خاص

مصر| عمرو لـ الجريدة•: إيران تتدخل في شؤون الدول... والحوار معها صعب

وزير الخارجية الأسبق: العائدون من سورية يهددون أمن مصر... والإصلاح الاقتصادي تأخر منذ عهد السادات

نشر في 13-01-2018
آخر تحديث 13-01-2018 | 00:04
وزير الخارجية المصري الأسبق محمد كامل عمرو
وزير الخارجية المصري الأسبق محمد كامل عمرو
أكد وزير الخارجية المصري الأسبق محمد كامل عمرو، أن العائدين من سورية يشكلون خطراً كبيراً على الأمن القومي المصري، معتبراً أنه سيكون إنجازاً كبيراً الحفاظ على سورية دون تقسيم، لافتاً في الشأن الداخلي إلى أن قرارات الإصلاح الاقتصادي تأخرت كثيراً منذ عهد الرئيس أنور السادات.
وأضاف عمرو في مقابلة مع «الجريدة» أن فرص الحوار مع إيران «صعبة»، بسبب تدخل طهران في شؤون دول المنطقة... وفيما يلي نص المقابلة:

• برأيك لماذا لا تحدث علاقات بين مصر وإيران؟، وهل هناك فرص لحدوث حوار بين البلدين؟

- لا أحد ينكر أن إيران دولة كبيرة ومهمة، لكن فرص الحوار صعبة مع طهران، فإيران تتدخل في شؤون الكثير من الدول، وهذا يضر بمصالح هذه الدول، بالإضافة إلى دعمها المستمر لتنظيمات تساهم في الإضرار بالأمن القومي العربي، والخليجي بشكل خاص، وكذلك تستغل الأمور الدينية والعقائدية في سياستها الخارجية، وهذا أمر مرفوض بالنسبة لمصر، لأن مصر دولة معتدلة دينياً، لذلك لن يكون هناك حوار أو علاقات مع طهران.

• كيف ترى التأثيرات الإقليمية التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط على مصر؟

- ما يحدث في المنطقة مقلق جداً، ويؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي المصري، وعلى رأس هذه التأثيرات، ما يحدث في سورية وليبيا ودول حوض النيل، وأرى أن الأمن المائي من أخطر تحديات الأمن القومي.

• ما تقييمك للدور المصري في التعامل مع هذه الملفات الحساسة؟

- مصر تقوم بدور كبير في التعامل مع الملفات الخارجية، والدبلوماسية المصرية أصبحت أكثر قوة من ذي قبل، بفضل القيادة السياسية والتعامل المصري مع ملفي سورية وليبيا جيد جداً، ومصر تحافظ على أمنها القومي من خلال وضع أسس وقواعد، وتتداخل في هذه الملفات الخارجية للحفاظ على التوازن في المنطقة، والحفاظ على المنطقة العربية بشكل خاص، لكن مصر تواجه تحديات كبرى، بسبب ما تشهده المنطقة من أحداث، وسيكون إنجازاً كبيراً الحفاظ على سورية دون تقسيم.

• إلى أي مدى يشكل العائدون من سورية خطراً على مصر خلال الفتره المقبلة؟

- العائدون من التنظيمات الإرهابية عموماً يمثلون الخطر الحقيقي القادم على مصر، ويجب وضع استراتيجية لمواجهتهم، خصوصا أن الكثير منهم انتقلوا إلى ليبيا، وعلى الدولة أن تجمع بيانات كاملة عن هذه العناصر الإرهابية الموجودة في الخارج، والأجهزة الأمنية المصرية قادرة على مواجهة هذه التنظيمات، لأن لديها معلومات كاملة عن الذين سافروا وانضموا لجماعات إرهابية.

• كيف ترى أزمة سد النهضة في ظل تعنت الجانب الإثيوبي؟

- إثيوبيا استغلت ثورة 25 يناير 2011، وسارعت في بناء سد النهضة، وهو حالياً من أكبر السدود في العالم، وإثيوبيا تعمدت تضييع الوقت عبر المفاوضات، وتعطيل عمل المكاتب الفنية، وعدم الأخذ بتقاريرها، وتنامت سعة السد من 11 مليار متر مكعب من المياه إلى 72 ملياراً، وبالتالي كان من الضروري وقف أعمال البناء إلى حين الوصول إلى اتفاق مع مصر، وأن تحصل القاهرة على ضمانات لحفظ حقوقها التاريخية في مياه النيل.

• هل ترى أن أمننا المائي في خطر؟

- الأمن المائي لمصر هو أمن قومي وقضية حياة أو موت، ومصر لن تتنازل عن حقوقها في المياه، وأرى أن أمننا المائي في خطر لعدة أسباب، أبرزها سد النهضة وتغير المناخ الذي أدى إلى ارتفاع منسوب مياه البحر عن الدلتا، كما تراجع نصيب الفرد من المياه بسبب النمو السكاني، لكن رغم كل ذلك هناك محطات لتحلية المياه يتم تنفيذها حالياً، ما يعكس إيلاء القيادة السياسية في مصر أهمية قصوى لملف المياه.

• ماذا عن دور وزارة الخارجية في ملف سد النهضة؟

- وزارة الخارجية كان دورها تأكيد أن الدولة المصرية قوية، حيث بعثنا برسالة إلى دول العالم، مفادها أن أي قروض لتمويل بناء سدود على النيل أمر مرفوض، ومصر ستتعامل تجاه ذلك بكل حزم، وسنعتبر ذلك أنه أمر عدائي ضد مصر، وبالفعل الكثير من الدول رفضت تمويل سد النهضة أو إعطاء قروض لإثيوبيا، والبنك الدولي أصدر مرسوماً قانونياً يمنع إقامة السدود على ممر مائي دولي إلا بموافقة كل الدول الواقعة عليه، ويرجع الفضل في هذا المرسوم للمستشار القانوني النائب الأول لرئيس البنك الدولي خلال فترة التسعينيات إبراهيم شحاتة، ورغم تعاطف رئيس البنك الدولي مع إثيوبيا، فإن المرسوم أصبح مُلزماً، واتجهت إثيوبيا إلى الحصول على قروض من الشركات الخاصة.

• كيف ترى قرارات الإصلاح الاقتصادي في مصر؟

- قرارات جريئة، لجأت إليها الحكومة المصرية، لأنها قرارات ضرورية للنهوض بالوطن، وقد تأخرت كثيراً، إذ كان يجب اتخاذ هذه القرارات منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات، ورغم تعاقب الحكومات فإنه لم تستطع حكومة واحدة اتخاذ قرارات إصلاحية، بينما الحكومة الحالية مجبرة على اتخاذ هذه القرارات الاقتصادية.

• كيف ترى الأزمة المصرية- القطرية. وإلى أين تتجه في ضوء موقف الرباعي العربي؟

- قطر دعمت جماعات إرهابية، واحتضنت عناصر إخوانية، بخلاف التحالف مع إيران والعمل على زعزعة استقرار بعض دول الخليج، ولن تتراجع دول المقاطعة الأربع عن موقفها إلا إذا أثبتت الدوحة حسن النية بالتوقف عن دعم الإخوان، والتنسيق مع إيران وتركيا.

back to top