مصر| حلوان تنجو من مجزرة... ومقتل 9 في هجوم على كنيسة

• مهاجمان يحملان عبوات ناسفة يفتحان النار عشوائياً خارج «مار مينا»... ومقتل أحدهما وفرار مساعده
• المنفذ المقتول كان متورطاً بعمليات إرهابية ومطلوباً لدى الشرطة... والكنيسة تبقي على احتفالات الميلاد

نشر في 30-12-2017
آخر تحديث 30-12-2017 | 00:04
رغم الاستنفار الأمني غير المسبوق من قبل قوات الجيش والشرطة لتأمين احتفالات المصريين برأس السنة، ثم عيد الميلاد في 7 يناير المقبل، قتل 9 أشخاص في هجوم إرهابي جديد على كنيسة بمدينة حلوان (جنوب القاهرة)، أمس، في أحدث هجوم يستهدف الأقباط، ونجحت قوات الأمن في التصدي لمحاولات الإرهابي تفجير نفسه داخل الكنيسة، وتزامن الهجوم مع سلسلة من هجمات إرهابية في سيناء وبني سويف.
هاجم إرهابيون كنيسة مار مينا في حلوان، ما أسفر عن مقتل 9، وكان عدد القتلى والمصابين مرشحا للزيادة لولا يقظة قوات الأمن، التي نجحت في منع دخول إرهابي إلى باحة الكنيسة وتفجير نفسه.

وأعلنت وزارة الداخلية، في بيان، أن «الأجهزة الأمنية المعينة لتأمين كنيسة مار مينا في حلوان تصدت لمجهول يستقل دراجة بخارية خلال محاولته اجتياز النطاق الأمني الخارجي للكنيسة، ونجحت في القبض عليه عقب إصابته، وضبط معه سلاح آلي وعبوة متفجرة، قبل محاولة إلقائها على الكنيسة، ما أسفر عن مقتل أمين شرطة و8 مواطنين، وإصابة 4 آخرين بينهم أمين شرطة، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، كما أبطل خبراء المفرقعات مفعول عبوتين ناسفتين بجوار كنيسة مار مينا».

وأكد مصدر رفيع المستوى، لـ«الجريدة»، أن «الهجوم نفذه اثنان من العناصر الإرهابية، أطلقا النار بشكل عشوائي على المواطنين قرب الكنيسة، قبل أن يتم القبض على المتهم الرئيسي وفرار مساعده».

واضاف أن «الإرهابي الذي سقط في قبضة الأمن مات لاحقا متأثرا بجراحه، وأنه يبلغ 42 عاما، وسبق له أن تورط في عدد من العمليات الإرهابية التي شهدتها منطقة حلوان والأحياء القريبة منها، وأنه يعتنق الفكر الداعشي». ومساء، أكدت قناة «العربية» ان الارهابي القتيل يدعى إبراهيم إسماعيل إبراهيم.

من جهتها، أصدرت الكنيسة الأرثوذكسية بيانا أكدت فيه ان «كنيسة مار مينا تعرضت لاعتداء إرهابي بإطلاق أعيرة نارية تجاهها، ما أسفر عن مقتل أحد أفراد تأمين الكنيسة، وخمسة من الأقباط، إضافة إلى عدد من المصابين»، لافتا إلى أن «محل أجهزة منزلية في شارع قريب من مقر الكنيسة تعرض لإطلاق نار، ما أسفر عن مقتل مالكه المسيحي وشقيقه».

وقال الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية بولس حليم، لـ«الجريدة»، إن «الهجوم محاولة بائسة لإفساد فرحة المسيحيين والمصريين عموما بأعياد الميلاد»، مشددا على أن «الكنيسة تنسق مع الأجهزة الأمنية لكي تمر احتفالات الميلاد بسلام». وأكدت الكنيسة ان الاحتفالات بعيد الميلاد في 7 يناير ستتواصل.

وأقامت الكنيسة الأرثوذكسية جنازة جماعية في كنيسة السيدة العذراء (في مطرانية حلوان) مساء أمس، للمسيحيين الستة الذين قتلوا في الهجوم الإرهابي، إضافة إلى المسيحيين الشقيقين اللذين قتلا أمام محلهما، كما قررت المطرانية «أن يدفن الشهداء جماعيا في مدافن دير الأنبا برسوم»، على أن تقام مراسم العزاء اليوم في الكنيسة ذاتها.

في غضون ذلك، كلف النائب العام المستشار نبيل صادق، نيابة أمن الدولة العليا، بمباشرة التحقيقات في هجوم مار مينا.

وانتقل فريق من محققي نيابة أمن الدولة العليا إلى مسرح الحادث على الفور، لإجراء المعاينات اللازمة واستجواب الشهود، لبيان كيفية وقوع الحادث، كما انتقل فريق آخر من أعضاء النيابة إلى المستشفيات التي يرقد فيها المصابون، لسؤال من تسمح حالتهم حول الحادث، وأمرت النيابة بندب أطباء مصلحة الطب الشرعي، لتوقيع الكشف الطبي على القتلى وإعداد التقارير اللازمة، وتكليف خبراء مصلحة الأدلة الجنائية إجراء المعاينة الفنية ورفع آثار الحادث.

توعد وإشادة

الرئاسة المصرية، أصدرت بيانا، أكدت فيه ان «الرئيس عبدالفتاح السيسي يتابع عن كثب تفاصيل وتداعيات الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار مينا»، مشيرة إلى أن السيسي «قدم تعازيه لأسر شهداء الهجوم الإرهابي الخسيس الذي استهدف أحد الأماكن المقدسة، في الأيام التي يحتفل بها أبناء الوطن من المسيحيين بأعياد الميلاد المجيد، كما قدم خالص الأمنيات للمصابين بالشفاء العاجل، مشيدا ببطولة رجال الشرطة في تصديهم للهجوم». ووجه السيسي الأجهزة المعنية «باستمرار تكثيف أعمال التأمين للمنشآت الحيوية».

وشدد بيان الرئاسة على أن «هذه المحاولات الإرهابية اليائسة لن تنال من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية الراسخة، بل ستزيدهم إصرارا على مواصلة مسيرة تطهير البلاد من الإرهاب والتطرف».

من ناحيته، دان مجلس الوزراء «الهجوم الإرهابي الغادر». وتابع القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء وزير الإسكان مصطفى مدبولي تطورات الحادث، وأجرى اتصالات هاتفية بالوزراء المعنيين، للوقوف على تداعيات الموقف أولا بأول، معربا عن تعازيه لأسر الضحايا متمنيا للمصابين الشفاء العاجل.

وقاد شيخ الأزهر أحمد الطيب الإدانات المحلية للهجوم، قائلا في بيان «إن تكرار تلك الهجمات الإرهابية النكراء التي تستهدف الإخوة الأقباط في أيام الأعياد أصبح مفضوح الأهداف، وأنها تستهدف الوطن ووحدته، أكثر ما تستهدف أتباع هذا الدين أو ذلك، لذا فإن الرد الموجع عليها يكون بإفشال أهدافها، والتمسك أكثر بروح الحب والمودة التي تجمع المسلمين والمسيحيين»، داعيا «المسلمين الى مشاركة إخوتهم الأقباط في الاحتفال بذكرى ميلاد المسيح».

بدوره، دان مفتي الديار المصرية شوقي علام «العملية الإرهابية الغادرة»، مشددا على أن «من يعتدي على الكنائس ويروع الآمنين فيها هو خصيم للنبي»، وأكد أن «ما قامت به جماعات التطرف والإرهاب حرام شرعا ومخالف للمقاصد العليا للشريعة التي دعت إلى حفظ الأنفس، وجعلت حرمة الدماء أشد من حرمة الكعبة المشرفة»، داعيا «المصريين جميعا إلى التصدي للإرهاب الغادر الذي لا يفرق بين مسلم ومسيحي».

خارجياً، قاد سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد التعازي العربية والدولية لمصر في مصابها الأليم، وأرسل برقية عزاء إلى السيسي، قائلا فيها «إن هذا العمل الإرهابي يتنافى مع كل الشرائع والقيم الإنسانية لاستهدافه أرواح الأبرياء الآمنين وزعزعة أمن واستقرار البلد الشقيق».

هجمات متفرقة

وبالتوازي مع الهجوم الإرهابي على كنيسة حلوان، استهدف مجهولون قوة أمن بوابة تحصيل رسوم المحاجر التابعة للقوات المسلحة أمس، قرب واحة ميدوم على الطريق الصحراوي الغربي بمركز الواسطى في بني سويف، ما أسفر عن مقتل ضابطين متقاعدين ومجند، بينما لاذ مرتكبو الحادث بالفرار.

وقتل ضابط جيش برتبة عقيد و5 مجندين في انفجار عبوة ناسفة في إحدى المركبات أثناء مداهمة إحدى البؤر الإرهابية في منطقة سبيكة التابعة لبئر العبد شمالي سيناء مساء امس الأول، بينما أعلن الناطق باسم القوات المسلحة تامر الرفاعي أن «قوات الجيش تمكنت من القضاء على 3 تكفيريين بحوزتهم كمية من الأسلحة والذخائر وعدد من العبوات الناسفة، وتدمير 4 سيارات خاصة بتلك العناصر التكفيرية».

وكانت مصادر أمنية أعلنت أن إرهابيين قتلوا شرطيا ومدنيا وأصابوا بضعة أشخاص في هجوم على قوة تأمين فرع «البنك الأهلي» وسط مدينة العريش، عصر أمس الأول، وتم استخدام قذيفة «آر بي جي» خلال الهجوم.

وأعلنت وزارة الداخلية إحباط هجوم إرهابي في مدينة العريش، أسفر عن تصفية أحد العناصر التكفيرية، واسمه الحركي «جلال» من مواليد عام 1999، خلال مواجهات مع قوات الأمن، مشيرة الى أن الإرهابي القتيل سبق له المشاركة في عملية السطو على فرع البنك الأهلي بالعريش أكتوبر الماضي.

الجيش يعزز

ودفع تزامن هجمات سيناء مع هجومي كنيسة حلوان وبني سويف القوات المسلحة الى إعلان تكثيف وجودها في الشوارع بجوار قوات الشرطة، إذ نشرت الصفحة الرسمية للناطق باسم القوات المسلحة صورا عدة لقوات الجيش وهي تؤمن أماكن حيوية عدة ودور عبادة مسيحية في القاهرة.

back to top