6/6 : فسحة الأمل

نشر في 05-01-2018
آخر تحديث 05-01-2018 | 00:20
 يوسف الجاسم نبارك لكم حلول العام الجديد، على أمل أن يكون أفضل من سابقه، وأجزم بأن مثل هذا الأمل حلمنا به منذ عشرات السنين، إلا أنه للأسف لم يتحقق، ولكن ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.

غادرتنا سنة 2017 كعرب محمَّلة بأثقال من الإخفاقات، وبحور من الدم، وكثافات من البؤس، الذي سبَّبته سياسات خرقاء فرضتها علينا طموحات التمدد الطائفي لجارتنا إيران، فتحوَّلت مساحات كبيرة من عالمنا العربي المكلوم إلى محميات لها، عبثت بها كما شاءت، وأقامتها على جماجم الشعوب، بحجة نصرة المظلومين! وغدت كجهنم، التي كلما سُئلت؛ هل امتلأتِ؟ قالت هل من مزيد؟

صراعاتنا الدينية، كمسلمين، وتخلفنا الفكري والعلمي والإداري والحضاري هو مكمن الخراب، ولم ينفع معنا من قبل دخولنا الألفية الثالثة، ولن يُجدي معنا مستقبلاً دخول الألفية الرابعة، إن مكثنا حيث نحن فيه داخل كهوف التخلف، واجتررنا أمجاد الماضي، غير عابئين باستحقاقات العصر، ولا مقتضيات المستقبل.

ندخل عام 2018 وخليجنا ملتحف بغيوم أزمته المستمرة بين الأشقاء، ولا تلوح في الأفق بوادر انفراج أو تقارب، إلا ما حققه "أمير الإنسانية" على أرض الصداقة والسلام، بعقد دورة "خليجي 23"، التي جمعت أهل الخليج معاً، وتألقت بها الكويت وشبابها بالنجاح المشهود خلال فترة استعدادات لم تتجاوز عشرة أيام.

كل ذلك، بغض النظر عن خروج فريقنا المبكر والمُبرَّر من المنافسة على البطولة. ولعل مشهد إسعاف اللاعب القطري لأخيه اللاعب البحريني على ملعب استاد جابر يسوق الدلالة، وبشكل بليغ، على أن الروح الرياضية لا تلوِّثها الروح السياسية وحساباتها المتوترة.

أخيراً، عام مضى على بلادنا، وحلَّ عليها عام جديد، وحكومتها الجديدة للتو أقسمت على أداء أعمالها بالأمانة والصدق، وهي تبدأ العام الجديد محمَّلة بآمال وتوقعات كبيرة، بحجم ما لديها في الأدراج من خطط ودراسات وتطلعات ورؤى تنموية كبيرة بشَّرنا بها الشيخ ناصر صباح الأحمد، كنائب أول لرئيس الوزراء، من خلال لقائنا به كمجموعة مبادرة الإصلاح والتوافق الوطني أواخر السنة الماضية، ونأمل حقاً أن يوفقه الله والحكومة والمجلس لتحقيق ولو جزءاً من تلك الرؤى الواعدة.

همسة:

نبارك مقدماً لمن سيحمل اليوم الكأس الغالية للبطولة الأغلى والأميز (خليجي 23)، سواء كانت الإمارات أو عمان.

back to top