عباس يرفض مسبقاً «خطة كوشنير» وسقوط فلسطينيين بغزة

• ماكرون يرفض الاعتراف بدولة فلسطين
• واشنطن: التهديد بوقف المساعدات ليس مجرد كلام

نشر في 23-12-2017
آخر تحديث 23-12-2017 | 00:07
جندية إسرائيلية توجه بندقيتها إلى متظاهرة فلسطينية في بيت ايل بالضفة أمس	(أ ف  ب)
جندية إسرائيلية توجه بندقيتها إلى متظاهرة فلسطينية في بيت ايل بالضفة أمس (أ ف ب)
في خطوة من شأنها إغضاب الإدارة الأميركية، التي أجبرت على إلغاء زيارة نائب الرئيس مايك بنس إلى المنطقة، قال الرئيس الفلسطيني إنه لن يقبل أي خطة سلام أميركية، في إشارة واضحة إلى الخطة التي يعدها صهر الرئيس جاريد كوشنير، غداة تصويت 128 دولة ضد قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وسط ترحيب دولي وعربي وإسلامي بالقرار غير الملزم الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالغالبية لرفض تغيير وضع مدينة القدس، ودعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سحب قرار اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، رفض رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، ضمناً، الخطة التي يعدها صهر ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنير للسلام.

ومن باريس، حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال عباس: «الولايات المتحدة لم تعد وسيطا نزيها في عملية السلام، ولن نقبل أي خطة منها، بسبب انحيازها، وخرقها للقانون الدولي».

وندد عباس بتهديد ترامب بقطع المساعدات المالية عن الدول التي صوتت لمصلحة القرار في الأمم المتحدة، ورأى أن «الاعتراف بدولة فلسطين، هو استثمار في السلام، وفي مستقبل مستقر وآمن للمنطقة، وإبعاد شبح العنف والتطرف والإرهاب والحروب عن منطقتنا، ومن أجل ذلك، وحفاظا على حل الدولتين قبل فوات الأوان، فإننا ندعو الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى أن تقوم بذلك».

وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن القيادة السعودية أكدت أنه لن يتحقق السلام سوى بالاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية. وأكد أن «موقف السعودية كان ولايزال موقفا داعما للحلول المتعلقة بالقضية الفلسطينية»، لافتا إلى أن «السعودية تقول لنا دائما ماذا تريدون نحن معكم».

وذكر أن «السعودية لم تتدخل يوما في شؤوننا، ولم تتأخر عن دعمنا».

وأضاف: «نحن نريد السلام مع إسرائيل أولا، فهي جارتنا، ونريد أن نعيش بسلام معها»، مشيرا إلى أنه «عندما يحدث السلام بيننا وبين إسرائيل هناك 57 دولة إسلامية مضطرة أو راغبة بإقامة علاقات مع إسرائيل».

ماكرون

بدوره، اعتبر ماكرون أن قرار الولايات المتحدة؛ الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، عزل واشنطن، وقال في هذا السياق: «الأميركيون مهمشون. أحاول ألا أقوم بالمثل»، مضيفا أنه لن يعترف بشكل أحادي الجانب بدولة فلسطين، لأنه لا يعتقد أن الأمر سيكون «مجديا».

وأضاف ماكرون: «هل سيكون مجدياً اتخاذ قرار من طرف واحد بالاعتراف بفلسطين؟ لا أعتقد. لأنه سيمثل رد فعل» على القرار الأميركي «الذي سبب الاضطرابات في المنطقة. سأكون بذلك أرد على خطأ من النوع ذاته»، مضيفا أنه لن «يبني خيار فرنسا على أساس ردة فعل» على السياسة الأميركية.

وشدد على أنه «لا بديل لحل الدولتين، ولا حل من دون الاتفاق بين الطرفين حول القدس».

واشنطن والمساعدات

وعلى الجانب الأميركي، أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية تيم ليندركينغ، أن تهديد ترامب بقطع المساعدات المالية عن الدول التي صوتت ضده في الجمعية العامة للأمم المتحدة «ليس مجرد كلام أجوف»، وذلك ردا على سؤال إذا كانت واشنطن ستوقف مساعدتها لليمن، الذي شارك في صياغة القرار وصوت لمصلحته وطالب إلى جانب تركيا باجتماع طارئ للجمعية العامة.

التظاهرات

ميدانياً، شهدت الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة تظاهرات للجمعة الثالثة على التوالي.

وخرج آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة، للتعبير عن رفضهم لقرار الرئيس الأميركي بشأن القدس، خصوصا في رام الله وبيت لحم وقرب حاجز قلنديا وفي قرى وبلدات الضفة، إضافة إلى الأحياء الإسلامية في القدس الشرقية.

وفي غزة، حذرت إسرائيل منذ الصباح الباكر الفلسطينيين من الاقتراب من السياج الحدودي، إلا أن الشبان الغاضبين استمروا بالتجمع هناك. واستخدم الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.

وقتل في المواجهات فلسطينيين أمس، وأصيب العشرات شرق جباليا شمال قطاع غزة.

ماليزيا

وقاد رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق، أمس، آلاف المتظاهرين، للتضامن مع قضية القدس، بمشاركة زعماء الأحزاب الماليزية المختلفة من الحكومة والمعارضة و250 منظمة غير حكومية إسلامية.

وألقى عبدالرزاق خطابا بعد صلاة الجمعة ندد فيه بقرار ترامب، مؤكدا «دعم ماليزيا لنضال الشعب الفلسطيني وهوية بيت المقدس الإسلامية».

أجواء الميلاد

وفي المناطق المسيحية الفلسطينية طغى قرار ترامب على التحضيرات لعيد الميلاد، خصوصا في مدينة بيت لحم. وبالنسبة للسكان المسيحيين، فإن هذا الإعلان كدر عليهم احتفالاتهم بعيد الميلاد.

وتستعد المدينة، التي تعتبر وفق الإيمان المسيحي مهد السيد المسيح، لإحياء عيد الميلاد يوم 25 ديسمبر في كنيسة المهد.

وكانت بيت لحم سابقا تغص بالزوار الأجانب قبل أيام من عيد الميلاد. وقبل أسبوع من العيد، بدت بيت لحم شبه فارغة من السياح، بسبب الأوضاع المتوترة، حيث تشهد المدينة مواجهات متقطعة بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي.

وخلت ساحة المهد، حيث وضع مشهد للميلاد وشجرة كبيرة من الزوار، باستثناء عدد قليل من الفلسطينيين الذين وقفوا لالتقاط الصور، وبعض الباعة الجائلين الذين يبيعون قبعات بابا نويل وغيرها من البضائع.

وهناك زهاء خمسين ألف مسيحي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ويشكلون نحو 2 في المئة من السكان.

إردوغان

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه كان يتوقع موافقة ما بين 160 و190 دولة على مشروع القرار، «لكن البيت الأبيض هرع إلى الهواتف، وهدد في شكل صريح الدول واحدة تلو الأخرى بقطع المساعدات الاقتصادية».

قرار ترامب نغص أجواء الميلاد في بيت لحم... وتظاهرة دعم للقدس في ماليزيا بمشاركة رئيس الوزراء
back to top