صلاح السعدني... عمدة التمثيل التلفزيوني (2 - 3)

فوبيا الطائرة تمنع العمدة من حجز «أماكن في القلب»

نشر في 15-01-2018
آخر تحديث 15-01-2018 | 00:05
ارتبطت الذكريات مع النجم صلاح السعدني بطابعها الفني، وتتابعت المشاهد في الحلقة الفائتة على مسرح مدرسة السعيدية، وكواليس فرقة كلية الزراعة في جامعة القاهرة، وعلاقته بشقيقه الكاتب الساخر محمود السعدني، وكوكبة من الأدباء والمثقفين، وصداقته بالنجمين الكبيرين عادل إمام ونور الشريف، والتحاقه بمسرح التلفزيون ليقدم أدواراً صغيرة، ومن خلالها انطلق إلى عالم الأضواء والشهرة.
منذ سنوات جمع برنامج «لقاء الذكريات» بين النجمين صلاح السعدني ونور الشريف، ولعب الأول دور المذيع، لتتدفق الذكريات حول بداياتهما في ساحة التمثيل، وكان الصديقان على موعد في كواليس إحدى البروفات المسرحية بكلية الزراعة جامعة القاهرة، حيث قرر الطالب بالسنة الأولى بمعهد التمثيل، أن يزور الفرقة التي تحصد الجوائز على مستوى الجامعات المصرية في الستينيات، ومنذ هذا التاريخ توطدت الصداقة بين العمدة والحاج متولي والزعيم.

كان السعدني وإمام قد سبقا الشريف إلى بعض الأدوار الاحترافية، وشاركا بأدوار صغيرة لفتت الأنظار إليهما، بينما نور يدرس في السنة الأولى بمعهد التمثيل، ويبحث عن فرصة لإعلان موهبته، وبالفعل رشحه عادل إمام للمخرج حسن الإمام، الذي كان يبحث عن وجه جديد، ليقوم بدور «كمال عبدالجواد» في فيلم «قصر الشوق» الجزء الثاني من ثلاثية الكاتب الكبير نجيب محفوظ «بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية».

كانت أعمال محفوظ كلمة السر في بدايات نور الشريف، حيث اختارته الفنانة الكبيرة ماجدة، ليقوم بدور البطولة أمامها، وذلك في فيلم «السراب» عن رواية صاحب نوبل، وأخرجه أنور الشناوي، وشارك في هذا الشريط السينمائي كوكبة من النجوم منهم عقيلة راتب، وعباس فارس، والنجم رشدي أباظة كضيف شرف.

اقرأ أيضا

في «لقاء الذكريات» أشار النجم نور الشريف إلى أن ظهوره الأول على الشاشة الصغيرة، كان في مسلسل «لا تطفئ الشمس» من خلال جملة واحدة، لافتاً إلى أنه كان «كومبارساً» لصلاح السعدني الذي قام بدور «ممدوح» إحدى الشخصيات الرئيسية في المسلسل.

شكلت هذه البدايات مسارات الأصدقاء الثلاثة، ودانت لهم النجومية بعد رحلة كفاح، وسلسلة من الانكسارات والأفراح، وأصبح نور الشريف نجماً سينمائياً يخطفه المسرح والتلفزيون إلى أعمال ناجحة مثل «عائلة الحاج متولي»، ليعود مرة أخرى إلى الشاشة الكبيرة، فيما توزعت نجومية عادل إمام بين السينما والمسرح وأعماله الدرامية، التي لاقت نجاحا كبيرا مثل «أحلام الفتى الطائر»، وآثر صلاح السعدني أن تكون الدراما التلفزيونية بيته الأول، ليصبح العمدة سليمان غانم، وحسن أرابيسك.

لم يكن خافياً وقع صدمة رحيل الفنان الكبير نور الشريف عام 2015، على أسرته وجمهوره وتلاميذه، لاسيما رفاق رحلته الإبداعية الحافلة بالعطاء، وكست ملامح الحزن وجه عادل إمام في وداع صديقه، بينما اعتصر الألم صلاح السعدني، حتى انه منذ هذا التاريخ توقفت مشاريعه الفنية تماماً، وآثر العزلة والصمت.

فوبيا وهوايات

لم يغير الفتى النحيل عاداته منذ صار نجما، ولكنه تخفف من بعض هوايات الطفولة والصبا، مثل لعب كرة القدم، واستبدلها بالمشي أكثر من ساعة يومياً، وظلت طقوسه الخاصة وثيقة الصلة بالقراءة ومتابعة الأعمال الفنية لزملائه في السينما والمسرح والتلفزيون، والاتصال الدائم بأصدقائه المقربين، ومن بينهم الزعيم عادل إمام، والراحلان أسامة أنور عكاشة ونور الشريف، وشقيقه الولد الشقي محمود السعدني.

يتذكر العمدة: «المرة الوحيدة التي جمعتني بمحمود السعدني من خلال عمل فني كانت مسرحية من تأليفه «عزبة بنيوتي» وأخرجها عبدالرحمن الخميسي، وحدث ذلك مصادفة عندما تغيب ثلاثة ممثلين عن أحد العروض في محافظة البحيرة، وأسقط في يد الخميسي واستعان بممثلين آخرين، وكنت واحداً منهم».

موهبة أخرى كشف عنها عمدة التمثيل بقوله: «منذ سنوات كتبت سهرة تلفزيونية، مازالت حبيسة الأدراج، وكنت أنتوي أن أمثلها وأخرجها بنفسي، وأيضاً لي كتاباتي الخاصة، لكني لا أدعي أنني مؤلف، بل أرى أن الفنون مكملة لبعضها، وكل فنان لديه هوايات أخرى، ولكن تغلب عليه موهبة أصيلة، وأحيانا أتدخل بوجهة نظر في السيناريو الذي أمثله، يتقبلها مني الأصدقاء، ولكن لا يرفضها سوى الكاتب ضعيف الموهبة».

من هنا كانت اختياراته في مرحلة النضج الفني، تتسم بالدقة الشديدة، وترتص فوق مكتبه عشرات السيناريوهات، ولا يوافق على أي منها، دون قراءتها بتركيز، وعقد جلسات مطولة مع المخرج والمؤلف، لافتاً إلى أن الممثل ليس مجرد أداة للتشخيص، بل هو مبدع لديه الوعي بما يجسده من شخصيات، فالاختيار هو بوصلة الفنان لما يريد أن يكون عليه أمام جمهوره.

لم يكن صلاح السعدني مجرد ممثل موهوب فقط، بل هو إنسان دائم التفكير والتأمل، ومهموم بقضايا وطنه وأمته، ولديه العديد من الأفكار والمشاريع السينمائية والدرامية، وتتشابك مع لحظات مصيرية في تاريخ المنطقة العربية، وظل يحلم بعمل فني ضخم، يجمعه مع زملائه من كبار النجوم ومنهم أحمد زكي، وعادل إمام، ومحمود عبدالعزيز.

الطريف أن الفنان الجسور، كان يخشى ركوب الطائرات، ولم يستطع أن يتغلب على هذه الفوبيا، التي باعدت بينه وحصوله على تكريمات في عواصم عربية عدة، إذ يقول: «بالنسبة لمسألة السفر، فأنا أرفض ركوب الطائرة، وأخاف منها، وحينما تم تكريمي في دمشق منذ سنوات، سافرت بسيارتي، وقطعت مسافة طويلة حتى لا أركب الطائرة، ومؤخراً كنت أنوي حضور مهرجان في تونس، وجلست لأحسب كم عدد الساعات التي يستغرقها السفر بالسيارة إلى هناك، وفوجئت أنني أحتاج إلى أسبوعين بين السفر والتوقف بضع ساعات، ثم تحدد موعد لتصوير بعض مشاهد مسلسل «أماكن في القلب» في أميركا، واعتذرت للمخرج نادر جلال عن السفر، وذهب الدور لزميلي الفنان هشام سليم الذي مثله أفضل مني. الطائرة بالنسبة لي شيء مخيف، ولن يستطيع أحد أن يغير رأيي فيها».

لا تطفئ الشمس

أما عن عمه صلاح فيقول الكاتب أكرم السعدني: «بدأت رحلة عمي صلاح من التجريب، فيها النجاح وفيها الفشل، وفيها أيضا انصهر ذلك الكائن الموهوب، وتعلم وتثقف على أيدي هؤلاء العظام، وتدرب على مختلف الفنون، وأصبح يحمل في داخله بوصلة شديدة الحساسية تتجه دوما نحو الصواب، سواء في اختياره لعمله أو أصدقائه، وحتى في حلول ما يصادفه من مشاكل وصعاب، لذلك ستجده فنانا محافظا على مستوى القيمة الفنية التي بلغها لا يحيد عنها، وستلمس فيه صفات إنسانية نادرة الوجود، ولديه ستجد صفاء النفس وضياء العقل».

تعد رواية «لا تطفئ الشمس» من أكثر الروايات شهرة للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، بل إنها تحولت إلى فيلم سينمائي بذات العنوان للمخرج الكبير صلاح أبوسيف، وقام ببطولته كوكبة من النجوم، منهم فاتن حمامة، وشكري سرحان، وأحمد رمزي، وعماد حمدي، وعقيلة راتب، ولاقى الشريط السينمائي نجاحا كبيرا عند عرضه عام 1961.

كان صلاح السعدني على موعد مع قفزة فنية هائلة، عندما تحول الفيلم إلى مسلسل درامي، للمخرج نور الدمرداش الذي اختاره ليلعب دور «ممدوح» أمام كرم مطاوع، وزوز ماضي، ومديحة حمدي، ومديحة سالم، ليجتاز الفتى النحيل هذا الاختبار الصعب، ويجذب انتباه المشاهدين لموهبته في تجسيد هذه الشخصية، بل أثار موجة من التعاطف مع الشاب المغامر إثر تعرضه لحادث أليم.

تقول الناقدة ماجدة خيرالله: «كان صلاح السعدني، الذي تخرج‮ ‬في‮ ‬كلية الزراعة‮ -‬أكبر معمل تفريخ لنجوم التمثيل‮- ‬من أوائل من التحقوا بالعمل في التلفزيون،‮ ‬وشارك بأدوار بسيطة وصغيرة في مسلسلات كان لها دوي مثل ثلاثية‮ «‬الرحيل والضحية والساقية‮»، ‬وإذا تابعت قناة التلفزيون العربي حديثة الإنشاء فستكتشف أنه كان شديد النحافة،‮ ‬ويصعب أن تميزه بسهولة وسط جحافل من كبار نجوم الستينيات،‮ ‬وجاءت فرصته الأولى للانطلاق مع مسلسل «لا تطفئ الشمس» الذي أخرجه نور الدمرداش عن رواية لإحسان عبدالقدوس سبق تقديمها في فيلم سينمائي، لعبت بطولته فاتن حمامة، وشكري سرحان، وأحمد رمزي، وعماد حمدي.

كان الفيلم من إنتاج أحمد رمزي، الذي لعب دور‮ «‬ممدوح‮» ‬الشاب الذي تمرد على قيود أسرته البرجوازية،‮ ‬وقرر أن‮ ‬يشارك في ورشة إصلاح سيارات مع أحد العمال،‮ ‬مما تسبب في أزمة لأسرته التي كانت تعده للتخرج في‮ ‬كلية الهندسة،‮ ‬وتستيقظ الأسرة ذات التقاليد الصارمة على فاجعة وفاة ممدوح في حادث أثناء قيادته للموتوسيكل.

‬تابعت خيرالله: كنت قد قرأت حديثا للروائي الكبير إحسان عبدالقدوس في إحدى المجلات، ذكر فيه أنه بكى بشدة وهو‮ ‬يضع نهاية ممدوح، حتى أن زوجته دخلت عليه مكتبه ووجدته‮ ‬يبكي بحرقة،‮ ‬ولما سألته عن السبب قال لها من بين دموعه‮ «‬ممدوح مات‮».

‬انتقلت حالة الحزن من الرواية إلى الشريط السينمائي، بموت «ممدوح» الذي قام بدوره النجم أحمد رمزي، وكان اختفاؤه قد ترك أثره في الأحداث التالية للفيلم، وعندما تحولت الرواية إلى مسلسل‮ ‬تلفزيوني، ‬ذهب دور ممدوح إلى صلاح السعدني،‮ ‬ليغير مجرى حياته الفنية، ويصبح نقطة الانطلاق إلى الأضواء والشهرة،

يتذكر العمدة تأثير هذا الدور في حياته الفنية، بقوله: «لقد كان عدد الأشخاص الذين‮ ‬يملكون أجهزة تلفزيون في مصر لا‮ ‬يزيد على خمسين ألفاً‮ ‬تقريباً،‮ ‬واستمرت أحداث «‬لا تطفئ الشمس‮» ‬بعد وفاة شخصية ممدوح بأيام،‮ ‬ولم‮ ‬يكن في بالي أن الدور سيترك أثرا في الجماهير، إلى أن جاء‮ ‬يوم كنت مع بعض الأصدقاء في حي الحسين (شرق القاهرة)،‮ ‬وفوجئت برجل وقور ومحترم‮ ‬يقترب مني ويسحب‮ ‬يدي ليقبلها،‮ ‬فشعرت بالدهشة من تصرفه،‮ ‬وأخذ‮ ‬يرجوني أن أذهب معه للمنزل حتى أنقذ طفلته التي أصيبت بحالة نفسية سيئة،‮ ‬بعد وفاة شخصية ممدوح،‮ ‬وفعلا ذهبت معه لكي أقنع الطفلة أن الحكاية مجرد تمثيل، وأني مازلت حياً‮ ‬أرزق‮، ‬وساعتها أدركت أن الجمهور قد تعلق بالشخصية، ومعنى هذا أنه بدأ‮ ‬يتعرف على اسمي‮، ‬فشعرت بالمسؤولية الشديدة».

السعدني ألمح إلى أن شخصية ممدوح في «لا تطفئ الشمس» من الشخصيات الدرامية التي تعيش للأبد، فرغم أنها بسيطة جدا، فإنها شديدة الإنسانية، والعمل يدور حول أسرة مستشار متوفى، وترك خمسة أولاد «3 بنات وولدين» والأم، وبعد عدة فصول قرر إحسان عبدالقدوس أن يختفي ممدوح، لدرجة أنه حين نشر القصة مسلسلة في مجلة «روزاليوسف» تابعها القراء بشغف وحب، ولكن في الحلقة التي مات فيها ممدوح تحول الحب إلى نقمة على المؤلف، وانهالت على إحسان رسائل غاضبة، وحين جسدت الشخصية على الشاشة، انتقل حب الشخصية للجمهور الذي تابع المسلسل».

كان صلاح السعدني من أوائل الفنانين الذين ارتبطت بهم دراما رمضان، في مسلسل «لا تطفئ الشمس» وتوالت أعماله الناجحة في رمضان، وقد عمل مع أجيال من مخرجي الدراما التلفزيونية منهم نور الدمرداش، وإسماعيل عبدالحافظ، ومحمد فاضل، ومن الكتاب أسامة أنور عكاشة، ووحيد حامد، ومحمد صفاء عامر، وعصام الشماع وغيرهم.

يقول العمدة: اعتدت على العمل الشاق في شهر رمضان، منذ مسلسل «لا تطفئ الشمس» وأتذكر أننا اضطررنا إلى تصوير باقي حلقاته على مدار الشهر، ومنذ سنوات طويلة أصور أعمالا خلال الشهر الكريم، مثل «درب ابن برقوق» مع النجمة ميرفت أمين، وغير ذلك أعتبر نفسي في إجازة».

ليالي الحلمية

لم يكن مسلسل «ليالي الحلمية» مجرد مباراة تمثيلية بين النجمين الكبيرين صلاح السعدني (العمدة سليمان غانم) ويحيى الفخراني (الباشا سليم البدري)، بل علامة فارقة في تاريخ الدراما المصرية، وقفزة هائلة في إبداعات الكاتب أسامة أنور عكاشة، والمخرج إسماعيل عبدالحافظ، ليتحول المسلسل بأجزائه الخمسة إلى ملحمة تجسد أهم المراحل التاريخية في مصر الحديثة، وتصبح أيقونة موازية للمؤلفات الأدبية المقروءة، بل الأوسع انتشاراً، لاتكائها على الوسيط المرئي «التلفزيون».

عن دوره في «الليالي» يقول صلاح السعدني: «الممثل في العالم كله لا يترك إلا بصمة أو بصمتين في حياته، وهذا يكفيه جدا، مثلا أنتوني كوين شارك في مئات الأفلام، ونتذكره في «زوربا»، ومحمود المليجي شارك في أكثر من 600 فيلم، ونتذكره في دور «محمد أبوسويلم» في فيلم الأرض، ولكل ممثل عمل يعتز به، وبالنسبة لي أعتز بدور «العمدة» في «ليالي الحلمية» وهذا شيء يسعدني، ولكني شخصياً أحب «حسن أرابيسك» أكثر من «سليمان غانم»، وبذلت في تمثيله مجهوداً كبيراً، ولكن الناس تحب العمدة».

بدأ عرض الجزء الأول من «ليالي الحلمية» عام 1987، وتوالت بقية الأجزاء الخمسة حتى 1995، وشارك فيها كوكبة من النجوم منهم حسن يوسف، ومحسنة توفيق، وصفية العمري، وفردوس عبدالحميد، وسيد عبدالكريم، وسهير المرشدي، وممدوح عبدالحليم، وشريف منير، وآثار الحكيم، وهشام سليم وغيرهم.

صارت أدوار المشاركين في «الليالي» أيقونات في مشوارهم الفني، واشتهر صلاح السعدني بالعمدة، ويحيى الفخراني بالباشا، وصفية العمري بنازك السلحدار، وسيد عبدالكريم بالمعلم زينهم السماحي، وتبادلت فردوس عبدالحميد ومحسنة توفيق شخصية «أنيسة»، وآثار الحكيم وإلهام شاهين دور «زُهرة»، بينما انضم للحلقات ضيوف الشرف النجوم الكبار أحمد مظهر، وهدى سلطان، ويوسف شعبان، وصلاح قابيل.

اعتبر صلاح السعدني أن الأجزاء الخمسة للمسلسل، استوفت غايتها الدرامية، وأن كاتبا بحنكة أسامة أنور عكاشة أدرك أن كتابة جزء آخر لن يكون في مصلحة العمل كله، لاسيما بعد رحيل الكثير من الشخصيات الرئيسية ومن بينهم «العمدة والباشا».

لم يعلق العمدة على الجزء السادس الذي عرض عام 2016، بعد رحيل عكاشة وعبدالحافظ، والذي اعترضته بعض الأحداث المؤلمة، والرحيل المفاجئ للفنان ممدوح عبدالعليم «علي البدري» قبل بدء التصوير، ما أربك فريق العمل، حيث استكمل «الليالي» المؤلفان أيمن بهجت قمر، وعمرو محمود ياسين، والمخرج مجدي أبوعميرة، وقام بالتمثيل بعض نجوم الأجزاء السابقة، مثل صفية العمري، وهشام سليم، وإلهام شاهين، وحنان شوقي.

بدت المقارنة ليست في مصلحة الجزء السادس، رغم ظهوره بمستوى إخراجي جيد، فإنه لم يحقق نسبة مشاهدة عالية عندما عرض في رمضان قبل الماضي، وأعرب بعض النجوم عن ندمهم لخوض هذه التجربة، وكان أكثر المتحمسين لها هو الفنان الراحل ممدوح عبدالعليم، وحسب قول الفنانة إلهام شاهين، إنه اتصل بها قبل رحيله بأيام ليقنعها بالمشاركة في هذا العمل.

تاجر البندقية

مر طالب كلية الزراعة في جامعة القاهرة بتجارب وتيارات مسرحية كثيرة، وتعرف على فنون التمثيل من خلال كتاب «إعداد الممثل» للمخرج الروسي ستانسلافيسكي، وقرأ أعمال سوفوكليس، وشكسبير، وبريخت، وسارتر وغيرهم، ومثل في أعمال كبار كتاب المسرح العربي، مثل نعمان عاشور، وسعدالله ونوس، وميخائيل رومان، والأخير قدم له منذ سنوات مسرحيته «الدخان»، وشاركته البطولة الفنانة الكبيرة سمية الألفي.

ظل النجم الكبير صلاح السعدني يحلم بتجسيد شخصية «شايلوك» في رائعة شكسبير «تاجر البندقية»، ليمضي حلمه بعيداً عن شخصية «هاملت» الأشهر في أعمال الكاتب الإنكليزي، ‬حيث‮ قام مع المخرج جلال الشرقاوي بالإعداد لهذه المسرحية، لافتاً إلى أن الرؤية الجديدة التي‮ ‬ينوي الشرقاوي أن‮ ‬يؤكدها أن قطعة اللحم التي أصر ‮»‬شايلوك‮» ‬المرابي اليهودي‮ ‬على انتزاعها من جسد أنطونيو التاجر الشاب،‮ ‬هي فلسطين. ‮

تحولت الرؤية الرمزية إلى مشروع فني مؤجل، ولكن أحلام الممثل المثقف لم تنته، ولديه الكثير من الأفكار والمشروعات الإبداعية، وقد استرد تفاؤله بعد عودة الأضواء إلى المسرح القومي، وإعادة افتتاحه العام قبل الماضي، مطالباً بالاهتمام بالفرق المسرحية الخاصة، ودعم مسرح الجامعة لاكتشاف المواهب الشابة، مثلما كانت تجربته مع زملائه عادل إمام، وسمير غانم، والضيف أحمد، وجورج سيدهم، ونبيل الهجرسي، وفي مرحلة لاحقة الساحر محمود عبدالعزيز.

صدمة رحيل نور الشريف دفعت السعدني إلى العزلة والصمت

محمود السعدني يلتقي شقيقه الأصغر في «عزبة بنيوتي»

العمدة كان يحلم بتقديم عمل ضخم يشارك فيه أحمد زكي وعادل إمام ومحمود عبدالعزيز

بطل «لا تطفئ الشمس» يزور طفلة ليقنعها أنه مازال حياً

السعدني كان يرى أن الاختيار هو بوصلة الفنان لما يريد أن يكون عليه أمام الجمهور

مسلسل «ليالي الحلمية» شكل علامة فارقة في تاريخ الدراما المصرية
back to top