طفلك يرفض تناول بعض الأطعمة؟ إليك البدائل

نشر في 12-01-2018
آخر تحديث 12-01-2018 | 00:00
No Image Caption
كرنب بروكسيل، وسبانخ، وسمك القاروس، والحليب... كم هي طويلة لائحة الأطعمة التي لا يحبّها طفلي! فأية أطعمة أستبدل بها كي يحصل جسمه على الفيتامينات والمعادن التي يحتاج إليها؟
«لا أحبّ هذا»، و{لا أريد من ذاك» و{أكره هذا الطعام»... سمعت كلّ أمٍّ في العالم هذه العبارات وهي تقدّم لطفلها طبق غراتان السلق أو السلطة الخضراء، أو حساء العدس، علماً بأنّه لا يرفض أبداً تناول الشوكولاتة!

بعد الولادة، يعتاد الرضيع غذاء واحداً وهو حليب الأمّ، أو حليب الأطفال، اللذين يميزهما طعمهما الحلو قليلاً، فيبدأ منذ الصغر بالاستمتاع به. ويعتبر الخبراء أنّه كان سيفضّل الطعم المالح لو كان حليب الرضاعة مالحاً. في المقابل، يرفض الطعمين المرّ والحامض لأنّهما في الطبيعة عادةً يدلّان على أطعمة سامّة.

تشير دراسة في جامعة «يايل» الأميركيّة إلى احتمال أن يكون دماغ الأطفال مبرمجاً لتجنّب النباتات غير المعروفة والسامّة، والتي تكون غالباً خضراء اللون، تماماً كالخضراوات!

كوني مثلاً يحتذي به

من الصعب أن تجبري طفلك على تناول الخضراوات، أو السمك، أو شرب الحليب، إذا لم يرك تستهلكينها بنفسك. إذاً حتّى لو كنت لا تحبّذين هذه الأطعمة، تذوّقيها تماماً كما سيفعل طفلك!

ابدئي بالتنويع الغذائي بين عمر أربعة وستّة أشهرٍ بالخضراوات، لا بل بالفاكهة ذات الطعم الحلو الذي يحبّه. واجلسي إلى مائدة الطعام وقدّمي له الأطعمة التي تتناولينها ولكن بكمّيّةٍ أصغر.

يكره الخضراوات الخضراء:

بازلّاء وسبانخ وبروكولي وكرنب بروكسيل وفاصوليا خضراء... يعقد حاجبيه إزاء هذه المأكولات حتّى لو قلت له إنّ الفاصوليا بطاطا مقليّة ولكن خضراء، فمستحيل خداعه! تحتوي الخضراوات الخضراء اللون على الفيتامين C والألياف والكاروتينات والفلافونويد... كلّها مواد تسهّل حركة الأمعاء وتعزّز النمو السليم. كذلك تؤدّي هذه الأطعمة دوراً في غاية الأهمية للجهاز العصبي بفضل احتوائها على الفيتامين B9 أو حمض الفوليك، وللنظر بفضل الفيتامين A. يقول اختصاصيّو التغذية إنّ رفض هذه الأطعمة يزيد من احتمال الإصابة بالإمساك. مع هذا، لا داعي للقلق لأنّ طفلك ينال هذه المواد من خضراوات وفاكهة أخرى.

• ماذا تقدّمين له بدلاً منها؟ الذرة أو الجزر أو القلقاس المهروسة، أو كمبوت المانغا أو الكيوي أو الخرما أو الموز.

• وصفة شهيّة: شراب السموذي الأخضر: قطّعي موزة إلى شرائح وضعي عليها عصير الليمون. اغسلي أوراق سبانخ وبضعة أغصان بقدونس، ثمّ أعصري حبّة برتقال واحتفظي بالعصير. أخيراً، ضعي المكوّنات كلّها في الخلّاط وامزجيها سوياً.

يرفض تناول السمك:

يوفّر السمك لطفلك البروتين الذي يسهم في نموّ عضلاته، لكنّك تجدينه أيضاً في اللحوم والبيض ومنتجات الألبان. بالإضافة إلى هذا، تبقى احتياجات طفلك إليه ضئيلة: من 10 إلى 15 غراماً من عمر ستّة أشهر إلى ثلاث سنوات، ثمّ من 15 إلى 27 غراماً في اليوم إلى عمر العشر سنوات.

يُعتبر السمك مهمّاً لاحتوائه خصوصاً على حمض DHA الدهني الذي ينتمي إلى فئة الأوميغا 3 والأساسي للتطوّر المعرفي السليم لدى طفلك وصحّة نموّ قلبه وشبكتي عينيه. نذكر أنّ الاحتياجات اليوميّة منه تصل إلى 70 مليغراماً بين عمر السنة والثلاث سنوات، وإلى 125 ملّيغراماً بين ثلاث وتسع سنوات. يحتوي السمك أيضاً على الفيتامين D الضروري لامتصاص الكالسيوم، وتقدّر النسبة التي يحتاج إليها طفلك منه بنحو عشرة ميكروغرامات حتى عمر الثلاث سنوات، ثمّ خمسة ميكروغرامات يومياً.

• ماذا تقدّمين له بدلاً منها؟ يصعب تغطية حاجة طفلك إلى الحمض الدهني والفيتامين D من دون تناول الأسماك. ولكن يقترح عليك اختصاصيّو التغذية أن تقدّمي له البيض أو 500 غراماً من جبنة الإمنتال أو 200 غراماً من رقائق الذرة بالسكّر الغنيّة بالفيتامينات والمعادن، ليحصل على خمسة ميكروغرامات يومياً من الفيتامين D.

• نصائح في المطبخ: من الجيّد أن يستمرّ طفلك في تناول حليب النمو حتى بعد أن يتجاوز عمر الثلاث سنوات. وإلّا، بالتناوب مع الزبدة، تبّلي أطباقه بخلطةٍ من أربعة زيوت نباتيّة (دوّار الشمس والسلجم وزيت بذور العنب والزيتون) تحتوي على الفيتامين D3 أو بالزيت المناسب للأطفال من عمر أربعة إلى 36 أشهراً أو ذلك المخصّص للأطفال من ثلاث إلى تسع سنوات. حاولي أيضاً إدخال السمك في اليخنات أو قدّميها ضمن طبق الغراتان.

يرفض الخضراوات النيئة:

الفجل المملّح والطماطم والخيار... مقطّعة إلى أصابع أو مكعّبات أو دوائر. مهما فعلت، يبعدها طفلك من صحنه، رافضاً تناولها. تؤدّي الخضراوات النيئة، التي يمكنك استبدال بها حصّة من الفاكهة، دوراً أساسيّاً في تعزيز الجهاز المناعي لطفلك بفضل احتوائها على الفيتامين C والحدّ من خطر الإصابة بالعدوى، خصوصاً أمراض الأنف والحنجرة والأذنين خلال فصل الشتاء. أمّا حاجة طفلك إلى هذا الفيتامين فتتراوح بين 60 ملّيغراماً بين عمر سنة وثلاث سنوات، و90 ملّيغراماً بين سبع وتسع سنوات.

• ماذا تقدّمين له بدلاً منها؟ تكفي حبّة كيوي في الصباح مثلاً لسدّ حاجته إلى الفيتامين C، أو كمبوت المانغا النيئ أو الليتشي.

• نصائح في المطبخ: زيّني أطباق طفلك بالبقدونس الغني بالفيتامين C وأضيفي التوت البرّي المجلّد في الكمبوت أو الزبادي أو مع الجبنة غير المملّحة.

لا يشرب الحليب:

لا يعتبر طفلك وعاء الحليب في الصباح فطوره المفضّل، حتّى بعد إضافة بودرة الشوكولاتة إليه أو تقديمه له في زجاجة الرضاعة. لكنّ الخبراء يشدّدون على ضرورة شرب الحليب وتناول منتجات الألبان لأهمية نسبة الكالسيوم العالية فيها. يُنصح بالحصول على 500 ملّيغرام من هذا المعدن من عمر سنة إلى ثلاث سنوات، و700 ملّيغرام من أربع إلى ستّ سنوات، و900 ملّيغرام من سبع إلى تسع سنوات.

ماذا تقدّمين له بدلاً منها؟ إذا كان يرفض الحليب فحسب، فالأمر سهلٌ ويكمن في إعطائه الأجبان القابلة للدهن أو نصف كوبٍ من الزبادي الذي يحتوي عموماً على 100 ملّيغرامٍ من الكالسيوم. في المقابل، إذا كان طفلك يرفض تناول منتجات الحليب كلّها، فالأمر يزداد تعقيداً لأنّ المأكولات الأخرى لا تحتوي إلّا على نسبٍ ضئيلةٍ من الكالسيوم: بين 30 و50 ملّيغراماً لكلّ 100 غرامٍ من لبّ البرتقال أو الجزر المطبوخ أو الفاصوليا الخضراء أو البازلّاء. أمّا بالنسبة إلى عصير الخضراوات (كالصويا مثلاً) الغني بالكالسيوم، فيمكن تقديمه للأطفال الذين تخطّوا الثلاث سنوات من العمر، وليس للأصغر سنّاً لأنّ أنواع العصير كلّها لا تقدّم المغذّيات الضروريّة. أخيراً، تحتوي الثمار الزيتيّة كالبندق واللوز على الكالسيوم أيضاً بشرط ألّا يكون الطفل يعاني حساسيّةً تجاهها.

• نصائح في المطبخ: قدّمي له غراتان الخضراوات مع صلصة البيشاميل أو أضيفي قليلاً من الجبنة الذائبة إلى البطاطا المهروسة أو الحساء من دون التأثير في الطعم. وحضّري له الفطائر والكعك.

الرهاب الغذائي: مربك ولكن طبيعيّ

يرفض نحو 70% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنتين والعشر سنوات في مرحلةٍ ما اكتشاف أطعمةٍ جديدةٍ بالنسبة إليهم.

ترتبط هذه الحالة غالباً بمرحلة المعارضة حينما تكون كلمة الطفل المفضّلة «لا»، وتدوم من بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر يرفض خلالها تذوّق أطعمةٍ جديدةٍ أو يتوقّف عن التلذّذ بتلك التي كان يحبّها. كيف تتصرّفين؟

المهمّ ألّا توبّخيه أو تجبريه على تناولها، بل أظهري له كم تحبّينها وذكّريه بكم كان يفضّلها. وإذا أصرّ على موقفه، دعيه ينتظر الطبق التالي.

قدّمي له الأطعمة التي تتناولينها ولكن بكمّيّةٍ أصغر
back to top