المال «يشتري» نوعاً محدداً من السعادة

نشر في 14-01-2018
آخر تحديث 14-01-2018 | 00:06
No Image Caption
هل يشتري المال السعادة؟ يعتمد ذلك على مقدار المال الذي تملكه ونوع السعادة الذي تسعى وراءه، حسبما يكشف بحث جديد. غنى لويس أرمسترونغ عام 1945: «إذا سألتني عن رصيدي/ في حسابي المصرفي/ فعليَّ أن أقرّ بأنني لا أوليه اهتماماً».
هل صحيح أننا لا نحتاج إلى المال لنكون سعداء، أم أن هذه مجرد خرافة ابتدعها الأثرياء ليُشعروا الفقراء بالرضا؟

بين هذين النقيضين ربما نعثر على منطقة وسطى، حسبما تكشف دراسة جديدة نُشرت في مجلة Emotion.

تفحص الدكتور بول ك. بيف وجايك ب. موسكوفيتز من جامعة كاليفورنيا بإرفاين مدى المشاعر الإيجابية المرتبة بالمداخيل المتفاوتة واكتشفَا أن المال يشتري أنواعاً مختلفة من السعادة لأناس مختلفين.

الدخل المنخفض مقابل المرتفع

يسأل بيف: «للدخل المرتفع فوائد كثيرة، من بينها تحسّن الصحة والرضا عن الحياة. ولكن هل يرتبط بسعادة أكبر؟».

دفع هذا السؤال الباحثين إلى استطلاع رأي 1519 أميركياً. طلبَا من عينة المشاركين هذه التي تمثل البلاد الإجابة عن أسئلة حول سبعة مشاعر إيجابية تُعتبر بالغة الأهمية لبلوغ السعادة.

شملت هذه المشاعر المتعة، والذهول، والتعاطف، والرضا، والحماسة، والحب، والفخر. وأجاب المشاركون عن أسئلة صُممت لقياس درجة ميلهم إلى اختبار هذه المشاعر.

على سبيل المثال، طُلب من المشاركين تحدي مدى تأييدهم أو رفضهم عبارة: «يولّد الاعتناء بالآخرين شعوراً دافئاً في داخلي»، وذلك بهدف قياس التعاطف.

شملت العبارات الأخرى «أجد متعة في مسائل كثيرة» لقياس المتعة، و«تتملكني مشاعر قوية حيال مَن أستطيع الاعتماد عليهم» لقياس الحب، و«ينتابني شعور جيد عندما أدرك أن الناس يعتبرونني قدوة» لقياس الفخر.

بالإضافة إلى ذلك، طرح فريق البحث على المشاركين أسئلة عن دخلهم الأسري.

تبين أن مَن تمتعوا بدخل أعلى كانوا أكثر ميلاً إلى اختبار مشاعر تركّز على الذات، مثل الفخر، والرضا، والمتعة.

في المقابل، بدا مَن حظوا بدخل أدنى أكثر ميلاً إلى اختبار مشاعر تتمحور حول الآخرين، مثل التعاطف والحب. كذلك كان الأدنى دخلاً أكثر ميلاً إلى الشعور بالذهول والرهبة إزاء الجمال في العالم.

نوع «فردي» من السعادة

يوضح بيف: «تشير هذه الاكتشافات إلى أن الثروة لا تشكّل بالضرورة مرادفاً للسعادة».

يتابع مضيفاً: «يبدو أن الثروة تجعلك أكثر عرضة لأنواع مختلفة من السعادة. صحيح أن الأكثر ثراء ينظرون نظرة أكثر إيجابية إلى إنجازاتهم، ومكانتهم، وما حققوه على الصعيد الفردي، إلا أن الأقل ثراء يعثرون على ما يبدو على مقدار أكبر من السعادة والإيجابية في علاقاتهم وقدرتهم على الاعتناء بالآخرين والتواصل معهم».

إذاً، يتضح أن امتلاك المال يسهّل تحقيق نوع معين من السعادة فحسب.

يشير بيف: «لا تضمن الثروة السعادة، بيد أنها تجعلك أكثر عرضة لاختبار أشكال مختلفة منها، على سبيل المثال، هل تُسرّ بنفسك أم تُسرّ بأصدقائك وعلاقاتك؟».

يضيف: «تُظهر هذه الاكتشافات أن أصحاب الدخل المنخفض يطوّرون أساليب للتكيّف والعثور على معنى، وفرح، وسعادة في حياتهم رغم ظروفهم الأكثر صعوبة نسبياً».

إذاً، عندما غنى لويس أرمسترونغ: «وعندما ينتهي النهار/أسرع كل ليلة/إلى منزل ينتظرني فيه الحب، أعرف/أعتقد أنني رجل محظوظ»، ربما كان يرسم «إستراتيجية سعادة» أو طريقة للتكيّف مع ما كان بالتأكيصد مجتمعاً يصعب العيش فيه آنذاك.

الأقل ثراء يعثرون على مقدار أكبر من السعادة
back to top