النجاح... حقّقه بإيقاعك الخاص

نشر في 14-01-2018
آخر تحديث 14-01-2018 | 00:00
No Image Caption
لا يفوت الأوان مطلقاً على تحقيق النجاح! قد يعيش بعض الأشخاص حياة مستقرة وشبه مثالية لكنهم لا يشعرون بالسعادة في داخلهم. هل يجب أن يحاول الناس أصلاً أن ينجحوا في المجالات كافة ويثبتوا جدارتهم في حياتهم المهنية والزوجية والعائلية؟ تشتق هذه النزعة إلى المثالية من القيم التي تترسخ فينا منذ مرحلة مبكرة. لكن أصبح النجاح مفهوماً إلزامياً منذ فترة غير طويلة نسبياً.
بعدما اكتسبت قوة العمل قيمة كبرى، أصبح الشباب ميزة يبحث عنها الجميع. خلال قرن واحد، انقلبت القيم والمعايير كلها وأصبح الشباب المعيار الأساسي للنضج. تتعلق الثورة الأخرى التي غيّرت العقليات السائدة بدكتاتورية الصور التي تنشرها الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي للترويج لحياة حالمة. أصبحنا نمضي وقتنا كله ونحن نقارن حياتنا بحياة النجوم الأثرياء الذين يتمتعون بالجمال والسلطة والنفوذ.

انطلاقاً من تلك الصورة المثالية ظاهرياً، نحاول أن نغير حياتنا لأننا نشعر بأننا نفوّت علينا الكثير إذا لم نصل سريعاً إلى المكانة المرموقة نفسها. تؤدي هذه المقارنة الدائمة إلى نشوء الاكتئاب وتراجع تقدير الذات. لكننا ننسى بذلك أن التميّز في بعض مجالات الحياة يحصل في مراحل متأخرة.

المواهب

يصعب أن نقتنع بهذه الفكرة لأن العصر الراهن يشيد بالمواهب التي تظهر في مرحلة مبكرة. يشكّل مارك زوكربيرغ، مؤسس موقع «فيسبوك»، أبرز مثال في هذا المجال. في خطاب له في عام 2007، أكد الملياردير الشاب الذي كان يبلغ حينها 27 عاماً أن الشباب يكونون أكثر ذكاءً من غيرهم ويكفي، بحسب رأيه، أن ننظر إلى أعمار الأبطال في معظم المجالات. لكن تشير تجارب أخرى إلى أن العمر لا يرتبط بالموهبة أو المهارة الفكرية بأي شكل.

صحيح أن الموهبة المبكرة تحمل بعض الإيجابيات مثل ميل الشباب إلى أخذ المجازفات قبل تأسيس عائلة وزيادة التزاماتهم الشخصية، لكن يتعلق مفتاح النجاح الحقيقي بالشغف والجرأة.

هل يمكن أن تكون الجرأة إذاً أساس النجاح المتأخر؟ يمكن أن نقول إن هذه المسيرة ترتكز بشكل أساسي على بذل جهود حثيثة لتحقيق الرغبات وتطوير المواهب ورسم المصير بغض النظر عن العمر. يجد بعض الأشخاص شركاء حياتهم في عمر متقدم ويجيدون انتظار مكافآت الحياة. باختصار، يجب ألا يتسلل اليأس أبداً إلى حياتنا لأن أحداً لا يعرف ما يخبّئه له المستقبل!

back to top