آآآه يا الأزرق (2/1)

نشر في 30-12-2017
آخر تحديث 30-12-2017 | 00:06
 يوسف سليمان شعيب منذ منتصف أكتوبر 2015، والرياضة الكويتية تعاني الأمرّين، حيث كانت بين المطرقة والسندان اللذين تسببا في حرمان شباب الكويت من المشاركات الرياضية العديدة طوال عامين.

لا نريد أن نخوض في حيثيات ذلك الماضي الأليم والتعيس، ولكن أردنا أن نسترجع طعم المرارة والحسرة والغصة التي عشناها كرياضيين وكأولياء أمور لأولئك الرياضيين، حتى نستطيع أن نقيّم أو ننقد أو نعلق، على ما حدث منذ 6 ديسمبر 2017 وحتى خروجنا رسميا من المنافسة على لقب "خليجي 23".

كانت بطولة "خليجي 23" من المقرر إقامتها في الكويت، ولكن بسبب الإيقاف انتقلت إلى قطر، ورحبت الأخيرة بذلك إنقاذا للموقف، واستعدت لهذا المهرجان، وقبل موعد البطولة بأيام طلبت الكويت استرجاع تنظيم البطولة احتفالاً وابتهاجاً برفع الإيقاف المشروط بتنفيذ بقية الأمور، وهذا الرفع أعتبره كمخدر، لنفرح بالأجواء فترة من الزمن ثم نعود إلى المربع الأول وهو الإيقاف.

طبعا هذا السيناريو أعتقد أنه قد غُيِّب عن الجمهور، كما أرى أن هناك سيناريو آخر للأحداث السريعة التي حدثت قبل رفع الإيقاف المزعوم، حيث إن "خليجي 23" كانت على وشك الإلغاء بسبب الخلاف بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى، وكانت إقامة البطولة في قطر ستؤدي إلى عدم مشاركة الشقيقات الثلاث، أضف إلى ذلك عدم قدرة الكويت على المشاركة بسبب الإيقاف الظالم والمجحف بحق رياضتها، فكان الحل الوحيد هو نقل إقامة البطولة إلى دولة أخرى.

وبسبب الأوضاع الأمنية في كل من اليمن والعراق، واعتذار سلطنة عمان عن الاستضافة، وعدم مشاركة قطر إذا اقيمت البطولة في إحدى الدول الشقيقات الثلاث، أصبحت الكويت هي الملاذ والمنفذ الوحيد لإقامة البطولة بحضور ومشاركة جميع الأطراف دون مشكلة، وهذا ما قامت به الكويت، حيث قدمت استعدادها لاستضافة البطولة إذا تم رفع الإيقاف، وهنا دخل أكثر من طرف لرفع الإيقاف. ولكن الشروط التي وضعها الاتحاد الدولي واللجنة الأولمبية الدولية كانت حجر عثرة أمام رفع الإيقاف، حيث كان لزاماً على الكويت تنفيذ تلك الشروط، فتدخلت إحدى الدول الخليجية في مناقشة، وسجال مستفيض مع الاتحاد الدولي لرفع الإيقاف عن الكويت، فكان ذلك، ولكنه "رفع مشروط بتنفيذ باقي المطالب وهي عودة الاتحاد الشرعي لدى الاتحاد الدولي وسحب القضايا المرفوعة على الاتحادات والهيئات الدولية".

طبعاً رفع الإيقاف المشروط أعطى الكويت مدة يتم من خلالها تنفيذ باقي الشروط، وفي نفس الوقت يسمح بإقامة البطولة على أرض وفي دولة منسجمة مع الجميع، ويتم إنقاذ الموقف وتشارك جميع الدول دون أي مشاكل. وفي نفس الوقت أيضاً، يتم افتتاح استاد جابر بشكل دولي من خلال بطولة إقليمية وبحضور جماهيري متعطش ومنقطع النظير... وهذا ما تم بالفعل، ولكن الجميع غفل عن أمور مهمة من الممكن أن تعكر صفو الفرحة وتبقي الصورة غير مكتملة، ومن أهمها أن على الاتحادات الدولية واللجنة الأولمبية الدولية رفع الإيقاف عن الرياضة في جميع الألعاب تأسياً بالاتحاد الدولي لكرة القدم، وإلا فسيكون رفع الإيقاف عن كرة القدم (كما يقال وقلنا إنه واضح لنا) مؤقتاً وسيرجع، وهذا ما نخشاه ولا نريده. فإن كان رفع الإيقاف عن كرة القدم قانونياً وصحيحاً فعلى بقية الاتحادات واللجنة الأولمبية رفع الإيقاف ودون تأخير، فلاعبونا ورياضتنا لا يستحقون كل هذا الظلم والاجحاف، وعلى الحكومة أن تحاسب كل من تسبب في هذا الظلم مهما كانت مكانته، فالكويت أميراً وشعباً لن يغفروا لكل من سولت له نفسه الإضرار الكويت وشعبها... والتاريخ يشهد.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top