تحديث 18-01-2018 | 00:20
 محمد الوشيحي كلنا نعيش على ظهر هذا الكوكب، إلا اتحاد الأدباء والكُتّاب العرب يعيش على أكتاف الكوكب، ويأكل من لحمها، بعد أن تحول هذا الاتحاد إلى مجموعة من راقصات الستربتيز، اللواتي يرقصن على طاولة كل مَن يدفع.

على أنهن لسن بهذا السوء المطلق، فلم يُعرَفن بالعنصرية، إذ لا ينظرن إلى جنسية مَن يدفع، ولا دينه، ولا طائفته، ولا عرقه، ولا جنسه، ولا عدد ضحاياه، ولا كمية الدمار التي تسبب فيها… طالما يدفع.

قبل أيام نجحت راقصات التعري في الرقص على طاولة بشار في دمشق، وتحويل الأقلام إلى صاجات رقص، بعد أن أثنين على "نجاحه في الحفاظ على سورية والتصدي للإرهاب والإرهابيين"! وقبل سنوات نجحن في الرقص على طاولة معمر ليبيا، أو مدمرها، وأبدعن في كيل المديح لإنجازاته الأدبية والنهضوية، وتبارين في مَن تتعرى أكثر أمام ذلك القائد الفذ، كما يرينه.

الآن، وبعد موت القذافي، اكتشف اتحاد الأدباء والكُتاب العرب، أو اكتشفت أولئك الراقصات، أنه لم يكن أديباً ولا نهضوياً، بل قاتلاً ديكتاتورياً سفاحاً… ولو نجحت الثورة السورية وسقط بشار، لوجدنا الراقصات يرقصن على طاولات الثوار، ويشتمن بشار.

هكذا هو اتحاد الأدباء العرب، اتحاد الرقص بالأقلام على طاولة كل مَن يدفع، تماماً كمهنة "طقاقات الأفراح" اللواتي يمدحن العريس وهن لا يعرفن إلا اسمه… طالما يدفع.

back to top