الرحلات الجوية بين موسكو والقاهرة تعود في فبراير

القاهرة تتمسك بمصرية حلايب وشلاتين... وتصعِّد في «ملف النهضة» بعد تأجيل زيارة ديسالين

نشر في 16-12-2017
آخر تحديث 16-12-2017 | 00:05
العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي خلال مباحثات مع سفيرة البرتغال بالقاهرة
العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي خلال مباحثات مع سفيرة البرتغال بالقاهرة
أعلن وزير المواصلات الروسي ماكسيم سوكولوف، أمس، أن الرحلات الجوية بين روسيا ومدينة القاهرة ستستأنف اعتباراً من فبراير المقبل، لينهي ذلك حظراً روسياً استمر أكثر من عامين، وفي حين أعلنت القاهرة تمسكها بمصرية مثلث حلايب وشلاتين في مواجهة المزاعم السودانية، بدا أن مصر تسعى إلى التصعيد دولياً في وجه تعنت الجانب الإثيوبي في ملف سد النهضة الذي يهدد المصريين بالعطش.
كشف وزير المواصلات الروسي ماكسيم سوكولوف، أمس، أن الرحلات الجوية بين روسيا ومدينة القاهرة ستستأنف اعتبارا من فبراير المقبل، وأضاف في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي، أن استئناف الرحلات يأتي بعد توقيع بروتوكول أمني بين البلدين، مؤكدا أن الاتفاق يقتصر على تسيير الرحلات إلى مدينة القاهرة.

مصدر حكومي بالقاهرة قال لـ"الجريدة"، إن الروس وافقوا على عودة الطيران بين المطارات الروسية ومطار القاهرة الدولي فقط، ولم يتم الاتفاق على عودة الطيران إلى منتجعي شرم الشيخ والغردقة، وتابع: "الوفود الأمنية الروسية أشادت بإجراءات الأمن في مطار القاهرة، لكنها قالت إن مطاري الغردقة وشرم الشيخ يحتاجان إلى مزيد من التدابير الاحترازية"، وأعلنت روسيا تعليق الطيران عقب سقوط طائرة روسية في سيناء، أكتوبر 2015، مما أسفر عن مقتل 224 شخصا معظمهم من الروس.

استياء مصري

وعلى صعيد التوتر في العلاقات المصرية السودانية، بدا أن وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، راغبا في مزيد من التصعيد مع القاهرة في ملفات ذات حساسية بين البلدين، بعدما قال في تصريحات له أمس، إن بلاده متمسكة بمطالبها في "حلايب وشلاتين" المثلث المصري الحدودي، "حتى عودتها إلى حضن الوطن"، ودعا الجانب المصري الى التحاور كما حدث بخصوص جزيرتي "تيران وصنافير"، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية كما "فعلوا مع إسرائيل حول طابا".

ورفض مصدر مصري رفيع المستوى تصريحات غندور، قائلا لـ"الجريدة": "كل فترة تظهر نفس التصريحات التي تؤكد حالة الإفلاس للسياسة الخارجية لدولة السودان"، وشدد على أن "ثوابت الموقف المصري تجاه قضية حلايب وشلاتين لم ولن تتغير"، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الأرض المصرية، وفيما يعد بمثابة رد عملي على تصريحات الوزير السوداني، أعلن محافظ البحر الأحمر، اللواء أحمد عبدالله، أن تنمية حلايب وشلاتين التابعة للمحافظة تكلفت 3 مليارات جنيه، خلال السنوات الأربع الماضية.

من جانبها، قالت خبيرة ترسيم الحدود الدولية، الدكتورة هايدي فاروق، لـ"الجريدة"، إن اللجوء إلى التحكيم الدولي سيثبت ملكية مصر ليس لحلايب وشلاتين فقط، بل لأراض داخل الحدود السودانية وفقاً لمعاهدات تأسيس السودان، التي كانت حتى عام 1958 جزءا من الدولة المصرية، بينما قال أستاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية، باسم رزق لـ"الجريدة"، إن الخرطوم تلجأ إلى إثارة مسألة حلايب للاستهلاك المحلي، فضلا عن إيجاد مبرر لانحيازها لأديس أبابا في ملف سد النهضة الإثيوبي ضد مصر.

تصعيد متوقع

وفي سياق قريب، بدا أن الأزمة بين مصر وإثيوبيا آخذة في التصاعد بعد الإعلان عن تأجيل زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي مريام ديسالين، للقاهرة من الشهر الجاري إلى يناير المقبل، بما يعكس استمرار الأزمة حول تضارب المصالح بين القاهرة وأديس أبابا بسبب سد النهضة الذي تمضي في بنائه إثيوبيا دون اهتمام بالمخاوف المصرية من تأثيره على حقوقها التاريخية في مياه النيل المقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب.

مصدر مصري رفيع المستوى قال لـ"الجريدة"، إن مصر قررت التصعيد دوليا في أزمة السد، بسبب التعنت الإثيوبي الذي أدى إلى فشل المفاوضات، وأن تعليمات صدرت لوزارة الري بوقف جميع المباحثات مع الجانب الإثيوبي بشأن الأزمة، وأضاف: "تم رفع تقرير شامل بتفاصيل الموقف إلى القيادة السياسية لاتخاذ ما يلزم، وإذا لم تلتزم أديس أبابا بحقوق مصر فسيتم إلغاء المفاوضات بشكل نهائي، وتبدأ مصر بعدها في التحرك دوليا".

اتفاق ثلاثي

إلى ذلك، عاد وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي، إلى القاهرة، أمس، بعد زيارة للعاصمة القبرصية نيقوسيا، أجرى خلالها مباحثات مع نظيريه في اليونان وقبرص، وتم الاتفاق خلالها على إنشاء هيئة تنسيق للإشراف على تدريبات القوات الخاصة المشتركة، بهدف حماية الممرات البحرية الحيوية شرق البحر الأبيض المتوسط، خاصة مع زيادة الأهمية للمنطقة بعد الكشف عن احتياطات هائلة من الغاز الطبيعي.

كما تم الاتفاق على توسيع تدريب "ميدوزا" البحري بين مصر واليونان بإشراك قبرص، ويبدو أن تحركات الدول الثلاث تهدف بشكل أساسي إلى حصار النفوذ التركي في شرق المتوسط، إذ تمتلك أنقرة سجلا سيئا مع العواصم الثلاث، فتم تبادل سحب السفراء مع القاهرة منذ 2013، بسبب تأييد تركيا لجماعة "الإخوان"، في حين تتهم نيقوسيا الجارة الشمالية بعرقلة جهود توحيد شطري الجزيرة القبرصية، كما تتميز العلاقات التركية اليونانية بالتوتر الدائم على خلفية خلافات تاريخية ترتبط بترسيم الحدود بين البلدين.

إحباط ناسفتين

في الشأن الداخلي، تمكن خبراء المفرقعات من إبطال مفعول عبوتين ناسفتين زرعهما مجهول أسفل كوبري بولاق بشارع السودان مع تقاطعه بشارع جامعة الدول العربية، بمحافظة الجيزة أمس، وقال مصدر أمني، إن خبراء المفرقعات تلقوا بلاغا من شرطة النجدة بالاشتباه في "قنبلتين"، وأنهم نجحوا في تفكيكهما وإبطالهما.

back to top