حصى الصفراوية... النوبات والعلاجات

نشر في 06-01-2018
آخر تحديث 06-01-2018 | 00:00
No Image Caption
تُعتبر نوبة حصى الصفراوية أكثر انتشاراً بين النساء، إلا أن الرجال معرضون لها أيضاً.
لا يشغل مرضى حصى الصفراوية (المرارة) تفكيرهم بحالتهم إلى أن يعانوا نوبة الألم الحاد التي تسببها. يذكر الدكتور وليام بروج، المدير السابق لقسم التنظير البطني في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: «تحدث هذه النوبة عموماً بعد تناول الطعام، وخصوصاً إن كانت الوجبة غنية بالدهون أو الكولسترول. وقد تدوم بين 30 دقيقة وساعتين أو أكثر».

تبدأ النوبة غالباً في الجانب العلوي الأيمن من البطن وتمتد إلى الظهر لتبلغ منطقة ما بين عظم الكتفين وتحت الكتف اليمنى. كذلك تترافق هذه النوبة أحياناً مع الغثيان والتقيؤ.

يشدد الدكتور بروج على ضرورة عدم تجاهل هذه النوبات أو الاكتفاء بتحملها. «فتشكل نوبات حصى الصفراوية إشارة تحذيرية إلى مضاعفات خطيرة محتملة في الصفراوية»، وفق الطبيب.

كيف تتشكَّل؟

تتكون حصى الصفراوية عندما ترتفع نسبة الكولسترول في الصفراء (عصارة المرارة)، وهو سائل يفرزه الكبد لهضم الدهون. تُخزّن الصفراوية، ذلك العضو الشبيه بالإجاصة تحت الكبد، سائل الصفراء وتطلقه خلال عملية الهضم.

بمرور الوقت، تشكّل النسبة الفائضة من الكولسترول بلورات تتكتل معاً وتتحول إلى حصى. ويختلف حجم هذه الحصى باختلاف المريض. فيتراوح بين حصاة بحجم حبة رمل وأخرى بحجم كرة غولف، إلا أنه يكون عموماً بحجم حصاة بحر صغيرة.

تحدث نوبة حصى الصفراوية عندما تصبح هذه الحصى كبيرة الحجم أو كثيرة العدد، فتعوق تدفق الصفراء الطبيعي. يقول الدكتور بروج: «لا ينجم الألم عن الحصى بحد ذاتها، بل عن تشنجات الصفراوية التي تحاول تمرير الصفراء».

بالإضافة إلى ذلك، إن علقت كمية كبيرة من الصفراء في الصفراوية، تلتهب. «ومن الممكن أيضاً أن يرتد سائل الصفراء عائداً إلى الكبد. فيدخل مجرى الدم ويسبب اليرقان، وهي حالة تكتسب خلالها البشرة والمنطقة البيضاء من العين لوناً ضارباً إلى الصفرة». أما أعراض اليرقان الأخرى، فتشمل التعرق، ونوبات البرد، وحمى معتدلة، وبولاً أصفر داكناً. وإن عانيت أياً من هذه الأعراض أو صارت نوبات حصى الصفراوية أكثر وتيرة وحدة، فمن الضروري الحصول على رعاية طبية فورية.

قيّم عوامل الخطر

إن نجحت في تفادي حصى الصفراوية حتى اليوم، فلا تظن أنك محصن ضدها. تُعتبر هذه النوبات أكثر انتشاراً بين النساء في سن العشرين إلى الستين. ولكن بعد هذه السن، تصيب الرجال والنساء على حد سواء.

ثمة عوامل أخرى تزيد أيضاً خطر التعرض لنوبة مماثلة. على سبيل المثال، يُعتبر مَن يعانون الوزن الزائد أكثر عرضة لحصى الصفراوية لأن تشكّلها يرتبط بالوزن الزائد، الذي يعود عموماً إلى استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية. كذلك تؤدي الجينات دوراً مهماً، فيرتفع خطر إصابتك بالنوبة، إن كنت تملك تاريخاً عائلياً مع هذا المرض.

في المقابل، لا تتوافر طريقة أكيدة لتفادي هذه الحصى. إلا أنك تستطيع اتخاذ بعض الخطوات الفاعلة لتحمي نفسك. يؤكد الدكتور بروج أن للنظام الغذائي وخسارة الوزن التأثير الأكبر. ويضيف: «اتبع نظاماً غذائياً يستبدل بالأطعمة الغنية بالدهون أخرى نباتية. كذلك لا تنسَ التمرن بانتظام لتحافظ على وزن صحي».

ولكن حذارِ خسارة الوزن السريعة التي تسهم أيضاً في تشكّل الحصى، وفق الدكتور بروج. ليكن هدفك خسارة نصف كيلوغرام إلى كيلوغرام أسبوعياً.

لا تسبب المشاكل

لا داعي في كثير من الحالات لاستئصال حصى الصفراوية بعد تشكّلها. يذكر الدكتور بروج: «إن لم تؤثر الحصى في عمل الصفراوية ولم تسبب أي أعراض، فلا حاجة إلى استئصالها».

ولكن إن أدت إلى مشاكل خطيرة، يبقى الخيار الأفضل استئصال الصفراوية ومعها الحصى. تُعتبر هذه الجراحة من الجراحات الأكثر شيوعاً. ويتعافى المريض عقبها بسرعة وسهولة ويعود إلى حياته الطبيعية في غضون أيام، وفق الدكتور بروج.

إن استُئصلت الصفراوية، يستطيع الإنسان أن يعيش حياة صحية. في هذه الحالة، يتدفق سائل الصفراء مباشرة من الكبد إلى المعي الدقيق، بدل أن يُخزّن. لكن هذا السائل يصبح أقل تركيزاً، ما يجعل الإنسان أكثر عرضة للإسهال. وتستطيع تفادي هذه المشكلة باتباع نظام غذائي غني بالألياف لا يحتوي على كثير من الدهون، ما يحدّ بالتالي من إفراز الصفراء.

back to top