إيران: ليلة دامية والمتظاهرون يحملون السلاح

روحاني يصفع النظام... وترامب يدعو لتغييره

نشر في 02-01-2018
آخر تحديث 02-01-2018 | 00:12
روحاني مترئساً اجتماعاً للحكومة أمس الأول في طهران (إي بي إيه)
روحاني مترئساً اجتماعاً للحكومة أمس الأول في طهران (إي بي إيه)
غداة ليلة دامية في إيران شهدت ارتفاع عدد القتلى من اثنين إلى 12، اتجه المتظاهرون إلى حمل السلاح لأول مرة خلال احتجاجاتهم ضد الولي الفقيه والنخبة الدينية والحكومة خلال الثلاثين سنة الماضية، ولم يكتفوا برمي الشرطة بالحجارة بل حاولوا في شتى المدن مهاجمة المخافر ومقرات الحرس الثوري و"الباسيج" كي يستولوا على الأسلحة الموجودة فيها.

ورغم دعوة الرئيس حسن روحاني إلى الهدوء واتهامه الولايات المتحدة وإسرائيل بالتحريض على الانتقام، اتسعت رقعة التظاهرات المتواصلة رفضاً للظروف المعيشية الصعبة والاهتمام بالأمور الخارجية على حساب الداخل.

وبينما أكد التلفزيون الرسمي أن محتجين مسلحين حاولوا الاستيلاء على مخافر للشرطة وقواعد عسكرية، لكنهم واجهوا مقاومة شديدة من قوات الأمن"، تداول نشطاء إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يظهر حرق حوزة علمية في مدينة تركستان بمحافظة قزوين شمال غربي إيران، وهي حادثة ربما تكون الأولى من نوعها في تاريخ الجمهورية الإسلامية.

اقرأ أيضا

وقامت قوات الأمن باعتقال أكثر من 300 محتج معظمهم طلبة، في وقت ادعى نائب محافظة إيزه في البرلمان هداية الله الخادمي، أن الأجهزة وجدت أسلحة وقنابل ومواد انفجارية في منازل بعض المعتقلين.

وفي أقل من 24 ساعة، هدد روحاني المتظاهرين بأن الشعب "سيرد على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون"، محذراً من أن "العدو قالها صراحة إنه سينقل المعركة إلى داخل إيران"، في إشارة إلى كلمة سابقة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وفي حين لم تفلح دعوته إلى الهدوء (التي وجّهها ليلاً)، وإعلانه أنه يناصر توفير هامش أكبر من حرية الانتقاد، في تهدئة الأجواء، وجه الرئيس الإيراني صفعة غير مباشرة إلى المرشد الأعلى خامنئي وإلى النخبة الدينية المسيطرة على النظام، باعتبار أنه من الخطأ توصيف الاحتجاجات بأنه مجرد مؤامرة خارجية أو مشكلات اقتصادية فقط، بل هناك مطالبات بمزيد من الحريات.

ورغم تأكيد جريدة "إيران" الحكومية أن روحاني سيوجه حديثاً مباشراً إلى الشعب، اكتفى التلفزيون الرسمي التابع لإشراف خامنئي، ببث أقسام من كلمته في جلسة الحكومة، بينما أكدت مصادر مقربة منه لـ"الجريدة" أنه رفض بث الكلمة المباشرة، متحججاً بمشاكل تقنية، ومطالباً بتسجيله، وذلك لأنه قام باتهام معارضيه من الأصوليين بتدبير مؤامرة ضده وتشجيع الشعب على التظاهر ضد الحكومة، ولكن الأمور خرجت عن سيطرتهم.

ووفقاً للمصادر، فإن روحاني انتقد مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بشدة في كلمته المسجلة، معتبراً أن ضعف هذه المؤسسة في إبراز مطالب الشعب أحد أسباب تدهور الأمور.

وللمرة الخامسة على التوالي، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس أن "زمن التغيير" حان في إيران، مؤكداً أن نظامها الديني فشل على جميع المستويات، رغم الصفقة الهائلة التي أبرمها سلفه باراك أوباما معه.

back to top