Marvelous Mrs.Maisel كثير التقلبات إنما يعكس حقبة مميزة

نشر في 23-12-2017
آخر تحديث 23-12-2017 | 00:02
يشكّل التمييز الجنسي والتمكين المحور الرئيس في The Marvelous Mrs. Maisel، مسلسل فكاهي تدور أحداثه في خمسينيات القرن الماضي ويتحدّث عن تحوّل امرأة من ربة منزل مدللة من قسم المدينة الراقي إلى فنانة خشنة تقدّم العروض الفكاهية في مدينة نيويورك البوهيمية.
ندرك اليوم الإطار العام جيداً بفضل Mad Men وكل مسلسل آخر بعده ركّز على منتصف القرن الماضي: كان الأثاث غريباً وعملياً، واعتاد الناس التدخين على متن الطائرات، وشاع التحرش.

انظروا إلى أين وصلنا أو لم نصل.

ولكن نظراً إلى بعض التطورات الأخيرة، لا يُعتبر هذا العمل الممتع، وإن كان كثير التقلبات، مجرد تعليق على الماضي. إنه أحد المسلسات المبتكرة الأولى التي تُطلَق على خدمة البث المباشر منذ استقالة مدير «استوديو أمازون» روي برايس في أكتوبر الفائت عقب اتهامه بسوء السلوك الجنسي.

كان برايس لا يزال المسؤول عندما أُلغيGood Girls Revolt، الذي لاقى رواجاً كبيراً وتناول المشقات التي واجهتها موظفات عملن في مجال صحافة المجلات في الستينيات، بعد موسم واحد. أعلنت مُعدّة السلسلة دانا كالفو أنها تعتقد أن برايس أوقف المسلسل لأنه لم يعجبه شخصياً. وأخبرت الممثلة إرين دارك صحيفة «واشنطن بوست»: «شكّل إلغاء المسلسل بهذه الطريقة عملاً مريعاً».

كم اختلفت الأوضاع بعد سنة وعدد من الفضائح! يشير بعض التقارير إلى أن المسلسل يستعد للموسم الثاني. كذلك قررت شركة أمازون تمويل مسلسل جديد يضرب بالسلطة الذكورية عرض الحائط.

صحيح أن Marvelous Mrs. Maisel ليس بصراحة سلفه، إلا أنه يتابع المحور الذي توقف عنده: فجر الثورة الجنسية. وتجسد مريم «ميدج» مايزل (رايتشل بروسنهان) تلك العاصفة الهوجاء.

تشكّل مايزل صورة الحياة الأسرية في عام 1958: ولدان، وزوج ناجح مهنياً يُدعى جويل (مايكل زيغن)، وشقة في منطقة راقية كبيرة كفاية لتسع لكامل أفراد العائلة يوم العيد. يعيش والداها آبي وروز ويسمان (توني شلهوب ومارين هنكل) في الطابق العلوي. أما ثمن رعايتها الأولاد طوال الوقت، فيشمل عدم تردد والديها في تذكيرها بأنها تبدو في حالة يُرثى لها أو أن عليها «التبرج قليلاً».

تدعم ميدج جويل فيما يمارس هوايته أسبوعياً، مقدماً عرضاً فكاهياً خلال أمسية مفتوحة أمام الهواة في حانة غير تقليدية في وسط المدينة. يحاول جويل إقناع المديرة سوزي ميرسون (ألكس بورستاين) بمنحه توقيتاً أفضل لعرضه، مقدماً لها أطباق لحم منزلية الصنع. ولكن عندما يهجر جويل ميدج للعيش مع مساعدته، لا يتبقى لتلك المرأة التي كانت تملك كل شيء سوى القليل... إلى أن تكتشف قوتها على المسرح، مقدمة نكاتاً مبتكرة، حتى إنها تلفت انتباه ليني بروس (لوك كيربي) وشرطة نيويورك.

طاقة عدائية

في مسلسل من ابتكار إيمي شيرمان-بالاديمو (Gil-more Girls)، تبدو بروسناهان مليئة بالطاقة العدائية، ما يجعل شخصية ميدج مثيرة للاهتمام. ويسهم أداء شلهوب وزيغن في تعزيز تفاعلات العائلة المختلة والظالمة.

إلا أن هذا المسلسل كان سيبدو أكثر متعةً لو اقتصر على 30 دقيقة بدل ساعة. ولكن لما كان يدوم ساعة، فيتسنى للمعدين الوقت الكافي لتحليل الأسباب التي جعلت بروس وتلك الحقبة الزمنية مهمَين في تطور مجال الفكاهة. غير أنه يفتقر إلى العمق الكافي لتحقيق هدف مماثل. لذلك بدّل أن يركّزThe Marvelous Mrs. Maisel على محتوى المواد والقيم التي يتحداها، يحوّل تلك المرحلة إلى صراع بين مؤدين لا يترددون في استعمال عبارات نابية ورجال شرطة يغالون في تطبيق القانون.

علاوة على ذلك، يغالي هذا العمل في تركيزه على النكات المستمدة من بيئة محددة: حموان يبالغان في ردود فعلهما، وحساء الدجاج، وإخفاء انفصال الزوجين عن رجل الدين. لكن هذا يلهينا عن مزايا أداء بروسناهان الساحرة الأخرى وتنوع شخصيتها.

مسلٍّ وملائم

رغم عيوبه هذه، يبقى The Marvelous Mrs. Maisel مسلياً وملائماً. يشكّل غضب ميدج مصدر قوتها، ويبدو مؤثراً بعمق. لكنه لا يسيئ إلى المشاهد لأنه يبقى طوال أكبر جزء من الوقت مخبأ وراء شعر مصفف بعناية، وشفتين مغطاتين بلون أحمر قانٍ، وزينة حقبة خمسينيات القرن الماضي.

لكن الأهم في المسلسل ليس ولادة العروض الفردية العصرية، بل صحوة ميدج. هذا ما كان مسلسل أمازون Good Girls يرنو إليه. إنه هذا التمرد على السلطة الذكورية. تشكّل هذه الظاهرة محور ثورة تلفزيونية تشير فيها روايات المسلسلات، التي تدور في الخمسينيات، إلى تقدّم ضاع في عناوين أخبار اليوم.

المسلسل يغالي في تركيزه على نكات مستمدة من بيئة محددة
back to top