احمِ نفسك من أخطاء الأدوية

نشر في 17-01-2018
آخر تحديث 17-01-2018 | 00:00
No Image Caption
ابقَ متيقظاً بشأن ما تتناوله من أدوية كي تحد من خطر التفاعلات المؤذية بينها.
يكون العلاج أحياناً أكثر سوءاً من المرض، بحسب مقولة قديمة. وينطبق ذلك خصوصاً على مشكلة شائعة في مجال الرعاية الصحية: الأخطاء الطبية.

تؤدي الأخطاء وعمليات الالتباس في مجال الأدوية أحياناً إلى ردود فعل دوائية مؤذية تقود إلى نحو 700 ألف زيارة إلى غرف الطوارئ ونحو 100 ألف دخول إلى المستشفى كل سنة في الولايات المتحدة وحدها، وفق وكالة أبحاث الرعاية الصحية ونوعيتها.

تحدث هذه الأخطاء أحياناً لأن المريض يُعطى الدواء الخطأ أو المقدار الخطأ من الدواء المناسب، وفق الدكتور غوردون شيف، بروفسور مساعد متخصص في الطب في كلية الطب التابعة لجامعة هارفارد ومدير مساعد في مركز أبحاث سلامة المريض وممارستها في مستشفى Brigham and Women’s. وفي حالات أخرى، يتفاعل الدواء سلباً مع دواء آخر يتناوله المريض.

تشير الوقائع إلى أن أخطاء الأدوية شائعة وتتخذ أشكالاً كثيرة. ويزداد خطر مواجهتك خطأ مماثلاً مع تقدمك في السن لأن احتمال تناولك أدوية عدة يزداد مع العمر وقد يصفها لك أطباء مختلفون.

كيفية تفادي هفوات الأدوية

إذا كان نظامك الصحي اليومي يشمل تناول عدد من الأدوية، فعليك أن تضيف قليلاً من اليقظة إلى هذا الخليط. وتساعدك إستراتيجيات بسيطة في تفادي أخطاء الأدوية الأكثر شيوعاً، من بينها:

الخطأ الأول: الدواء الخطأ أو الجرعة الخطأ. من بين كل ألف وصفة طبية تشمل واحدة الدواء الخطأ أو الجرعة الخطأ، وفق الدكتور شيف. ويضيف: «استناداً إلى هذه الأرقام، قد تبدو لك هذه مشكلة نادرة نسبياً». يشمل هذا النوع من الأخطاء وقوع الطبيب أو الصيدلي في الالتباس والخلط بين دواءين يحملان اسماً مشابهاً، أو سوء تقديرهما الجرعة، أو تدوينهما مليغراماً وليس ميكروغراماً.

الحل: صحيح أن هذا الخطأ ينجم عن الطبيب أو الصيدلي، لكنك تستطيع الحد من احتمال تعرضك له من خلال طرح الأسئلة. اسأل عن هدف الوصفة الطبية والجرعة التي يحددها الطبيب. وإذا بدت الحبة التي تتناولها يومياً مختلفة، فتأكد من أنك حصلت على الدواء الصحيح. وإذا أمكنك استشارة الصيدلي عند البدء بدواء جديد، فاستغل هذه الفرصة وناقش معه تأثير هذا الدواء وكيفية تناوله بالشكل الصحيح.

الخطأ الثاني: مشاكل التفاعل بين الأدوية. يحدث هذا الخطأ عندما يتفاعل أحد الأدوية التي تأخذها بشكل سيئ مع دواء آخر، ما يؤدي إلى تأثيرات جانبية قد تكون خطيرة. تشمل عوامل خطر هذا النوع من الأخطاء تناول أدوية عدة والحصول على وصفات طبية من جهات مختلفة. وفي بعض الحالات، يتفاعل الدواء مع طعام أو مكمل غذائي لا مع دواء آخر.

الحل: لتفادي مشكلة التفاعل هذه، أعدّ دوماً لائحة محدّثة بالأدوية التي تتناولها وناقشها مع طبيبك، حسبما ينصح الدكتور شيف. احرص أيضاً على أن تشمل هذه اللائحة كل ما تأخذه من مكملات غذائية، أو علاجات عشبية، أو منتجات لا تتطلب وصفة طبية.

الخطأ الثالث: عدم تمييز التأثيرات الجانبية وردود الفعل الأرجية. يذكر الدكتور شيف: «يجب أن يفهم المريض أهمية التنبه لبعض الأعراض». على سبيل المثال، إذا كانت المرأة تأخذ أدوية لمنع الحمل، تكون أكثر عرضة للسكتة الدماغية. لذلك من الضروري أن ينصحها الطبيب بالاتصال به إذا عانت صداعاً مفاجئاً وحاداً، حسبما يوصي الدكتور شيف.

الحل: إذا لم يثر الطبيب مسألة تأثيرات الدواء الجانبية، فاسأله:

ما التأثيرات الجانبية التي يجب أن أتنبه لها؟

هل من أعراض يجب أن تدفعني إلى طلب الرعاية الطبية الطارئة أو الاتصال بك؟

أما إذا عانيت أعراضاً ما وتساءلت عما إذا كانت من التأثيرات الجانبية لدواء تأخذه، فلا تتردد في الاتصال بطبيبك أو الصيدلي للاستعلام.

الخطأ الرابع: مواصلة تناول دواء لا تحتاج إليه أو أخذ أدوية عدة لها ذات التأثير، علماً بأن هذا يحدث أحياناً عندما يصف الطبيب للمريض نسخة عامة وأخرى خاصة بماركة معينة من الدواء ذاته.

الحل: اعرف الهدف من كل دواء تتناوله وما غايته العلاجية. يشير الدكتور شيف إلى أنه يأمل بإضافة وصف واضح لكل الحالات التي يستهدفها الدواء إلى ورقة معلومات الأدوية بغية تحديد المشكلة بسرعة. على سبيل المثال، إذا لاحظت المرأة أن دواءها يعالج النقرس، إلا أنها لم تعانِ نوبة نقرس منذ سنوات، فمن الأفضل أن تسأل طبيبها عما إذا كان عليها مواصلة تناول هذا الدواء. أما إذا لم تصب بالنقرس مطلقاً، فستنبهها ورقة المعلومات بالتأكيد إلى أنها تأخذ الدواء الخطأ.

الخطأ الخامس: الافتراض أن الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية آمنة دوماً. يؤكد الدكتور شيف أن «الأدوية الأكثر خطراً هي تلك التي لا نقلق حيالها». على سبيل المثال، يشكّل الأسيتامينوفين، وهو مسكن ألم شائع يُباع تحت الاسم Tylenol ويُستخدم في علاجات عدة، أحد أسباب قصور الكبد الرئيسة عندما يؤخذ بالطريقة الخطأ، حسبما يذكر شيف. كذلك تتحول أحياناً أدوية شائعة أخرى لا تتطلب وصفة طبية، مثل أدوية ألم داء المفاصل ومضادات حموضة المعدة، إلى مصدر خطر صحي كبير.

الحل: عندما تأخذ دواء أو مكملاً غذائياً، احرص على قراءة ورقة المعلومات بدقة، خصوصاً التوجيهات بشأن الجرعات والمخاطر المحتملة.

الخطأ السادس: الاعتقاد أن الحبوب تشكّل الحل الأمثل والوحيد.

الحل: اسأل طبيبك عما إذا كان الدواء ضرورياً حقاً وعما إذا كنت تستطيع اللجوء إلى بدائل أخرى غير الأدوية لمعالجة حالتك، مثل العلاج الفيزيائي.

إذاً، عندما لا تتردد في مناقشة الأدوية التي تتناولها، تضمن أن ما تأخذه يحمي حقاً صحتك.

back to top