آمال : هذا الأعرابي ليس وحيداً

نشر في 09-01-2018
آخر تحديث 09-01-2018 | 00:18
 محمد الوشيحي مع كل تخبيصة تقوم بها حكومتنا، أو حكومات أشقائنا العربان، يخرج لنا "الأعرابي" من تحت الأرض، ليبرر للحكومة تخبيصها وفسادها، من دون أن ينسى تقريع وهجاء البسطاء المتضررين منها.

لديه مقولة واحدة لا يفتأ يكررها ويعلكها ويمضغها قبل أن يبصقها على هيئة حكمة: "قيل لأعرابي - هنا يتحدث عن نفسه - لقد أصبح الرغيف بدينار، فقال ما ضرني حتى لو أصبحت حبة القمح بدينار، سأعبد الله كما أمرني ليرزقني كما وعدني".

هو لا يخرج إلا في الأزمات والنكبات التي تحل بالبسطاء. هو أحد أسلحة الحكومات الفاسدة الفاشلة الكاذبة الخاطئة. هو ملعون جدف، وقيل بل ملعون صفحة. ينهب فاسدو السلطة أموالك فيحتضن السلطة في عباءته ويهاجمك أنت.

وكنت أظن أن هذا الأعرابي عربي، لكن الثورة الإيرانية الأخيرة أظهرته في صف السلطات الإيرانية أيضاً. فعرفنا أن له شقيقاً في إيران، يتطابق معه في الصوت والصورة والفكر والخسة.

وقد قلت سابقاً، في هذه الصحيفة، ما معناه: "لمَ لا نجد أعرابياً في أوروبا، ولا أعرابياً يابانياً، ولا أعرابياً في الدول ذات الديمقراطية الحقيقية؟"، الإجابة: لأن الشعوب هناك تعرف كيف تسحب المسؤولين الفاسدين من ياقات قمصانهم، والأعرابي يخشى هذه النوعية من الناس. والسلام عليكم.

back to top