«عهد ترامب» في الأسواق قبل موعده والتغريدات تقلق النواب

• دونالد يندد بالأكاذيب ويتوعد
• لا استخدام للهواتف بالبيت الأبيض
• واشنطن تعلّق مساعدة باكستان

نشر في 06-01-2018
آخر تحديث 06-01-2018 | 00:00
الناطقة باسم البيت الأبيض تستمع إلى كلمة مسجلة لترامب خلال مؤتمرها الصحافي اليومي أمس الأول 	(رويترز)
الناطقة باسم البيت الأبيض تستمع إلى كلمة مسجلة لترامب خلال مؤتمرها الصحافي اليومي أمس الأول (رويترز)
قبل موعد نشره بأربعة أيام، نشرت دار «هنري هولت» كتاب «نار وغضب: البيت الأبيض في عهد ترامب»، المثير للجدل، والذي وصفه الرئيس الأميركي بأنه «مليء بالأكاذيب وبالتحريف وبمصادر غير موجودة»، في وقت أثارت تغريداته المخاوف من تعريض الأمن القومي لمخاطر.
قبل موعده بأربعة أيام، سارعت دار نشر «هنري هولت» أمس بإصدار كتاب «نار وغضب: البيت الأبيض في عهد ترامب» الذي قام بتأليفه الصحافي مايكل وولف، ويصور الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أنه غير مضطلع ولا ملائم لتولي مهام منصبه.

وكتب وولف في تغريدة: «بإمكانكم شراؤه وقراءته. شكرا سيدي الرئيس». وتابع الصحافي الذي له مساهمات في العديد من المنشورات مثل «هوليوود ريبورتر» و«فانيتي فير» و«نيويورك ماغازين»، أنه خالط محيط ترامب طوال 18 شهرا من الحملة الانتخابية الى البيت الابيض، وأنه طرح أسئلة على «اكثر من 200» شخص، اعتبارا من الرئيس الى مقربين منه.

وبينما حاز الكتاب بالفعل المرتبة الأولى للكتب الأكثر مبيعا على موقع «أمازون»، حمل ترامب في تغريدة على محتوى الكتاب الجديد، واصفا إياه بأنه «مليء بالأكاذيب وبالتحريف وبمصادر غير موجودة».

وقال ترامب: «لم أسمح إطلاقا بدخول مؤلف هذا الكتاب المجنون إلى البيت الأبيض! لم أتحدث اليه ابدا في شأن كتاب مليء بالأكاذيب وبالتحريف وبمصادر غير موجودة»، مضيفاً: «انظروا إلى تاريخ هذا الرجل، وشاهدوا ما سيحدث له ولستيف القذر».

ولم يتضح ما إذا كان ترامب يشير إلى ستيف بانون المسؤول الاستراتيجي السابق في البيت الأبيض أو ستيف روبن رئيس دار «هنري هولت آند كومباني» التي نشرت كتاب وولف.

لهجة بانون

وفي الكتاب، يندد بانون بسلوك دونالد ترامب الابن، وهو ما أثار غضب الرئيس. وبعد نشر سلسلة من الاقتباسات من الكتاب، أكد بانون المعروف بأسلوبه اللاذع انه لا يزال يؤيد قطب العقارات السابق قائلاً: «رئيس الولايات المتحدة رجل عظيم، وأنا ادعمه دونما تراجع»، وذلك تعقيبا على اتهامات ترامب له بأنه «فقد عقله».

فما كان من ترامب إلا أن سخر من بانون قائلا «لقد قال انني رجل عظيم مساء أمس (الأربعاء). من الواضح انه غير لهجته بسرعة كبيرة».

في موازاة ذلك، واصلت الإدارة الأميركية التنديد بشدة بـ«الاكاذيب السخيفة» التي تضمنها الكتاب «الخيالي تماماً والمليء بالنميمة الصفراء».

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز ان الكتاب يتضمن معلومات «غير صحيحة إطلاقا»، معتبرة أن طلب الرئيس بأن يتم منع صدور الكتاب «ليس هو الإجراء الرسمي».

وأضافت ساندرز أن إرسال خطاب وقف لوولف ودار نشره «لن يأتي من حكومة الولايات المتحدة، بل من المدعي الشخصي للرئيس»، مبينة أن ترامب «يعتقد بالتأكيد أنه لا ينبغي» أن يتم نشره لأن الكتاب معيب، لكنه يدعم «بشكل مطلق» حماية حرية التعبير المنصوص عليها في الدستور.

فوضى دائمة

ويتناول كتاب «نار وغضب: داخل البيت الأبيض في عهد ترامب» أيضاً العام الأول لترامب في الرئاسة، والذي اتسم بـ»فوضى» دائمة.

ويصف الكتاب كيف ينعزل ترامب غالبا في غرفته، اعتبارا من الساعة 18:30 ليتناول «همبرغر» بالجبنة، وهو يشاهد التلفزيون على ثلاث شاشات، ويقوم باتصالات متكررة إلى مجموعة صغيرة من الأصدقاء يبدي خلالها «سيلا من الانتقادات» الموجهة ضد قلة نزاهة وسائل الاعلام وعدم ولاء اعضاء في فريقه.

ويقتبس الكتاب الذي يصور ترامب على أنه «جبان» و»غير مستقر» و»عديم الخبرة في شؤون المكتب البيضاوي»، أقوال حليفه السابق وكبير مستشاريه بانون، الذي أمره محامو الرئيس كذلك بالكف عن إفشاء معلومات.

ونقل الكتاب عن بانون قوله إن التحقيق الذي يجريه المدعي الخاص روبرت مولر حول قضية التدخل الروسي في انتخابات عام 2016 سيركز على قضايا تتعلق بتبييض أموال.

وأعلنت ساندرز أن العاملين في البيت الأبيض لن يعود بإمكانهم استخدام هواتفهم النقالة الخاصة في الجناح الغربي الذي يقيم فيه الرئيس، مبررة ذلك بضرورات «الأمن وحماية الأنظمة التكنولوجية»، موضحة أن هذا القرار قيد الدرس منذ أكثر من ستة أشهر.

قطيعة وارتياح

وأثارت القطيعة بين ترامب وبانون ارتياحا في أوساط نخب الحزب الجمهوري، بعد ان كان مسؤول الاستراتيجية السابق يشكل منافسا لها لدى الرئيس.

وكان ترامب يستغل هذه الخصومة مع انه يضطر في اغلب الاحيان لتأييد القادة الجمهوريين في الكونغرس. لكنه كان يترك لبانون حرية التحرك في الحرب المفتوحة التي يخوضها لتنظيف ما يسميه «المستنقع»، ويدرج فيه كل قادة ومسؤولي الحزب الذين يعكرون «الثورة الترامبية».

من جهة أخرى، استشار نحو 12 نائباً على الأقل من الكونغرس، أغلبيتهم من الديمقراطيين، أستاذة علم النفس في جامعة يال باندي لي حول صحة الرئيس العقلية، بحسب ما أوردت شبكة «سي ان ان» وموقع «بوليتيكو».

كما وقع 57 نائباً ديمقراطياً، أي 30 في المئة من الكتلة الديموقراطية في مجلس النواب، مشروع قانون ينص على تشكيل لجنة برلمانية خاصة حول «عدم أهلية الرئيس» لتحديد «ما اذا كان قادرا نفسيا وجسديا على تولي مهامه».

تغريدات خطرة

من ناحية أخرى، طلب السيناتوران الديمقراطيان رون وايدن ومارتن هاينريش، من مدير أجهزة الاستخبارات دان كوتس تقييم مخاطر تغريدات ترامب حول كوريا الشمالية على الأمن القومي.

ويريد هاينريش ووايدن أن يطّلعا على تقدير أجهزة الاستخبارات للتأثير المحتمل على مصداقية واشنطن، بعد تغريدة أطلقها ترامب في الثاني من يناير، قال فيها إن «الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون قال لتوه ان الزر النووي موجود على مكتبه دوما. هلاّ يبلغه أحد في نظامه المتهالك والمتضوّر جوعا بأنني أنا ايضا لدي زر نووي، ولكنه اكبر وأقوى من زره، وبأن زري يعمل!».

مساعدة باكستان

في غضون ذلك، علّقت الولايات المتحدة مساعدة أمنية بقيمة مئات ملايين الدولارات للقوات الباكستانية، مطالبة «بتحرك حازم» ضد فصائل «طالبان» المتمركزة في باكستان.

ولم تعط الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت تقديراً بالأرقام للمبالغ التي سيتم تجميدها، إلا أنها أوضخت أنها تضاف إلى مساعدة عسكرية بقيمة 255 مليون دولار كانت أوقفتها سابقاً.

القطيعة بين قطب العقارات وبانون تثير ارتياحاً في الحزب الجمهوري
back to top