الانتخابات تشق «الدعوة»... والعبادي يتحالف مع «الحشد»

• البرلمان يؤجل التصويت على قانون الاقتراع
• الأحزاب السُّنية تنقسم بين علاوي والنجيفي

نشر في 15-01-2018
آخر تحديث 15-01-2018 | 00:04
فتاتان عراقيتان تحملان العلم العراقي خلال مراسم إعادة فتح سوق باب السراي في مدينة الموصل القديمة في 11 يناير الجاري
فتاتان عراقيتان تحملان العلم العراقي خلال مراسم إعادة فتح سوق باب السراي في مدينة الموصل القديمة في 11 يناير الجاري
لا يزال المشهد السياسي المعقد في العراق مرتبكاً على خلفية استحقاق الانتخابات النيابية التي سترسم مستقبل هذا البلد على الأقل للعقد المقبل، بعد أن نجحت بغداد في هزيمة تنظيم داعش، وتراجعت احتمالات الاقتتال الأهلي للمرة الأولى منذ سقوط نظام صدام.
أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مساء أمس الأول، تشكيل "ائتلاف النصر"، للمشاركة في الانتخابات النيابية المرتقبة في مايو المقبل، في مواجهة سلفه نوري المالكي، في انقسام غير مسبوق لحزب الدعوة الإسلامية أكبر حزب عراقي وثاني أقدم الأحزاب العراقية بعد "الحزب الشيوعي"، والذي يقود الائتلاف الحكومي منذ أول حكومة أنتجها برلمان منتخب في 2005.

وقال العبادي في بيان إن "ائتلاف النصر سيمضي قدماً بالحفاظ على النصر وتضحيات الشهداء ومحاربة الفساد والمحاصصة، وسيعمل لكل العراقيين، ويعزز وحدة البلاد وسيادتها الوطنية".

تحالف مع «الحشد»

وقال مصدر إن "ائتلاف النصر" الذي يترأسه العبادي عقد تحالفاً مع "ائتلاف الفتح" الذي يترأسه الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، ويضم المجلس الأعلى برئاسة همام حمودي، إضافة الى 8 من فصائل "الحشد الشعبي"، أبرزها "عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي.

وانضم إلى "ائتلاف النصر" التابع للعبادي، كتلة الفضيلة، وتيار الإصلاح برئاسة وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، ومستقلون برئاسة حسين الشهرستاني، فضلا عن ثلاث كتل من القوى السنية، إحداها تابعة لوزير الدفاع السابق خالد العبيدي وتحمل اسم "بيارق الخير".

بناء الدولة

وفي بيان أكد "تحالف نصر العراق" الذي يضم ائتلافي النصر والفتح، أنه "عازم على تصحيح مسار العملية السياسية وإخراجها من المحاصصة ومحاربة الفساد ويسعى الى تأسيس مسار سياسي جديد وبناء مؤسسات الدولة وفق الدستور"، مضيفاً، أنه "سيبدأ معركة البناء والإعمار بعد أن تحررت كل أراضي العراق".

ولفت الى أنه "سيحرص على تطوير ثروات الشعب واستثمارها لينعم البلد بالرفاهية"، مؤكدا "عزمه على اعتماد الخبرة والمهنية مع حفظ مشاركة كل أبناء المحافظات في إدارة العراق الموحد".

المالكي

وأعلن نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي بدوره ترشحه للانتخابات النيابية المقبلة ضمن ائتلاف "دولة القانون"، مما دفع حزب "الدعوة" إلى التراجع عن المشاركة في قائمة موحدة وترك الخيار لأعضائه لدعم لائحتي العبادي أو المالكي.

وقال المتحدث باسم المالكي، عباس الموسوي، إن "الخروج بلائحتين لا يعني أنها مواجهة بين شخصين، بل هي مواجهة بين مشروعين ورؤيتين وتحالفات مختلفة"، مضيفا أن "حزب الدعوة تبنى القائمتين، ولم يمارس علينا أي ضغط إقليمي، لا إيراني ولا أميركي".

لكن رغم ذلك، أكد المحلل السياسي عصام الفيلي، أن "إيران سيكون لها الدور الكبير، ولن تسمح للكيانات الشيعية أن تتشرذم"، لافتا الى أن "أطرافا سنية أيضا ستدعم التحالفات الشيعية بتأثير من إيران".

وأشار الفيلي إلى أنه "حتى أطراف سنية ستدعم التحالفات الشيعية" بتأثير من إيران.

تأجيل

إلى ذلك، أدت الخلافات القوية حول موعد الانتخابات التي يؤكد العبادي انها ستجرى في مايو المقبل بينما تطالب قوى بتأجيلها، الى تأجيل تصويت البرلمان اليوم على قانون الانتخابات وبحث امكانية تأجيل أو تثبيت الموعد الذي اقترحته الحكومة.

واتفق رئيس البرلمان سليم الجبوري مع رؤساء الكتل السياسية أمس، على مناقشة قانون الانتخابات الخميس المقبل. وقال مصدر برلماني، إن "ذلك جاء بناء على طلب اللجنة القانونية"، مبينا أنه "تم الاتفاق أيضا على مناقشة الموازنة العامة للدولة في جلسة الأربعاء المقبل".

المفوضية

من جهته، قال رئيس مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات معتمد نعمة إن "عدد التحالفات التي جرى تسجيلها بلغ نحو 54 تحالفا"، موضحا أن "كل تحالف يضم عددا من الأحزاب، وسبق أن أعلنا عدد الأحزاب التي يحق لها التنافس هو 205 أحزاب تم منحها إجازة تأسيس من المفوضية"، موضحا أن المفوضية أغلقت باب التسجيل في 25 ديسمبر الماضي، وبعد يومين فتحت باب تسجيل التحالفات الانتخابية، الذي أغلق الخميس الماضي.

وأوضح نعمة، أنه "إذا استكملنا الإجراءات يوم الثلاثاء (غدا) فسنعلن قائمة التحالفات النهائية، وإذا لم ننتهِ فسنعلن عنها بعد الأربعاء"، مشددا على أن "باب تسجيل القوائم الانتخابية لا يزال مفتوحاً حتى يوم 10 فبراير المقبل".

تحالفات السُّنة

إلى ذلك، قال المرشح عن ائتلاف الوطنية النائب السابق كامل كريم الدليمي، إن "الائتلاف قدم كل الأوراق الرسمية لتسجيل قوائمه الانتخابية في المحافظات العراقية المختلفة"، موضحا أن اتحاد القوى الذي يضم معظم الأحزاب السنية "انقسم بين التحالف مع نائبي رئيس الجمهورية أياد علاوي الذي يتزعم ائتلاف الوطنية، وأسامة النجيفي".

وأضاف الدليمي أن "ائتلاف الوطنية يعتبر الأقوى في الوقت الحالي، وهو يضم 33 حزبا بزعامة علاوي، انضم إليه رئيس ائتلاف العربية صالح المطلك، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري ليشكلوا ائتلافا عابرا للطائفية"، بينما "يضم ائتلاف النجيفي نحو 16 حزبا فقط جميعها سنية".

وصادقت مفوضية الانتخابات أمس، على تحالف جديد يضم نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي والأمين العام لـ"المشروع العربي" خميس الخنجر، والنائب طلال الزوبعي، ووزير الدفاع السابق خالد العبيدي وآخرين من النخب والكفاءات والوجهاء لخوض الانتخابات المقبلة تحت عنوان "تحالف القرار العراقي".

الصدر

وقال المتحدث الرسمي باسم حزب الاستقامة، الذي أسسه زعيم التيار الصدري في ديسمبر الماضي، ضياء كريم إن "حزب الاستقامة تحالف مع عدة أحزاب مدنية من بينها الحزب الشيوعي العراقي"، مؤكدا أنه سيعلن اليوم عن التحالف المكتمل.

مقتدى الصدر يتحالف مع «الحزب الشيوعي»
back to top