«آآآه يا الأزرق» (2)

نشر في 06-01-2018
آخر تحديث 06-01-2018 | 00:04
 يوسف سليمان شعيب الفرحة التي شاهدناها على الجمهور الكويتي الرياضي عندما تم الإعلان عن رفع الإيقاف «المخدر والمزعوم»، وانتقال بطولة الخليج من قطر إلى الكويت لا توصف، وكان الشغف للعب الأزرق قد فاق كل التوقعات، بدءا من أمير البلاد إلى أصغر واحد في الشعب، والكل شمر عن ذراعه وتطوع وساهم من موقعه لإنجاح هذا التنظيم، ورؤية الموج الأزرق يغطي المستطيل الأخضر، لكن الاتحاد فاجأنا باختياره المدرب واللاعبين، وكانت المفاجأة أقل ما يمكن وصفها بالمجازفة والمخاطرة والإجهاض لعملية ولادة منتخب جديد، والذي على أثره قدم الاعتذارات وجهز التعليلات في حال لم يوفق بنتيجة ترضي ذلك الجمهور الذي لم يسبق أن حضر مثله على مدى تاريخ الرياضة الكويتية.

وعندما نتذكر في عام 1986 البطولة الثامنة في البحرين، شارك المنتخب المُشكل قبل البطولة بأيام قليلة، فلم يتعذر الاتحاد أو يصرّح بعدم مطالبة اللاعبين بالفوز والاكتفاء بالأداء، بل أكد الجدارة والفوز باللقب، ونرجو ألا نعلل أن تلك الفترة كانت في زمن الجيل الذهبي، لأن الفرق الأخرى كانت تمتلك لاعبين لهم تاريخهم وإنجازاتهم، ولا تنقصهم الخبرة أو الكفاءة أو الاستعداد في حينها.

وبعد 10 سنوات وفي «خليجي 13»، وفي حالة مشابهة لحال منتخب «خليجي 23» (مع اختلاف بعض التفاصيل) أنهى الاتحاد تعاقده مع المدرب الروسي لوبانوفسكي، بعد فشله في تحقيق نتائج كما بين الاتحاد آنذاك، وأسند تدريب المنتخب إلى مدرب نادي كاظمة ميلان ماتشالا، الذي ما كان منه إلا أن أشرك مجموعة من لاعبي نادي كاظمة كركيزة أساسية في تشكيل المنتخب وطعمها بالعناصر التي لها ثقلها كرويا وفنيا، فخرج بفريق نافس على البطولة وحقق الفوز فيها على الرغم من أن المنتخب كان خارج المنافسة.

وحال المنتخب في «خليجي 23» كنتيجة تشكيل لم تكن غريبة أو بعيدة عن حال تشكيل المنتخب في عامي 86، و96، إلا أن الفرق كان حسن التعامل مع الظروف واستغلال كل الفرص المتاحة، وكان على الاتحاد اختيار مدرب له إلمام كامل بلاعبي الكويت ودول الخليج، واختيار لاعبين من فريق واحد كما فعل ماتشالا في «خليجي 13» حتى نضمن التجانس والتفاهم قدر المستطاع وفق الظروف، لا أن تكون تشكيلة المنتخب أقرب ما يطلق عليها «تشكيلة من كل قطر أغنية».

لا نريد إلقاء اللوم على أحد، ولكن نود أن نقول إن تاريخ الأزرق لا يمكن تعريضه للتجارب، ومن يمسك زمام أموره فعليه أن يضع أمام عينيه ذلك التاريخ الحافل، وألا يقبل بأي نتيجة، فالأزرق ليس منتخبا جديدا على ألقاب بطولات الخليج ومنصات تتويجها، فهو الفائز الأكثر باللقب، وهو الأول في امتلاك كؤوسها.

ومع نهاية بطولة «خليجي 23» رسالة نوجهها لكل من كان وراء الإيقاف من الطرفين: «فكونا وخلوا الرياضة لأهلها».

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top