واحسرتاه على فلسطين!

نشر في 08-01-2018
آخر تحديث 08-01-2018 | 00:14
 صالح القلاب عندما يَجمع حسن نصر الله، وفي هذا الوقت في مقره بضاحية بيروت الجنوبية، كل فصائل المقاومة الفلسطينية الفعلية والوهمية، فإن هذا يعني أنه في وضع "لا يسر الصديق ولا يغيظ العدا"، وأنه وقد ازداد الضغط على عنقه، وأصبح محاصراً بتهم الاتجار بالمخدرات غدا بحاجة إلى هذا الهروب إلى الأمام، فالتفاف هذه الفصائل حوله يُظهر أنه استهدف بهذه الاتهامات لأنه يقود "الجهاد" ضد "العدو الصهيوني"، وأن وجود ميليشياته في سورية دفاعاً عن نظام بشار الأسد هو عنوان تحرير فلسطين السليبة، ومن النهر إلى البحر.

ليس مهماً أن تأتي "الصاعقة"، التي كان اسمها ذات يوم بعيد "طلائع حرب التحرير الشعبية"، والتي هي مجرد قيادة بلا قواعد لتلبية نداء نصرالله ومعها الجبهة الشعبية – القيادة العامة وأسماء أخرى من تنظيمات لا مهمة لها إلا إصدار البيانات التي تطلبها الأجهزة الأمنية السورية، وهنا فإن العتب، إذا كان لابد من العتب، هو أولاً على حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وأي فتح لا نعرف لأن هناك شيئاً وهمياً اسمه "فتح" الانتفاضة، وثانياً على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي لا تزال ذكرى الدكتور جورج حبش العطرة، ومعها ذكرى غسان كنفاني، وأبو علي مصطفى، عالقة بها، ومع هؤلاء بالطبع الأمين العام الثالث لهذا التنظيم، الذي له كل التقدير والاحترام، أحمد سعادات، الذي مرت عليه سنوات طويلة في زنازين السجون الإسرائيلية.

وما ينطبق على الجبهة الشعبية ينطبق على الجبهة الديمقراطية، وعلى جبهة التحرير الفلسطينية، الموجودة ولو اسمياً في رام الله، والتي لم تستدع إلى ضاحية بيروت الجنوبية، مثلها مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وحركة الجهاد الإسلامي، إذ إنه أمر طبيعي أن تكون هاتان الحركتان من أصحاب البيت الإيراني، ومن مقلدي حسن نصر الله، الذي هو مقلد بإخلاص شديد لمرشد الثورة علي خامنئي.

إن كل هذه التنظيمات تعرف أن ميليشيات حسن نصر الله ليست لها علاقة بفلسطين، ولا بمواجهة "العدو الصهيوني"، وأنها منذ سبعة أعوام تحولت إلى مجموعة مذهبية متخصصة في سحق جماجم الأطفال السوريين، وقتل أبناء الشعب السوري، بدوافع طائفية حقيرة فعلاً، ومشاركة الميليشيات الإيرانية والعراقية في تدمير المدن والقرى السورية.

لقد استدعى حسن نصر الله هذه الفصائل الفلسطينية، والمقصود هنا تحديداً حركة فتح، والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية، في هذه الفترة بالذات، من أجل الهروب من تهمة الاتجار بالمخدرات التي غدت تطارده حتى "ضاحيته" الجنوبية، ومن أجل إظهار الشعب الفلسطيني كمؤيد لطهران، التي تنتفض فيها الآن الجماهير الإيرانية لإسقاطهم... وحقيقة إن هذا ليس غير جائز فقط، بل هو معيب أن يُحشر اسم فلسطين المقدسة في خندق النظام الإيراني الذي يتباهى قادته ورموزه بسيطرته على أربع عواصم عربية.

على هؤلاء الذين ذهبوا إلى ضاحية بيروت الجنوبية أن يعرفوا أن قوات حسن نصر الله، التي يدعي أنه سيحرر بها فلسطين، تحاصر الآن وإلى جانب الميليشيات الإيرانية المذهبية غوطة دمشق الشرقية، وتسحق بقذائف مدافعها جماجم أطفال حرستا، وتمزق بشظايا قنابلها أجسادهم... وهذا بالتأكيد ترفضه فلسطين، ويرفضه الشعب الفلسطيني المجاهد العظيم.

back to top