خاص

الحسيني لـ الجريدة : تصلّب الشرايين منتشر في الكويت

أكّدت أن «أمراض الأوعية الدموية» اختصاص نادر

نشر في 17-01-2018
آخر تحديث 17-01-2018 | 00:04
كشفت اختصاصية مختبر الأوعية الدموية في مستشفى دار الشفاء د. أبرار الحسيني انتشار أمراض تصلب الشرايين في الكويت بين فئات عمرية مختلفة، مشيرة إلى أن اختصاص أمراض الأوعية الدموية نادر، سواء في الكويت حيث نجد ثلاثة أطباء فقط يعملون في هذا المجال أو حتى على مستوى دول العالم. وقالت الحسيني في حوارها مع «الجريدة» إن «دار الشفاء» افتتح أخيراً مختبر الأوعية الدموية، وهو يعد الأول من نوعه في القطاع الخاص بالكويت. وأشارت إلى أن الخدمات التي يقدمها المختبر، كثيرة ومتشعبة، إذ يجري الفحوص التشخيصية لشرايين الجسم وأوردته، ومن بينها شرايين البطن والرأس والساقين واليدين وغيرها.
وأضافت د. أبرار الحسيني أن مختبر الأوعية الدموية تابع لقسم جراحة الأوعية الدموية في المستشفى، لافتة إلى أنه يؤدي دوراً مهماً في التشخيص والعلاج، وعقب الخضوع للجراحة لمتابعة الحالة... وفيما يلي تفاصيل الحوار:
ما هي الخدمات الطبية التي يقدمها مختبر الأوعية الدموية في «دار الشفاء»؟

بداية، أود التأكيد أن اختصاص أمراض الأوعية الدموية نادر سواء في الكويت حيث ثمة ثلاثة اختصاصيين فقط في هذ المجال، أو حتى على مستوى العالم. أما ما يخص المختبر، ففي القطاع الحكومي ثمة مختبران فقط، الأول في مستشفى مبارك الكبير، والثاني في مستشفى العدان. ويعد مختبر الأوعية الدموية في «دار الشفاء» الأول من نوعه في القطاع الصحي الخاص في الكويت.

أما ما يخص الخدمات التي يقدمها المختبر في «دار الشفاء»، فهي كثيرة ومتشعبة، من بينها الفحوص التشخيصية لشرايين الجسم وأوردته كافة، لا سيما الموجودة في البطن والرأس والساقين واليدين وغيرها. كذلك فحص الشرايين وتشخيص أمراض تصلب الشرايين، وهي بالمناسبة منتشرة بكثافة في الكويت بسبب كثرة حالات السكري والضغط والكولسترول والسمنة بين الفئات المختلفة، إلى جانب قلة النشاط البدني بين الشباب والكبار على السواء. يتوافر في المختبر أيضاً السونار والقسطرة العلاجية للمرضى بالتعاون والتنسيق مع الأطباء المعالجين للحالات المختلفة.

هل المختبر تشخيصي فقط، أم أنه يتخطى التشخيص إلى العلاج؟

المختبر يُعد تشخيصياً وعلاجياً، وهو تابع لقسم جراحة الأوعية الدموية في المستشفى. وأشير هنا إلى أن المريض يجب أن يتابع معنا عقب خضوعه للجراحة مرة كل شهر، ثم ثلاثة أشهر، ثم ستة أشهر وسنة، وذلك للاطمئنان على صحته. في هذه الزيارات، نقيس سرعة تدفق الدم في الشرايين، ويشخِّص الأطباء تمدد الشريان الأورطي.

كذلك نشخِّص في المختبر تضيق الشريان الكلوي، ونتعاون مع طبيب الباطنية، ونعالج مشاكل شرايين اليدين وتضيقها، ونشخِّص جلطات اليدين والساقين.

ويعمل مختبر الأوعية الدموية أيضاً على عمل وصلات بين الوريد والشريان

لمرضى الفشل الكلوي، فضلاً عن تخطيط الأوردة والشرايين، وتقديم الاقتراحات للطبيب المعالج من خلال عمل وصلة اليد أو الرجل، وهي اقتراحات مهمة في إنجاح الجراحة.المختبر يُشخِّص أيضاً الدوالي، سواء في اليدين أو الساقين، وهي من أكثر الحالات التي نقوم بها. والدوالي أنواع عدة، بعضها سطحي وبسيط وبعضها متقدم. وهي عبارة عن تمدد في الوريد، ومن أعراضها وجود تشنجات وألم وحكة والتهاب في الأوردة. وتؤدي في بعض الحالات إلى تقرحات. ولا ننسى السونار للوريد لتشخيص المرض. وأشير إلى أن علاج الدوالي يتحقق عن طريق الليزر والتدخل الحراري.

هل يجري الجراح الجراحة بوجود طبيب مختبر الأوعية الدموية؟

نعم. تُجرى الجراحات بوجود طبيب مختبر الأوعية الدموية، والنتائج في مستشفى دار الشفاء ممتازة. يستعمل الطبيب المخدر الموضعي وليس التخدير العام، ويخضع المريض للجراحة في الصباح ويغادر المستشفى عصراً. وهي تندرج في إطار جراحات اليوم الواحد. ونستخدم في بعض الجراحات إبر التصلب أو الفوم بحقن دوالي الساقين.

ولنجاح الجراحة تماماً، لا بد من أن يتابع المريض حالته لدى الطبيب مرة كل شهر، ثم ثلاثة أشهر، وستة أشهر، وسنة.

أشير هنا إلى أن التجلط الوريدي في الساق شائع في الكويت، وأحد أهم أسبابه تخثر الدم، لا سيما عقب الخضوع لجراحة متعلقة بالعظام أو السرطان.. وتشخيص التجلط الوريدي يتم من خلال المختبر، والملاحظ أن التورم يكون شديداً في الساق، تصاحبه حرارة، فضلاً عن الاحمرار، ومن مضاعفاته جلطات الأوردة العميقة التي قد تؤدي إلى الوفاة بسبب إنسداد الشريان الرئوي، وهي تعد من الحالات الطارئة.

يمكن القول باختصار، إن معظم الاختصاصات الطبية يرجع لنا في التشخيص سواء الباطنية، أو الأعصاب، أو الجراحة، أو النساء والولادة، أو الكلى، أو العظام، أو جراحة الأوعية.

هل ثمة حاجة إلى التوسع في هذا الاختصاص في الكويت؟

طبعاً. نحتاج إلى التوسع في هذا الاختصاص النادر. أجرينا فحوصاً لـ13 ألف مريض في قسم مختبر الأوعية في مستشفى العدان، منهم ألف مريض بين مارس وديسمبر الماضيين. وثمة طلب كبير على المختبر من المرضى الذين يراجعونا في دار الشفاء، ذلك بسبب ارتفاع أعداد حالات السكري وضغط الدم والسمنة والكولسترول التي تؤدي إلى الجلطات.

ماذا عن حجم مشكلة تصلب الشرايين في الكويت؟

حجم المشكلة كبير وفي تزايد مستمر بسبب كثرة أعداد مرضى الفشل الكلوى والسكري وغيرهما، والمرضى الذين يصابون بتصلب الشرايين في الكويت في ازدياد ويحتاجون إلى مزيد من الرعاية. أما أكثر الأسباب التي تؤدي إلى هذه المشكلة فهي السكري والضغط والكولسترول والسمنة والشيخوخة. وأشير إلى أن أي مريض قلب مفتوح لا بد من أن يخضع لفحص الشريان السباتي لوجود خطورة شديدة على المريض في حال عدم القيام بذلك.

إلى أي مدى تؤدي التوعية دوراً مهماً في الوقاية من الأمراض؟

التوعية بالأمراض ومخاطرها ومضاعفاتها أمر مهم للغاية. وممارسة الرياضة، وتغيير نمط الحياة، وإتباع نظام غذائي يعتمد على أطباق صحية... كلها عوامل جيدة للوقاية من الأمراض.

في الغرب، يعتمد علاج تصلب الشرايين على الطبيب بنسبة 50 %، كذلك على المريض نفسه بالنسبة ذاتها، سواء باتباعه نظاماً غذائياً صحياً أو ممارسة الرياضة والمشي نصف ساعة يومياً، إضافة إلى توافر نظام رياضي مفصل خصيصاً لحالة المريض تحت إشراف قسم العلاج الطبيعي.

يمكن القول باختصار إن إتباع نظام غذائي ورياضي خطوة مهمة جداً في الوقاية وعلاج مرضى تصلب الشرايين والتخفيف من حدة المرض.

كذلك يحتاج الأطباء والمرضى إلى توعية خاصة بالفحوص التي نجريها في مختبر الأوعية الدموية.

ما مدى انتشار داء تصلب الشرايين في الكويت؟

تصلب الشرايين منتشر في الكويت بنسبة كبيرة، إذ يعانيه كثير من مراجعينا، وللأسف من بينهم شباب. ثمة عوامل تؤدي إلى التخفيف من حدة المرض والوقاية منه، كتغيير نمط الحياة وممارسة الرياضة والابتعاد عن الخمول الجسدي والكسل، وتناول الأطباق الصحية والابتعاد عن الوجبات السريعة المليئة بالدهون المشبعة.

كذلك يعاني الشباب المدخنون مشاكل في تصلب الشرايين بسبب التدخين. هؤلاء، أنصحهم بالابتعاد عن التدخين وتغيير نمط الحياة، وجعل ممارسة الرياضة عنصراً أساسياً في أجندتهم اليومية، فالرياضة بالنسبة إليهم ليست رفاهية بل هي جزء أصيل في العلاج والوقاية من الأمراض.

وفي النهاية، إذا تفادينا الأسباب التي تؤدي إلى تصلب الشرايين يمكننا الوقاية من المرض وعدم الدخول في المشاكل الصحية المصاحبة له. وأدعو

زملائي أطباء السكري وأطباء الباطنية والكلى إلى إرسال مرضاهم لمختبر الأوعية الدموية لعلاجهم قبل استفحال المشكلة المرضية لديهم.

3 أطباء في الكويت متخصصون في أمراض «الأوعية»

الابتعاد عن التدخين وتغيير نمط الحياة أساسيان في الوقاية من الأمراض

التجلط الوريدي بالساق شائع في الكويت بكثافة

مختبر الأوعية الدموية في «دار الشفاء» هو الأول من نوعه في القطاع الخاص بالكويت
back to top