I' Tonya يكرّم راقصة على الجليد تعرّضت لإجحاف شديد

نشر في 23-12-2017
آخر تحديث 23-12-2017 | 00:00
مارغو روبي في الفيلم
مارغو روبي في الفيلم
نحو نهاية هذا التكريم المرح، والقوي، والمعد بإتقان لتونيا هاردينغ I› Tonya (أنا، تونيا)، تقول بطلتنا (مارغو روبي) بكل صراحة ووضوح: «ينصحني الكارهون دوماً: تونيا، قولي الحقيقة. ولكن ما من حقيقة». ولا شك في أن هذا محور ملائم لفيلم يغوص في الروايات المضطربة المحيطة براقصة على الجليد كثرت حولها الفضائح ويخرج بقصة تبدو حقيقية في نهاية المطاف. واللافت أنه يعكس أيضاً جواً من الندم.
استعد للتهليل لأميرة الجليد الأميركية المكروهة في فيلم كريغ جيلسباي السريع عن حياتها، هذا العمل الذي يهزّ حبنا الجماعي للراقصات على الجليد وعشقنا للشجارات النسائية.

يستند I' Tonya إلى سلسلة مقابلات «حافلة بالتناقضات» أُجريت مع أبرز اللاعبين في قصة تونيا هاردينغ: زوجها السابق جيف غيلولي (سيباستيان ستان)، ووالدتها لافونا (أليسون جايني)، وتونيا نفسها، ليشكّل عملاً سينمائياً شاملاً قوياً. تقول تونيا، وهي تنظر إلى الكاميرا، فيما تطلق النار من بندقية على زوجها خلال خلاف عنيف بينهما: «لم أقم بذلك مطلقاً».

تنظر روبي إلى الكاميرا في هذا العمل بقدر ما تنظر إلى الشخصيات الأخرى، مطلعةً إيانا على تفاصيل قصتها، التي تشكّل رواية مأساوية تحفل بالإساءة والظلم.

تتعرف تونيا الصغيرة إلى الجليد للمرة الأولى في سن الرابعة عندما تصطحبها والدتها التي تدخن باستمرار إلى حلبة جليد، فيتحول إلى محور حياتها خلال السنوات العشرين التالية. يصبح موهبتها الوحيدة وهمها الوحيد ووسيلتها الوحيدة للخروج من حياتها البائسة.

رمز الولايات المتحدة

لا يجعل نص ستيفن روجرز تونيا محط إعجاب الأميركيين فحسب، بل يصوّرها أيضاً كرمز للولايات المتحدة نفسها. تذكر مدربتها ديانا رولينسون (جوليان نيكلسون): «أحب الناس تونيا أو لم يعجبوا بها، تماماً كما يحبون الولايات المتحدة أو لا يعجبون بها».

عملت تونيا، التي صعدت من العدم، بكد وتعب أكثر من أي شخص آخر لتصل إلى القمة، مواجهةً حياة غير مستقرة في المنزل، والفقر، وإساءات والدتها وصديقها. وهكذا أصبحت أول امرأة أميركية تنجح في الالتفاف ثلاث مرات في مباراة. لكن القسوة التي انتُقدت بها بسبب ملابسها وأسلوبها، اللذين أفسدا «عرضها» حسبما قيل، تُبرهن أن الولايات المتحدة لم ولا تقدّر المؤهلات. أما الضربة القاضية، فجاءت من زوجها السابق المتعجرف والمسيء جيف، الذي أخفق في استخدامه مجرمين لكسر ساق نانسي كيريغن. وهكذا تتكرر القصة القديمة: يفسد الرجال كل شيء.

هوس

يذكرنا سيناريو روجرز في مختلف أجزاء الفيلم أن هذا العمل لا يقتصر على «أنا، تونيا» بل يشمل أيضاً «نحن، تونيا». تعاني تونيا سنوات من الإساءة لتصل إلى القمة. إلا أن الشهرة تنقلب ضدها عندما تتحول تونيا إلى أحدث إضافة في دوامة الهوس الأميركي بالشهرة وما يرافقه من حب، وكره، وحب لكره الشخصيات العامة.

توجّه تونيا في إحدى المقابلات الإدانة الأكثر إيلاماً على الأرجح حين تنظر مباشرةً إلى الكاميرا وتقول: «شعرتُ بأنني أتعرض للإساءة مرة أخرى. ولكن هذه المرة كنتم أنتم المسيئين... تعرضت لاعتداء على يدكم أنتم أيضاً». وبعد مشاهدة الإساءات الشفهية والجسدية المريعة التي تحملتها، نشعر بوطأة هذا الاتهام الجارح.

back to top