الحساسيّة لدى طفلك... هكذا تتصدّين لها

نشر في 13-01-2018
آخر تحديث 13-01-2018 | 00:02
No Image Caption
هل يعاني طفلك الحساسية، فيبدو متعباً غالباً ويلازمك القلق عليه. إليك معلومات ضرورية حول كيفيّة إدارة تفاعلات الحساسيّة لديه.


1. استشيري طبيب الأطفال:

من المهمّ أن تزوري طبيب طفلك، فينصحك أحياناً بإجراء اختبار الحساسية لاكتشاف أساس المشكلة وتكييف العلاج وفق احتياجات صغيرك. يعتقد بعض المرضى أنّ كل مشكلة يواجهها يكون سببها حساسيّة من الأكل، وهذا أكثر مفهوم خاطئ يواجهه الأطبّاء في مجال الحساسية.

قبل التوجّه إلى الطبيب، احرصي على تسجيل الأعراض التي يمرّ بها طفلك ووقت ورودها وما الذي يبدو أنّه يهدّئه، في حال وجوده. دوّني أجوبة عن أسئلة مثل: هل أعراض طفلك تصيبه في المنزل كما خارجه؟ هل يعانيها أكثر خلال الليل أم النهار؟ هل يستيقظ صباحاً والأعراض ترافقه؟ هل تعتقدين أنّ نوعاً معيّناً من الطعام أو الشراب يحفّز ظهور أعراضه؟

في بعض الحالات، يؤثّر رد الفعل التحسّسي في مختلف أجزاء الجسم، وأبرز الأعراض المشتركة: حكّة في العينين، ودموع، وعطس، وانسداد الأنف أو سيلانه، وحكّة في الفم وتورّمه، أو في الحنجرة. أمّا الحساسية التي تصيب الجهاز الهضمي فتؤدّي إلى آلام في المعدة وتقيّؤ وإسهال، وتظهر أحياناً على البشرة بشكل طفح أو شرى أو التهاب جلد تأتبي. كذلك تصيب مسبّبات الحساسيّة الرئتين، ما يؤدّي إلى الصفير أو السعال أو الربو، أو الجهاز العصبي المركزي، ويسبّب صداعاً وانفعالاً وتعباً وتشنّجات.

2. أجري الاختبار:

ثمّة فحوص تكتشف الحساسيّات، سواء كانت ناتجة عن عثّ الغبار أو وبر الحيوانات، أو جراثيم العفن، أو حبوب اللقاح، أو أنواع معيّنة من الأطعمة، أو لدغات بعض الحشرات، أو مواد كيماويّة، أو حتّى بعض الأدوية.

حين يعاني الطفل حساسيّة، يخضعه الخبراء لاختبارات وخز الجلد وفحوص دم للغلوبيولين المناعي «هـ»، التي نالت موافقة المتخصّصين، ويبقى ذلك رهن بقرار الطبيب. تتطلّب السيطرة على الحساسية تحديداً دقيقاً للمسبّبات، وإدارة لنمط الحياة لتجنّبها وحمل أدوية مسعفة في حال كان ردّ الفعل التحسّسي خطيراً.

انتبهي من الخلط بين الحساسيّة على الطعام وبين عدم تحمّله! في الأوّل يتفاعل الجهاز المناعي في وجه طعام غير مؤذ. أمّا في الثاني، فيمرّ الجسم بتفاعل كيماويّ جرّاء تناول طعام أو شراب معيّنين. يستحسن إجراء الفحوص اللازمة لأنّ عدم تحمّل الطعام لن يظهر في اختبار الحساسيّة. كذلك تأخذ أعراضه (الصداع والإسهال والشريّة) وقتاً أطول عموماً لتبدأ بالظهور، مقارنةً بأعراض الحساسية.

تشمل فحوص الحساسيّة:

- اختبار وخز الجلد:

ينصّ على وضع قطرات مما يشتبه بكونها مسبّبات الحساسيّة على ذراع الطفل وأحياناً على ظهره، ثمّ وخز البشرة قليلاً بواسطة إبرة عبر كلّ قطرة. وتُحدّد الحساسيّة تجاه مسبّب ما من خلال تقرّح أحمر اللون ومرتفع عن البشرة يسبّب الحكّة.

- فحوص الدم:

تُستخدم لأجسام «الغلوبين المناعي هـ» المضادّة الخاصّة بالحساسيّة. يعتبر فحص الدم بديلاً مفيداً عندما يكون اختبار وخز الجلد مستحيلاً.

- اختبارات الرقع:

تعتبر مفيدة في حالات التهاب الجلد بسبب الحساسيّة. توضع عيّنة من المادة على الظهر وتُغطّى بواسطة شرائط لاصقة، ثمّ تخضع المنطقة للرقابة مدّة يومين أو أربعة أيّام لرؤية ما إذا سيحدث تفاعل فيها.

- اختبار المعايرة التسلسليّة:

تساعد تقنيّة اختبار البشرة هذه في تحديد جرعة العلاج المناعي الضروريّة لطفلك.

- الأنظمة الغذائيّة الاستبعاديّة واختبارات التحدّي:

طوال بضعة أسابيع عموماً، يتّبع طفلك نظاماً غذائيّاً استبعادياً يشمل تجنّب أطعمة معروف أنّها تسبّب الحساسية. إذا قلّت الأعراض، تُضاف الأطعمة، الواحدة تلو الأخرى، في ظلّ رقابة محكمة، ليتمكّن الطبيب من تحديد الأطعمة المحفّزة للتفاعلات.

3. ابدئي بالعلاج:

ثمّة ثلاثة أنواع أساسيّة لعلاج الحساسيّة: الصيغ غير الطبية أو الأدوية أو العلاج المناعي. يصف الطبيب أو الخبير بالحساسيّات الأدوية المناسبة لطفلك ويفسّر لك عن الجرعة التي عليه تناولها وعدد المرّات في اليوم، واضعاً حدّاً للأعراض الجانبيّة أو مخفّفاً ظهورها.

- تقليل مسبّبات الحساسيّة أو تجنّبها:

إنها استراتيجيّة مهمّة لتجنّب تفاعلات الحساسيّة وتقليل الأعراض. رغم أنّ تفادي بعض المسبّبات كحبوب اللقاح أو عثّ الغبار، أمر صعب، فيستطيع طفلك المصاب بالحساسيّة تجاه وبر الحيوانات أن يخفّف ملامسة الأخيرة الشاردة أو حتّى الأليفة الموجودة في المنزل. كذلك يُفضّل الابتعاد عن تناول الأسماك الصدفيّة في حال الحساسيّة تجاهها. يقول الخبراء إنّ الأهل عاجزون عن السيطرة على الحساسيّة لكنّهم قادرون على توخّي الحذر وتجنيب طفلهم التعرّض للمسبّبات، كذلك يمكنهم حمل الأدوية المسعفة دائماً معهم في حال كانت نوبة الحساسيّة حادّة.

- الصيغ غير الطبية:

تتوافر العلاجات الأساسيّة المخفّفة للأعراض الطفيفة في الصيدليّات وبعض محلّات السوبرماركت، وتشمل بخّاخات الأنف أو غسوله لعلاج الأعراض الطفيفة، كانسداد الأنف، وحمّى القشّ.

- الأدوية:

يشيع استخدام مزيلات الاحتقان الأنفي ومضادات الهيستامين ضد الحساسيّة، فيساعدان في تخفيف العطس والحكّة وأعراض انسداد الأنف أو سيلانه. وتعمل أدويةٌ أخرى كالكورتيكوستيرويد على منع الالتهاب الذي يؤدّي إلى أعراض مزعجة.

- العلاج المناعي:

ينصح به الطبيب في حال كان طفلك يعاني حساسيّة حادّة ومستمرّة لا يمكن السيطرة عليها بأيّة طريقة أخرى. يشمل العلاج إعطاء المريض، على مدى سنوات عدّة، جرعات صغيرة من وقت إلى آخر من مسبّبات الحساسيّة، إمّا على شكل حقن أو قطرات أو أقراص توضع تحت اللسان. يهدف هذا العلاج إلى مساعدة جسم طفلك في التعوّد على المسبّبات كي لا يتفاعل معها بحدّة.

لن يشفي هذا العلاج الحساسيّة بالضرورة لكنّه على الأقلّ يخفّف حدّة التفاعلات، من ثمّ يستطيع طفلك تناول أدوية أقلّ.

مسببات الحساسية الأكثر شيوعاً:

إليك سبعة عناصر تسبّب 90% من حالات الحساسيّة:

1. أطعمة: الأسماك الصدفيّة والبيض والسمك والحليب والفستق والجوزيّات (اللوز والكاجو والجوز الأميركي والعادي) والسمسم ومنتجات الصويا.

2. نباتات: حبوب اللقاح من الأعشاب والنباتات.

3. عفن: الفطر وجراثيم العفن.

4. حشرات: عثّ الغبار وسمّ النحل والقراد والنمل والدبابير.

5. وبر الحيوانات: وبر الحيوانات الأليفة، كالقطط والكلاب، وتقشّرات جلدها.

6. مواد كيماويّة: الصناعيّة منها والمنزليّة، والمنتجات الكيماويّة كمطّاط المرشوش.

7. أدوية: تشمل أدوية الوصفات الطبّيّة كالبنسلين (وهو أكثر سبب شائع للحساسيّة المفرطة الناتجة عن الأدوية)، وتلك التي لا تحتاج إلى وصفة كالأسبرين ومستحضرات الأعشاب الطبّيّة.

السيطرة على الحساسية تتطلّب تحديداً دقيقاً للمسبّبات

احملي معك أدوية مسعفة لاستعمالها إذا كان ردّ الفعل التحسّسي خطيراً
back to top